تاجيل التظاهرات الى يوم السبت هوعين العقل

عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عند متابعتنا لما يجري و نقيم موقف الجهات من ما يجري من التظاهرات كانت ام من الاصلاحات، نرى بعضهم ممتعض و يعلن على العكس ما يشعر به على العلن، و هناك من يعارض و هو صامت، الا ان البعض الاخر يريد ان يستفاد من الحراك الشعبي لاجندته و منهجه الحزبي و كانه ليس من الجمع الغفير التي لعبت بالعراق منذ عقد و نيف من الظلم و القهر و الفساد، و يريد ان يفلت من العقاب بمناورات مختلقة من اجل مكاسب حزبية ضيقة فقط و التاريخ لا يرحم ابدا .
الجميع كانوا مسؤلين عما حصل في العراق و هم شركاء في السراء و الضراء، وخرج العبادي من تحت جلدتهم، الا انه يمكن ان يفيد ان اثبت بعمله بانه خرج من الدائرة التي كانت تضمه ممن لعب و اخطا وافسد، من اجل التغيير كي يكون محركا نابعا من خضم الهيجان التي حصلت في رحم المتغيرات العراقية على الارض و ان كان منتميا و له تاريخ سياسي معين . سوف يتاكد العراقيون من نية العبادي و مدى انسلاخه من جلد الفاسدين و كيف يبريء ذمته من الذين افسدوا في الارض و اضروا بكل الفئات العراقية و الفقراء قبل الجميع .
اليوم نمر بمرحلة صعبة جدا و حساسة و كل حركة ورائها افرازات و تداعيات ومعطيات، الشعب اصبح جزءا من الحل و هو ما كان المنتظر منه من قبل المراقبين منذ مدة، بل اصبح اللاعب الرئيسي الذي لا يمكن ان يشق له الغبار في محاسبة الفاشلين الفاسدين بكل السبل المتاحة امامه بعيدا عن اي خطا ربما يضر بالعملية التصحيحية اكثر من اي وقت مضى .
من بين المواقف المختلفة التي تصدر من قبل الجهات السياسية، نرى هناك من يريد ان يركب على الموجة العارمة من الاحتجاجات باشكال و طرق مختلفة بان يشاركهم و يحاول ان يعرف نفسه على انه المنقذ، و هو لا يختلف عنهم منهجا و عملا و توجها و فكرا ان لم يكن اسوا منهم، لا بل كان لصولاته و جولاته السياسية العسكرية و صراعاته على حساب عموم الشعب دورا سئا و ليس باقل ضررا من الاخرين، اي انه من العجينة التي صنعت الطينة نفسها، و ان كانت بينهم اختلافات شكلية لا جوهرية في النهاية . انهم احزاب اسلامية سياسية لا يمكن ان يخرجوا من دائرة الملزمات و المناهج التي لا يختلف عن الاخرين مثيلاته بذرة و من مختلف المذاهب التي تستند عليها هذه التركيبات السياسية المختلفة في توجه و هدف ثانوي فقط ايضا .
لذا، و بما سمعنا من تاجيل التظاهرات المقبلة الى يوم السبت، بانه قرار جدير بالاحترام في الوقت المناسب و يمكن ان نتفائل من الذين يديرون زمام امور التظاهرات، و نتيقن بانهم لا يمكن ان ينخدعوا على الالفاظ و الادعاءات الشكلية النظرية كتكتيك من اجل كسب المزيد من الموالين و الاعتلاء على منابر السلطة التي حولوها الى حلبة صراع و الفوز على الاخيرن من امثالهم، انهم ليس لهم ما يقدمونه للشعب اكثر ممن سبقوهم و من فشلوا فشلا ذريعا في هذه السنين . لذا من اتخذ قرار تاجيل التظاهرات من يوم الجمعة الى السبت هو قرار نابع عين العقل، لقرار صائب من عدة جهات .
كي يفرق المتابع و المراقب بين من يتظاهر من دوافعه الشعبية المطلبية السياسية الخاصة بعيدا عن اي حزب و من ينزل الى الساحة باوامر حزبية . و من يعتبر الاحتجاجت مدنية مجردة عن الايديولوجيا و الاحزاب و من يرجعها الى طبخات الاحزاب المتصارعة. و اهم ما يمكن ان نستنهل من هذا القرار هو التمييز بين الاهداف المدنية مع الحزبية والتفريق بين الخداع و التضليل و الصواب و الحقيقي، انه قرار واضح المعالم و ارجوا ان لا تخطا الجماهير عاطفيا و ينصاع وراء الدعوات الحزبية الخاصة باسمهم . اذا اليوم الجمعة و السبت لقريب كي نعلم مستوى وعي الشعب و قدرته على التمييز بين الموالي للشعب او للحزب، فلننتظر .

#عماد_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات