أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة















المزيد.....

حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 28 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نعيش في عصر التقنية المعلوماتية المتطورة التي هي سلاح ذو حدين، يمكن استعماله للخير والشر. وتعقيدات الوضع العراقي، والتشويش الفكري، واستعداد العقلية العراقية لتقبل الإشاعات المسمومة والتصديق بها، تساعد أعداء العملية السياسية في تضليل الجماهير وقيادتهم ضد مصالحهم، بنشر الأكاذيب والمتاجرة بمعاناة الناس من شرور الفساد ونقص الخدمات والبطالة...الخ. فخلال 40 سنة من حكم الفاشية عمل البعث الصدامي على تدمير النسيج الاجتماعي وبلبلة الوعي، وتخريب عقلية المجتمع العراقي وترويضه، واستخدام سياسة (فرق تسد) ونشر العداء بين مكوناته، بحيث صار لا يصلح لحكمه إلا بالقبضة الحديدية البعثية. ولذلك لما سقط حكم القمع الدموي استغل فلول النظام الساقط، ومن يدعمهم في الداخل والخارج، الوضع الديمقراطي، لنشر الفوضى العارمة في العراق في محاولة منهم لإعادة التاريخ إلى الوراء.

لا يختلف اثنان أن الشعب العراقي وبعد كل هذا الخراب لخمسة عقود، يواجه أزمات كثيرة، منها نقص الخدمات، وتفشي الفساد، والإرهاب، وأن هناك نسبة غير قليلة من السياسيين الفاسدين في الدولة، ساهموا في صنع هذه الأزمات. ومن حق الجماهير أن تغضب وتخرج إلى الساحات والشوارع لتعرب عن غضبها وسخطها في تظاهرات سلمية، ومطالبة المسؤولين بحل هذه الأزمات بأسرع وقت ممكن، وهو حق مشروع كفله لهم الدستور والنظام الديمقراطي.
ولكن الملاحظ ، أن هناك محاولات من قبل جهات عديدة مشبوهة، أغلبها مشاركة في السلطة، همهم الوحيد هو خلق هذه الأزمات وعن قصد، لإفشال العملية السياسية. يحاول هؤلاء الآن توظيف السخط الشعبي لحرف التظاهرات عن مسارها الوطني وأغراضها المشروعة، وجعلها تخدم أغراضهم السياسية الفئوية، وضد مصالح الجماهير المحرومة من الخدمات. فجماعة مقتدى الصدر والحكيم مثلاً، لهم حصة الأسد في الحكومة، ولكنهم أصدروا أوامر لجماهيرهم بالمشاركة في هذه التظاهرات، والغرض واضح وهو تبرئة ممثليهم في الحكومة من التقصير، وتجيير هذه التظاهرات لمصالحهم الحزبية.

كذلك يحاول البعثيون وحلفاؤهم من الذين أقاموا الاعتصامات في الماضي القريب، الادعاء بأن هذه التظاهرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب هي امتداد لاعتصاماتهم في المناطق الغربية. والحقيقة هناك فرق شاسع بين هذه وتلك. فالاعتصامات قادها البعثيون الدواعش، ورفعوا شعارات لإسقاط الحكومة وإلغاء الدستور وحل البرلمان ... الخ من أجل إعادة حكم البعث المقبور وتحت اسم آخر بحجة العزل والتهميش! وأقاموا في تلك الساحات ورشات لتفخيخ السيارات لقتل الجماهير في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، إضافة إلى رفعهم شعارات طائفية فاشية بذيئة و صور المقبور صدام حسين وأعلام السعودية. وكانت تلك الاعتصامات عبارة عن الخطوات التمهيدية لفصل المناطق الغربية (السنية) عن الحكومة المركزية بذريعة احتلالها من قبل داعش. وما لعبة داعش إلا غطاء تستخدمه فلول البعث والشركاء من المناطق الغربية، وبدعم من حكومات خارجية معروفة، لإرباك الحكومة المركزية وإشغالها في حروب استنزاف طويلة الأمد لتدمير الطاقات البشرية والمادية.

أما تظاهرات اليوم في بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، فأهدافها مشروعة وقابلة للتنفيذ وهي: إصلاح الحكومة وليس هدمها(1)، ومحاربة الفساد والرشوة، وتحسين الخدمات، وإيجاد العمل للعاطلين...الخ. هذه المطالب مشروعة أيدتها المرجعيات الدينية، والحكومة نفسها بإصدار حزمة من الإصلاحات.
ولذلك يحاول قادة الاعتصامات السابقة التصيد بالماء العكر، وإيجاد موطئ قدم لهم وذلك باختراق هذه التظاهرات ورفع شعارات تحريضية ضد الحكومة المنتخبة، وإسقاطها، وحرق الأخضر بسعر اليابس، وكأن جميع السياسيين من أعضاء الحكومة والبرلمان فاسدون يجب اقتلاعهم من الأساس، وأن الوضع الحالي هو أسوأ بكثير من عهد صدام... وخلق انطباع أن الفساد ونقص الخدمات متركزان في محافظات الوسط والجنوب (الشيعية)، وكأن المحافظات الكردستانية والسنية ليس فيها فساد ولا شحة خدمات! ولا شك أن هذه الشعارات تحاول إلقاء الفساد على السياسيين من المكون الشيعي فقط، وتبرئة السياسيين من المكونات الأخرى من الفساد. وهذا تحايل طائفي خطير يجب على جميع الوطنيين الشرفاء الانتباه إليه و مواجهته وفضحه وإجهاضه.

وفي هذا الخصوص أتفق كلياً مع الدكتور فخري مشكور في مقال قيم له قال فيه: ((فالسياسيون في هذين الثلثين "الاكراد والمهمشون!" تآمروا ويتآمرون مع تركيا والخليج والاردن على دعم الارهاب وتمكين داعش وتمزيق العراق وسرقته وإضعاف جيشه واشغاله بالفتن الداخلية او بالانفصال والتمزيق. ان الفساد في العراق مثلث، اضلاعه الشيعة والسنة والاكراد، ولم يدّع الاكراد والسنة انهم متدينون، ولا رفعوا شعارات الدين والمرجعية، ولذا فان شعار (باسم الدين باكونا الحرامية) يزكّي الاكراد والمهمشين! ويدفع عنهم جرافة الاصلاح التي يراد لها ان تزحف على ثلث الفاسدين (الشيعة) دون الثلثين الآخرين (الاكراد والسنة)...ما دلالة هذه الانتقائية؟ هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا ؟). ويضيف الكاتب: (ان الفساد شمل كل محافظات العراق في الشمال والجنوب والوسط والغرب، لكن اللافت ان الذين خرجوا الى الشوارع للمطالبة بالاصلاح هم ابناء الوسط والجنوب فقط... هل يعني هذا ان المحافظات الشمالية او المحافظات الغربية خالية من الفساد؟ متى ستنطلق تظاهرات في المحافظات الكردية تهتف: "بالاقليم باكونا الحرامية؟" متى ستنطلق تظاهرات في المحافظات الغربية تهتف: "بالتهميش باكونا الحرامية؟")(1)

خلاصة القول، إن الفساد متأصل في مفاصل الدولة العراقية، لا يقل خطورة عن الإرهاب. ومن حق الجماهير أن تنطلق بتظاهرات احتجاجية سلمية التي كفلها لهم الدستور. ولكن في نفس الوقت نحذر من محاولات قوى الظلام من فلول البعث الداعشي، وحلفائهم ،وبتخطيط دعم قوى خارجية معروفة في عدائها للعراق، اختراق هذه التظاهرات وحرفها عن مسارها الوطني وأغراضها المشروعة، و تجييرها لضرب العملية السياسية وإجهاض الديمقراطية. ففي مؤامرتهم يوم 8 شباط 1963 جاءت دبابات المتآمرين وهم يحملون صور الزعيم عبدالكريم قاسم ويهتفون (ماكو زعيم إلا كريم) لتسمح لهم الجماهير المؤيدة للزعيم بالتوجه نحو وزارة الدفاع وحمايته، وتبين أنهم كانوا من المتآمرين وقاموا بإسقاط أشرف نظام وطني عرفه العراق في تاريخه الحديث. فهؤلاء الأشرار يتمتعون بخبرات هائلة، ولهم القدرة على التلون والتلاعب بعقول الناس، فحذار من أحابيلهم الشريرة وحيلهم الشيطانية.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- سالم مشكور: إصلاح وليس تهديماً
http://www.akhbaar.org/home/2015/8/197046.html

2- د. فخري مشكور: من المسؤول عن الفساد ؟
https://www.facebook.com/fa.ma.77985/posts/1001815633182708



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القراء حول سقوط الموصل
- هل حقاً المالكي هو السبب في سقوط الموصل؟
- معوقات الإصلاح السياسي والإداري
- مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية
- أزمة كهرباء، أم أزمة أخلاق؟
- لعبة حكومة الإقليم مع العراق و تركيا
- هل تركيا على خطى سوريا؟
- تصريحات المالكي وغضب السعودية ومرتزقتها؟
- حول الاتفاق النووي الإيراني
- تحية لذكرى ثورة 14 تموز المجيدة
- المعضلة العراقية والحلول المقترحة
- الوهابية، حركة فاشية دينة يجب تجريمها
- الإسلام والغرب والإرهاب (متابعة)
- وثائق ويكيليكس تفضح مملكة الشر
- الإسلام والغرب والإرهاب
- لماذا يحتاج الغرب إلى عدو دائم؟
- داعش ذريعة لتغيير النظام في العراق
- مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟
- أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
- جدل حول أسباب الإرهاب


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة