أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية














المزيد.....

بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية


غادة عبد المنعم
مفكرة


الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


بعد فوزه بجائزة الأوسكار عن فيلم "عازف البيانو"، أعلن المخرج "رومان بولانسكي" أن فيلمه القادم سيكون معالجة سينمائية لرواية "أوليفر تويست" التي كتبها الروائي البريطاني المعروف "تشارلز ديكنز".. هذا الإعلان أثار فى حينها تساؤلين مهمين، أولاً : كيف سيتناول بولانسكي اليهودى الديانة شخصية "فاجن" رئيس العصابة "اليهودي" الذي تصوره الرواية (وكذلك يصوره فيلم "أوليفر" الذي أخرجه "ديفيد لين" عام 1951) كائناً في غاية العدوانية ونموذجاً نمطياً للشخصية اليهودية ؟ وثانياً : ما هي الأسباب التي دفعت مخرجاً بارزاً مثل بولانسكي إلى اقتباس رواية عفا عليها الزمن مثل "أوليفر تويست" ؟

عندما بدأ عرض فيلم " أوليفر ستون " منذ أيام فى دور العرض الأمريكية فوجئ النقاد والجماهير بأن بولانسكي تعامل مع شخصية فاجن (التي لا يمكن إغفالها أو إسقاطها من أي اقتباس للرواية) بما يشبه التجاهل التام لطبيعتها الشريرة المطروحة من قبل أدبياً وسينمائياً. كما أغفل بولانسكي أي ذكر لانتماء فاجن الديني ، ولم يقل في أي جزء من الفيلم إن فاجن الشرير هو شخص يهودي. بل وجعل من فاجن (الذي لعب دوره "بن كنجزلي") حامياً لأوليفر الطفل اليتيم من المجتمع الذي لا يعرف الرحمة والرأفة بطفل في سنه!!

لكن بولانسكي لم يستطع على مستوى الشكل أن ينكر يهودية فاجن ، حيث أسبغ عليه الصفات الشكلية والنفسية المعروفة عن اليهود ، فزوده بأنف طويل جداً بصورة كوميدية ، كما صور هوسه بالمحافظة على صندوق مقتنياته الثمينة من النقود والمجوهرات وكل ما جمعه له الصبية الصغار بالنشل والشحاذة ، وصوَّر كذلك خوفه المرضي من أن يستولي أحد أفراد عصابته على هذا الكنز ، ولم يجد غضاضة فى تهديد أوليفر بسكين ليتأكد من أنه لم يدل الشرطة عليه.

وعلى جانب آخر فقد قدم بولانسكى شخصية الطفل أوليفر تويست على أنه يمثل اليهود المضطهدين ، وجعله أقرب ما يكون ليتامى الحرب العالمية الثانية الذين كان بولانسكى نفسه واحدا منهم ، حيث ذكر في كل حواراته الصحفية والتليفزيونية حول الفيلم أنه يرى في طفولة أوليفر طفولته ، وفي عذابه وتشرده عذاب اليهود جميعاً سواء كانوا من ضحايا الهولوكست أم لا..!!

وقد ملأ بولانسكى فيلمه أوليفر تويست بإشارات مختلفة إلى الهولوكست (أو المحرقة، وهي – حسب زعم اليهود – قيام النازيين بإحراق 6 ملايين يهودي في أفران الغاز).. ويبدو من إشاراته أنه يدين المجتمع الدولي الذي لم يقم بنجدة اليهود من براثن هتلر إلا بعد فوات الأوان.. حيث لا يجد الطفل اليتيم المشرد أوليفر – الذى يرمز لليهود - في أي مكان يتعرض فيه للخطر سوى النظرات المتبلدة والعيون التي لا تبدي أي تعاطف ، سواء كانت نظرات أقرانه من الأطفال في ملجأ الأيتام ، أو نظرات الرجال في الشارع ونظرات النساء من النوافذ وهو يمضي في طريقه إلى لندن بعد هروبه من الملجأ.




رومان بولانسكى


واحد من أشهر المخرجين فى العالم. وهو يهودى من أصل بولندى. ولد عام 1933 وجرى احتجازه مع والديه فى المعسكرات النازية ، وتوفيت والدته هناك بينما استطاع هو الهروب من المعسكر والعيش فى الريف البولندى، حيث عاش متنقلاً بين عدد من الأسر الكاثوليكية. وفى وقت لم يكن يهتم أحد فيه بالسينما تعرف بولانسكى الشاب الذى كان يقضى معظم وقته فى دور العرض السينمائية على الأفلام الألمانية ووقع فى غرامها. فى الخمسينات قام بأدوار صغيرة فى عدد من الأفلام، وذلك قبل أن يدرس السينما ويعمل مخرجاً. وفى نهاية الستينات (1968) هاجر بولانسكى إلى هوليود، وهناك حقق نجاحا كبيرا و شهرة بأفلام مثل "طفل روز مارى" (1968) و"الحى الصينى" 1974. حصل بولانسكى على الأوسكار للمرة الأولى عام 2003 عن فيلم "عازف البيانو" بعد أن تم ترشيحه لنيل الجائزة أربع مرات من قبل. وهذه الأوسكار هي واحدة من حوالى 50 جائزة فاز بها أو تم ترشيحه لها.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية