أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - سلامة موسى: شخصية من مصر















المزيد.....

سلامة موسى: شخصية من مصر


محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلامة موسى (4 فبراير 1887 - 4 أغسطس 1958)، صحفي ومفكر من طلائع النهضة المصرية، رائد الاشتراكية المصرية ومن أول الداعيين لأفكارها. ولد في قرية كفر سليمان العفى بالقرب من مدينة الزقازيق ، لأب قبطى يعمل رئيس تحريرات بمديرية الشرقيه بمرتب سبعه جنيه ونصف شهريا ، توفى بعد عامين من مولد ابنه تاركا له إرث عبارة عن 25 فدان. والتحق الابن بمدرسة قبطية (كتاب) بالقرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالزقازيق وحصل منهاعلى الشهادة الابتدائية. انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث التحق بالمدرسة التوفيقية ثم المدرسة الخديوية حتى حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية) سنة 1903.
عام 1906 قرر السفر إلى أوروبا وهوفي التاسعة عشرة من عمره.. فسافر إلى فرنسا، وقضى فيها 3 سنوات من حياته تعرّف خلالها على الفكر والفلسفة الحديثة، وقرأ مؤلفات لمفكرين مثل فولتير وكارل ماركس كما أنه اطلع هناك على أحدث ما توصّلت اليه علوم المصريّات، وأنفتح ذهنه عن طريق الكتب والصحف والمسرح على ثقافة فرنسا الحافلة وتعرف على درامات إبسن وشاهد ملكة المسارح الإنجليزية والفرنسية في ذلك الوقت " سارة برنار" وقرأ عن الاشتراكية وتابع الأحزاب. بعد أن قضى ثلاث سنوات في باريس عاد إلى مصر وبعد أن قضى بها شهرين سافر إلى لندن، ليدرس القانون ولكنه ترك الدراسه. ووضع هدف لنفسه هو الكفاح ضد الإستعمار البريطانى، و الرجعية المصرية التى تعادى العلم والمساواة بين الرجل والمرأه وتروج للغيبيات والجهالات. والتحق سلامه موسى بالجمعيه الفابيه التى كانت تتبنى الفكرالإشتراكى ، وكان يتزعمها جورج برنارد شو و هربرت جورج ويلز. تعرف عن طريق الجمعيه على الآداب الأوروبة والروسية وشارك فى الأحداث التى كان يموج بها المجتمع البريطانى فى الإقتصاد والدين والسياسة، فقد كات لندن وقتها تعيش ثوره ثقافية على العصر الفكتورى المتحفظ. وقد عبر سلامه موسى عن تأثره بأفكار برنارد شو فيقول : " تأثرت كثيراً ببرنارد شو، وأمضيت من حياتى نحو أربعين سنه وأنا اتعلم على يدى هذا الحكيم ".. كماتعرف سلامه موسى على جمعية العقليين، وألتحق بمعاهد أكاديمية تدرس المصريات والبيولوجيا والإقتصاد. وواظب على زيارة المتحف البريطانى المليئ بالأثار المصرية، ويحتوى على مكتبه عظيمة عن تاريخ مصرجذبته وأمضى بها وقتا طويلا.
فى عام 1913عاد إلى مصر بتجربته فى أوروبا مليئ بالحماس للعمل من أجل رفعة الوطن والمواطنين، ويصف العصر الذى يعيش فيه بقوله: " إنى عشت عمرى فيما بين 1887 و 1947 فى عصر انقلابى انفجارى رائع من حيث الإكتشافات والإختراعات والثورات. لأنه عصر المعارك التاريخية والصراع الخطير بين مجتمع آفل وآخر بازغ يتطلب كفاح مترابط بين العمل التنويرى والثقافى والسياسى والإقتصادى". و كرس حياته لهذا العمل المترابط بمصر. وكان قد رجع من أوروبا متأثرأً بنظرية داروين فى التطور بمعناها الرحب الأوسع من التطور البيولوجى ليشمل التطور فى الثقافه و فى المجتمع والأدب، واللغه، وفى كل مايتعلق بمعيشة الإنسان. وبدأ حياته العملية بالترجمة حيث ترجم رواية " الجريمة والعقاب " لدستوفسكي ونشرها على أجزاء ثم نشر كتابه عن " الاشتراكية " الذى اجمع النقاد أنه أول كتاب باللغة العربية يختص بهذا الموضوع ويسمى بهذا الاسم. وكتب سلامه موسى فى مجلة " البلاغ " سلسلة مقالات عن نظرية التطورقصد من ورائها نشر النوروالعلم ومكافحة الجهالات والغيبيات الشائعة، وجمعها بعد ذلك فى كتاب بعنوان" نظرية التطور وأصل الإنسان ". فى 7 مايو عام 1914 اصدرأول مجله علمية أدبية اسبوعيه مصرية سماها " المستقبل ". ولكنها أغلقت في منتصف أغسطس عام 1914، بقرار من الرقابة بعد أن كان قد صدر منها 16 عدد فقط ، وعلى أثر ذلك ولظروف الحرب الخانقة انتقل للإقامه فى قريته بالزقازيق لزراعة أرض يملكها بالإضافة لعمله بالتدريس، إلى أن قامت ثورة 1919 فانتقل إلى القاهره.للمشاركة بما كانت تصتخب به من أحداث، ووجد المصريين رافعين الهلال والصليب فوق رؤوسهم، والقساوسه يخطبون فى الأزهر، كما وجد مسيرات النساء اللاتى يرفعن فيها البراقع والحبرات من على وجوههن. فى هذه الآونة عمل محررا فى مجلة البلاغ، ومجلة الهلال التى أصبح رئيسا لتحريرها فيما بعد وفى سنة 1921، شارك فى تكوين الحزب الإشتراكى. فى سنة 1930 شارك فى تكوين جمعية المصرى للمصرى التى كانت تهدف إلى مقاطعة السلع البريطانية ، ومع تحمس الناس للفكره وتأييدها، أغلقت حكومة إسماعيل صدقى باشا، الجمعية. ولكن بعد أن كانت قد أقنعت طلعت حرب بانشاء سلسلة متاجر يقتصر نشاطها على بيع المنتجات المصرية، وبناء عليه كانت "شركة بيع المصنوعات المصرية"
تعدت مؤلفاته من الكتب خمسين كتابا "مازال أغلبها يتداول وينشرويقرأ حتى اليوم"، وكانت مقالاته ونشاطاته الإجتماعية والسياسية تدعو كلها إلى نهضة المجتمع، والنهضه عند سلامه موسى معناها التطور و التقدم للمستقبل والأخد بالعلم الحديث و تطوير المجتمع و الثقافه ، واحياء الإنتماء للحضاره المصريه القديمه، ليس رجوعا لعصر الاسلاف و تقاليدهم.. ولكنه للتمسك بالهوية والقومية المصرية والتقدم و النهوض بمصر. ويقول فى ذلك "اننا لازم ننمو و نتطور و نعمل جهدنا لاستخلاص الحقيقه من المعرفه" ولذلك كان ضد الدوله الدينيه و الحركات الدينيه فيقول "الحركات الدينية لايمكن أن تنهض إلا على التعصب والبغضاء". وكان ينصح الشبان بقراءة تجربة السلطان اكبر الذى حكم الهند فى القرن السادس عشر، و فشل فى اقرار التسامح الدينى لإنه اعتمد على رجال الدين وليس على المدنيين. قال من حوالى قرن " إنتوا فى الأول و الأخر مصريين و لازم تتجهوا لأوروبا ثقافياً و معرفياً و تؤمنوا بالعلم و انجازاته و تخلصوا عقولكم من الوهم و الخرافه و تعرفوا إن الآداب العربيه تقريباً شبه فاضيه من الثمار الحضاريه اللى حاتلاقوها بوفره فى اداب الحضاره الغربيه من زمن هوميروس و أرستوفانيس لزمن تشالز ديكينز و أوسكار وايلد و فيكتور هوجو و اميل زولا و إبسن و ألبير كامى و سارتر، و غيرهم من الثمار اليانعه للحضاره الحيه الوحيده النهارده على سطح الارض ". وطالب مع مجموعة من المثقفين المصريين، منهم أحمد لطفي السيد، وأحمد أمين بتبسيط كتابة وقواعد اللغه العربيه التى تجمدت على مر الزمن ولم تتطور، والاعتراف بالعامية المصرية بإعتبارها لغة الأم، وما لم نبسط الفصحى ونطور العامية سنظل غيرقادرين على اللحاق بقطار العلم..
توفى سلامه موسى سنة 1958 بعد ان لعب دور تنويرى كبير نجح من خلاله فى تغيير افكار قطاع كبير من شباب مصر و شجعهم على الإستقلال و الشجاعه و الإعتماد على العلم الحديث و ابتكر اسلوب عصرى فى الكتابة يسهل الفهم. وتتلمذ على يديه عدد كبير من المثقفين والمبدعين منهم نجيب محفوظ الذي نشر له سلامه موسى سنة 1939 أول رواياته " عبث الأقدار..



#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب أثناسيوس: شخصية من مصر
- بديع خير: شخصية من مصر
- دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر
- مينا دانيال: شخصية من مصر
- محمود باشا الفلكى: شخصية من مصر
- شهدى عطية الشافعى: شخصية من مصر
- السيد درويش: شخصية من مصر
- القديسة فيرينا
- درية عونى: شخصية من مصر
- تقى الدين المقريزى: شخصية من مصر
- مجدى عبد الملاك: شخصية من مصر
- شخصية منمصر: دكتور فرج فودة
- دكتور فرج فودة: شخصية من مصر
- هيباتيا: شخصية من مصر
- -;-كيف تشكلت دولة الجزائر
- كيف تشكلت دولة تونس
- كيف تشكلت دولة ليبيا
- كيف تشكلت دولة السودان
- كيف تشكلت دولة لبنان
- كيف تشكلت دولة سوريا


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - سلامة موسى: شخصية من مصر