|
قراءة أولية لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طلب مني عدة أصدقاء أعزاء من باريس التوقيع على هذا الإعلان فاعتذرت . كما سالني الرفيق المناضل ( ر . م ) عن علاقة مجموعتي لندن والولايات المتحدة المشتركتين بوضع هذا الإعلان بالإدرة الأمريكية وتوقيت صدوره ..؟ لهذا لابد لي من توضيح الموقف الشخصي والعام بما يلي : ؟ - 1 صدر في دمشق وثيقتين هامتين خلال شهر واحد لابد من الوقوف عندهما في مسيرة نضال شعبنا ضد النظام الأسدي الفاشي : الأولى مشروع دستورللجمهورية السورية الديمقراطية المرجوة بعد إسقاط النظام الفاشي الشمولي . أصدره المحامي السيد أنور البني المناضل دفاعا عن المعتقلين السياسيين وحقوق الإنسان في سورية من الكرد والعرب . ورغم عدم معرفتي الشخصية بالسيد البني لابد لي من تثمين مشروعه الديمقراطي العلماني الذي بناه على مبدأ فصل الدين عن الدولة ولولم يعلن ذلك وجعل فيه العقل والشعب والحرية مصدرا لكل السلطات وفق مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء والإحتكام إلى صناديق الإقتراع في انتخاب السلطةوفق أرقى قواعد حقوق الإنسان والمواثيق الدولية . وجرى التعتيم على هذا المشروع من جميع الأطراف مع الأسف . كما قامت السلطات القمعية بتلفيق تهمة ضده وملاحقته واضطهاده أمام التعتيم الداخلى والخارجي مع الأسف ...؟ أما الوثيقة الثانية : فهي إعلان دمشق ..الصادر في 16 الجاري . لذا لست هنا بصدد تشريح الوثيقة الأولى الموْجلة لما بعد إسقاط النظام الذي نأمل أن يتم بسواعد وطنية ديمقراطية داخلية ..وأتوقف أمام إعلان دمشق لأقول ما يلي - 2 جميع ماجاء في الديباجة والبنود لايخرج عن مطالب شعبنا وجميع الأطياف السياسية السورية منذ أمد بعيد وهى مطالب في التحليل العلمي إصلاحية سلمية وعادلة لكنها لم ولن تسقط النظام دون برنامج عملى ينبع من الشارع الوطني والقوى الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير في مواجهة نظام قمعي همجي معاد لأبسط حقوق الإنسان والوطن . وأنا لست ضد طرحها ضمن المتاح أمام معارضة عاجزة ولكن في وقت طبيعي وليس لإثبات أ نها البديل على الورق أمام الخارج المتربص كما أعلن أ حد زعماء الإخوان المسلمين على شاشة ( العربية ) الذي سنفصله فيما بعد . ودون وضعها الحد الأعلى والستراتيجية العليا لنضال شعبنا وأمتنا العربية -3 تجنب الإعلان شرح الأخطار المحدقة بسورية ووضع الإصبع عليها وفي مقدمتها المخطط الأمريكى الصهيوني . ودورالنظام الأسدي في إيصال البلاد إلى حافة الإنهياروالإستسلام أمامه وتحديد الموقف من كل المشاريع الإستعمارية الهمجية قبل التفكير باقتسام الكعكة -4 جميع المطالب والشعارات حول الديمقراطية وبناء دولة القانون وفصل السلطات وإلغاء جميع القوانين والمحاكم الإستثنائية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وكشف ملف المفقودين من السوريين واللبنانيين وغيرهم ..الخ كلهامطالب وشعارات لاخلاف عليها . وقد سبقت نقابة المحامين بدمشق ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان فيها وضع هذه المبادئ والمطالب بإيجاز في بيانها رقم 1 تاريخ 22- 6 - 1978 وانضمت لها النقابات العلمية للأطباء والصيادلة والمهندسين وفئات عريضة من الشعب وصولاّ إلى إضراب 31 - اّذار 1980 التاريخي وكان هذا النهوض الوطني الديمقراطي الذي أجهضه النظام الفاشي وعمليات الإخوان المسلمين الفوضوية التي لاتقل بشاعة عن جرائم النظام . كان ذلك قبل ربع قرن والأخ هيثم المالح وغيره يعلم ذلك جيداّ وهو أجد مناضلي النقابة ...؟ - 5 جاء في الإعلان ما يلي : ( التأكيد على انتماء سورية إلى المنظومة العربية وإقامة أوسع علاقات التعاون معها وتوثيق الروابط الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية التي توْدي بالأمة إلى طريق التوحيد ) يلغي هذا النص الإنتماء القومي للأمة العربية وفق الموضة السائدة . فماهي هذه المنظومة التي يتحدث عنها الإعلان .؟ هل هي كالمنظومة الأوربية أو منظومة السوق الأوربية وغيرها التي تشكلت بين شعوب وقوميات مختلفة .. وأين أضحت الأمة العربية ووحدتها الديمقراطية التى يبنيها الشعب بإرادته الحرة مع احترام الحقوق القومية والمواطنة المتساوية لجميع الأقليات القومية كالأكراد والأمازيغ وغيرهم في الوطن العربي - 6 جاء في الإعلان ما يلي : الإسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء ويعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأ خلاقه ....الخ -اّ ألغت هذه الفقرة كل ماجاء في هذا الإعلان وأعادتنا لعهود الإستبداد الديني ونظام الملل والنحل رغم أنها مخالفة للحقيقة والتاريخ والعقل تقسم وحدة المجتمع الوطنية والقومية وتكرس التمييز الديني والعنصري ولنا من التاريخ القريب كل الأمثلة والوقائع المثبتة في المصادر الإسلامية نفسها - ب من الواضح أن هذه الفقرة زجّت في النص إرضاء للإخوان المسلمين الذين يتصدرون المعارضة الاّن بعد نيل رضا الجهات الدولية والنفطية ...؟ -ج قطعت الطريق أمام علمانية الدولة وفصل الدين عن الدولة ورفض تسييس الدين الذي يدمر المجتمع ووحدته ويحول شعار الجمهورية والديمقراطية إلى أكذوبة كبرى داخل ( ديمقراطية الطوائف ) ومثال العراق ماثل أمامنا . وهذا ما ترحب به إدارة بوش التي تنفذ أوامر الله باحتلال العالم وذبح الشعوب ونهب ثرواتها لذلك جاءت هذه الفقرة خارج سياق المبادئ التي حملها الإعلان ...؟ -د قطع الطريق أمام إصدار قانون أحوال شخصية ديمقراطي وعلماني يحرر المرأة من العبودية والتمييز العنصري ويبني الأسرة على أساس الحب وحرية الإختيار بعيدا عن النظام العبودي الديني وبالتالي وضع التابوالتقليدي المقدس وتسييس الدين ووضع التكفير مكان العقل الإنساني - ه في ختام هذا القسم أذكّر المناضل والصديق العزيز رياض الترك بأنه طلب من الإخوان المسلمين في أكثر من مناسبة أن يقدموا اعتذارا للشعب السوري عن أخطائهم وخطاياهم التي ارتكبوها في التمانينات بحق شعبنا ووطننا التي لاتقل هولا عن جرائم النظام الأسدي المجرم أين أضحت هذه الطلبات والمواقف وكيف يتم التعاون مع مجموعة لاتعترف بأخطائها لأنها معصومة ( من عند الله ) .....؟؟؟؟؟؟
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنعان الصندوق الأسود في حطام المافيا الأسدية المنهارة ...؟؟
-
انتحار المافيا الأسدية ...؟؟؟
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 8 -
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ...- 7
-
من هوالقاتل الحقيقي للشهيدة : هدى أبو عسلي ...؟؟
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشع
...
-
الرتيلاء الأسدية .. في اّخر أيامها
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب
...
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم .. - 4 - الإنقلاب
...
-
الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3
-
الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
-
ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
-
هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
-
من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
-
منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
-
شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|