أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.














المزيد.....

ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.

منذ أن خرجت الجماهير العراقية بقوة للشاعر بعد مخاض عسير من التردد والأجحام سمعنا الكثير من الوعود والكثير من الدعوات الأصلاحية التي داعبت مخيلة البعض وظن الكثيرون أن السماء فتحت أبوابها أخيرا للشعب وأن مرحلة الأنفتاح والتطور قادمة لا محالة ,ترددت هذه الأصوات بالتغيير ومحاربة الفساد السياسي والمالي والأداري ليس فقط ممن يؤمن بالأصلاح والتغيير ,بل وحتى من الفاسدين ووصل شك الناس بحقيقة وجود الفساد أصلا عند الساسة وأصحاب الشأن ,لقد خرجت الجماهير وهي تنوء بحمل ثقيل وحرمان دمر كل إمكانيات الحياة الطبيعية في أفقر دول العالم ناهيك أن العراق في المقدمة من الدول التي توصف بذات الموارد الأقتصادية العالية التي يمكنها أن تؤمن لشعبها حياة مرفهة وعصرية , ولكن الذي حصل أن المفاهيم العلمية في الأقتصاد والسياسة لا تجد لها إمكانية تطبيق في ضل نظام سياسي فاسد وعملية سياسية عقيمة بنيت على قواعد وأسس منحرفة أصلا .
أستشعار الحكومة العراقية وعلى رأسها السيد العبادي ومن خلفه مؤسسة ومؤسسات جذرت هي بسكوتها وتواطئها لأسباب خاصة هذا الفساد ,وسكوت مر وطويل لا يتبنى مستحقات الشعب العراقي عبر العمل الميداني وأستخدام السلطة الأدبية والنفوذ المعنوي الضاغط على العملية السياسية, إلا من بعض المناشدات الخجولة والمترددة أحيانا من أن صوت الشعب قد يتحول إلى بركان غضب يهز كامل الوضع السياسي والأجتماعي العراقي بكل مفاصله ,دفع الجميع وأقصد مافيات الفساد والداعمين والمروجين والمباركين إلى تبني صوت الأصلاح والتغير ومحاربة الفساد ,ومن خلال سلسلة من الوعود والأجراءات التي لو طبقت بما تعني قد تكون كافية لوقف التدهور والأنحدار نحو الهاوية كمقدمة جادة لمحاربة الفساد وأقتلاع جذوره لاحقا, إن أن العيب في التفكير الترقيعي دائما هو محاولته اللعب على عاملي الزمن والتلاعب بالمفاهيم والمصطلحات وصولا إلى حالة التخدير ومن ثم التنصل والإنسحاب والتحول من حالة الدفاع عن الفساد إلى الهجوم المقابل الذي يفرغ الدعوى من جوهرها ويجير الفائدة لمصلحته.
مشكلة الشارع العراقي اليوم ليس فقط مع الفساد والمفسدين بل هناك جانب مهم يتعلق بالكيفية والكونية والمنهج الذي يتم فيه محاربة الفساد والمفسدين ,الجماهير بوعيها الفطري تدرك أن المعركة كبيرة ووجودية وذات مدى وأفق غير محدود ولا محدد مع الفساد وأن الصراع سيتخذ أشكال وساحات وصور متنوعة لكنها عازمة على المضي في ذلكلأخر المشوار, لذا فهي تطالب بوضع تصور أولي واقعي وجاد وعملي له سقف زمني أيضا يملك الحدود والتصورات الزمنية وثانيا تشخيص حقيقي لمعنى الفساد حتى لا نضيع القضية في متاهات الأجتهادات والتفسيرات الكيفية والأنتقائية وأخراج الكثير من قضايا الفساد من أطارها لتحويلها نحو وجهة أخرى تحت غطاء قانوني أو رسمي, هنا نحتاج حقيقة الى الجدولة المعدة سلفا والفعل المادي الملموس وحسب تسلسل الأهمية في المعالجة والجدوى من الخطوة الأصلاحية ضمن المنظومة التي يعلن عنها .
على كل من ينادي اليوم في الساحة العراقية وخارجها العمل على نقطتين مهمتين لنجاح عملية الأصلاح ومحاربة الفساد إن كان الداع صادقا في دعواه وهما :.
1. منع كل أشكال التدخل واللعب على مشاعر ومصالح أطراف مختلفة لغرض حمايتها أو التستر عليها أو تقديم الدعم والمساندة لتخويف الشارع العراقي بما تعنيه هذه المساندة من رسائل , وذلك لحقيقة أن الأفراد والمجموعات تذهب وتبقى الشعوب وذاكرتها التي لا تعطب ولا تنسى من يقف معها أو ضدها .
2. تشجيع الحكومة العراقية ومن ورائها الشارع العراقي على التفكير الجدي والألتفاف لبناء الوطن بالصورة الصحيحة بعيدا عن ما أملته الظروف الغير طبيعية التي أنتجتها عملية الأحتلال الأمريكي وما رافها من تغيير جذري سياسي وأجتماعي وأقتصادي وقانون أنتج هو الأخر عملية سياسية غريبة وهجينة ولا تمثل حقيقة الواقع العراق ولا تتصالح معه بأي شكل من الأشكال .
عملية الأصلاح ليست قرار مفاجئ ولا رغبة آنية تتعلق بنقص في الخدمات والحاجات الأساسية بل هي مستحق تأريخي يجب التعامل معه على هذا الأساس دون تقزيم أو تحجيم , وعلى كل العراقيين أن يستثمروا هذه اللحظات التأريخية لبناء رؤية وطنية عراقية إنسانية وحضارية هم يتولون صياغتها والعمل على أنجازها واقعا ,دون الألتفات أيضا للراسب التاريخي الذي أثارته العملية السياسية الفاشلة التي تطحن واقعنا وتهدم أركان وجود وطن أسمه العراق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.
- ماذا بعد العراق ح2
- ماذا بعد العراق ح1
- شذرات من كتاب الحياة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار
- العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني
- الدين والإنسان والتجربة التأريخية
- الخطوة الأوسع ..
- الكفر والتكفير والجزاء المركب
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح3
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح2
- الفكر وتحديات الواقع والزمن
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.