|
ميتافيزيقيا خد الوردة ونباح الكلب
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:46
المحور:
الادب والفن
نبحت كلاب المقبرة فما أستيقظ سوى فلاح الحقل . كان السكون بطاقة الليل ، التدوين عليها لا يصلح سوى للحظة إغفاءة التعب ، تأمل العالم بهكذا الشكل يريك جبروت العدم ، فالكل يذهب إلى الأرض الصامتة حيث تنتهي الأشياء إلى ما يعتقد انه ابد سرمدي بهاجسين وغير ذلك فروح التفكير تسيح بدفء أنفاس من يفكر إن الحياة وهي تصنع يومها فأن الآتي لن يرتهن بلحظة تفكيرها ، فكل قادم بأجل لهذا مضيت إلى لليلي متمنيا أن افتح أجفاني في الصباح وأمضي إلى رزقي .. كنت ممددا على سرير القصب ، غبت عن قريتي ألف عام ولازال هذا السرير يسمونه ( سوباط ) هي أمكنة النوم المؤقت ، أما القبور فهي أمكنة النوم الدائم حتى تحين الساعة . يشع ضوء السماء على المكان فأصاب ببهجة ( الوحدة ) فعندما تخزن بنواظرك المشدودة فسحة الفضاء تكون الحاجة لآخر يتمدد معك ( حاجة ملحة ) لأنه قادر على جعل رؤاك تتمدد على خارطة شهوة ما تتمناه فليس في العمر سوى مشهد واحد يظل يلازم المخيلة ومشهدي هو أمراة تتوسط فراش النجمة وتدعوني إليها وأنا لا طاقة لدي بالمشي حتى اصل نجمة طاقيتي مع ورقة أبدأ معها من السطر الأول إلى الخير ثم انفخها بهواء رئتي لتثير غيمة بريد تصل بها إلى صحيفة أو مجلة أتقوت منها رغبة الخبز ليصل إلى فم الذين أريدهم يكبروا دون طنين الجوع ونباح يستغيث معهم في مساء القرية المطر هناك حيث خلقنا الله وترك عرينا يمارس مع السمك والماء طقوس مودة أن نكون أو لا نكون . أفكر في المرأة . بقلبها الذي يشبه خوخة ناضجة ، بعينيها وهما تستعير نظرات غير نظراتها ، أفكر بالفقر الغزلي وهو يعمق حاجبي الإشارة في معدة الرغيف ، أفكر بواحدة لاتمل من شراء أساور الذهب وترمقني باحتقار المال لأنها في ثالث تسوق وقميصي ذاته منتصب تحت عمود المصباح ويبيع السجائر . ولأنني مللت مشاهدة حزم المال في يديها أبقيت حلم المدينة لديها وعدت مع سرب الكلاب انبح في مساء ماطر لعل المواقد تخزن السعال وأطفالي لا يموتون من أنفلونزا الطيور والقبور وانحسار الأغاني عن مسامعهم الفقيرة ، فالقرى تحتضن النساء ولكن ليس اللائي يجذبهن شوق الروك وأناقة شارون ستون . قرانا أناقتها مداعبة ضرع البقرة وحصد السنبلة والنوم بشخير واطئ وعداه فأن الجمال مسكون في القلب حيث يجبر السعال دموع أمهاتنا على أن تصب في دجلة والفرات والمسسيبي فتنهض فينا صلاة الغائب وندخر لأحلامنا رصاصة صغيرة ربما نطلقها ذات يوم على الرأس ونستريح . نبحت كلاب المقبرة .. أيامنا نبحت أيضا .. الورد ينبح ، الحمير ، الجدات ينبحن رغبة طفولتهن غير المدونة بدفتر ذكريات . بؤس يجري على قناة الخد وعلى دفئه تسرح مراكب التخيل . أن المنية العظم لكل وطني شريف أن يطبع رغيف الجوع على علم بلاده ، وقتها سيتذكر الأغنياء الضريبة الكبرى هي أن يلتفتوا إلى الفقراء ويمنحوهم عاطفة اللحم ورائحة الشواء وشيا من ابتسامة تلك الأنيقات اللائي يصفرن بدلال على أسرة أنوثة العطر فيما السادة رجال العمال يصفرون في نومهم من هلع البورصات كما القطارات القديمة . الكل ينبح من اجل ليلاه .. الفراشة والعصفور وسائق التاكسي الفراشة من مجيء الخريف والعصفور من زعيق طائرات الأباتشي وسائق التاكسي من ليل بلا ركاب عذرا جاك بريفر فقد استعرت منك شيئا واعرف انك معي تخوض مباراة الجوع على حلبة الملاكمة وبسكرتك الأسطورية وترنحك المائل كحاجب غجرية ستقول : إن الحب دخان رئة الهاجس والهاجس فكرة في الرأس والرأس يتمنى الفراش والفراش يريد امرأة ........... تمنحنا القرى . أشواق ما نريد أن نتخيله ، يمنحنا الوضع الإنساني قناعة إن الله يريد هذا . يمنحنا هاجس الشعر القدرة على التعبير بذاكرة مرهفة . يقول لونجين : لكي ترى أغمض عينيك في النهار . أنا مغفل وفعلتها . فارتطمت بشرطي يعد راتبه . سقط على الأرض . وكدكتاتور حبشي سحبني من قميصي وادعني السجن أسبوعا . نبحت كل كلاب القرية حزنا علي . وجدتي كتمت حكاياتها في أسى الصمت ، والمطر هطل بلون بنفسجي . في شتاء بارد عدت إلى قريتي من دون قميص . فلم يرأف بحالي احد سوى وردة رأيت دمعتها تضئ خدييها الأبيضين . قلت لها . من أين لك كل هذا الحنان .؟ قالت : من حزن عينيك . لم أر وجهي في المرآة لكن دموع الوردة أرتني لون دموعي لقد كانت زرقاء كما المتوسط أنا لم أر المتوسط ولكني شاهدته في الأفلام ، ازرقا موجه . والمياه التي تعوم فوقها قريتي خضراء ، لهذا كان اللون الخضر في كل حياتنا يذكرنا بفواجع حياتنا منذ قتل الحسين ع وحتى هذه اللحظة . لم انم ليلتها . ولا اعرف لماذا ذهبت إلى قصائد النفري المتصوف . هل لني غبت في الغياب وكنت بلا أصحاب . هل لن صفعات العسس مذله والسجن قفص للقرود . هل لن موسيقى النباح أفرغت من الرأس رغبة تدوين ما حصل . لقد كان يقول : إن شفاعة الذاكرة دمعتها . أنزلت دمعتي . فصفعها حزن خبر موت جدتي . ماتت جدتي حتى قبل أن يصل الرغيف فمي وحتى قبل أن امسح الدمعة من خد الوردة . وقتها شعرت بان الكتب لا تحسن من حال البؤس الذي ينتاب بعض القرى وعليها أن تذهب إلى الرصاصة الصغيرة التي ادخرتها وتريح نفسها وتريح العالم معها .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مديح بنزيف الخاصرة ..تيه الذاكرة والجسد
-
ميثولوجيا الأهوار ..طبيعة تستغيث وأحلام عودة المياه الى أزله
...
-
المعدان عرب الأهوار زادهم الفطرة والتشيع والكرم
-
قبعة مكسيكية ..وموسيقى موزارتية ..وشاي مهيل
-
سيف المتنبي
-
ميثولوجيا الأهوار..الأهوار والمندائيون ..خليقة تعود الى آدم
...
-
عين المعري
-
ميثولوجيا الأهوار ..تجفيف الأهوار ..تجفيف لأحلام الأنسان وال
...
-
ميثولوجيا الأهوار..الهور ..المكان طوبغرافيا وعناصر الحياة
-
هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟
-
الموسيقى السومرية ..الروح أولاً
-
الثقافة العربية _الأسبانية ..رؤية من خلال المنظور التأريخي
-
فرنسا والعرب من نابليون وحتى جاك شيراك
-
عن الضوء الذي يبعث شهوته الى كل ذكور العالم
-
مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية
-
الشعر والأقتراب من ذاكرة السياب وأنشودة المطر
-
خيمياء الكلمة شيدت للعشق كوخا ياصديقي
-
الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر
-
أبو معيشي ذاكرة النخل والماء والقصيدة
-
قصيدة بومضة.ومضة برمش عين.رمش عين بنور كلمة
المزيد.....
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|