ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 14:40
المحور:
الادب والفن
مايميز المصريين في الكلام بانهم يبدوءن العبارة ب مصطلحات التفخيم (سيادتك ,سعادتك ,حضرتك) وعند الاستئذان عبارات (استاذنك ,من فضلك ,لامؤاخذه..الخ) وهذه المنظومة تمثل ارثا لفظيا لمكنون ثقافي , نفتقر اليه مع الاسف في العراق في مخاطباتنا المدوية غالبا والخالية من عبارات التهذيب , فتنطلق الفاظنا كانها حجارة مسننة او طلقة مدوية في اذن المتلقي لابد لنا من الاعتراف بوجود حاجة لمراجعة اساليبنا ومخارجنا اللفظية في اثناء التعبير عن حاجاتنا , وانا لا استثني طبعا الطبقة المثقفة او مدعية التعليم ولن اعيب على السواد الاعظم من المواطنين العاديين , فكلامنا جميعا يكاد يشي بارث البداوة العتيق والذي يجسده اليوم كثيرون بصيغة بوست او صورة او رسم كاريكاتوري او حتى مقالة ,يبداونها بعبارات اقرب الى الشتيمة ويختمونها بمفردات اميل للسباب الشوارعي , مااحوجنا الى دورة تاهيلية ننظم بها مخارجنا الكلامية لاسيما وان فضيحتنا صارت على الملا بفعل انفتاح العالم على بعضه في المناخ الافتراضي مااحوجنا الى دورة كتلك التي ادخلها الخليفة المتوكل للشاعر علي بن الجهم بعد ان لمس خشونة الفاظه في قصيدته السابقة التي يقول فيها واصفا الخليفة بقوله
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا كثير الذنوب
فالتمس له العذر كونه وليد بيئة فظة لاتحسن مضغ العبارة وانما تلقيها خاما بلا مراجعة او تمحيص
حيث امر باسكانه في بستان على نهر دجلة للتعرف على جمال الطبيعة وليتغير بعدها مزاجه ويتحسن منطقه ولتجود قريحته باعذب الالفاظ في قصيدته الرائعة التي ينشد فيها
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن زدت جمرا على جمر
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟