أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب وهاب رستم - عانسات وآنسات














المزيد.....

عانسات وآنسات


شهاب وهاب رستم

الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أربعة عقود من الزمن ، بالتحديد في الأعوام 1976- 1978 بعد أن أنهيار الحركة الكوردية في كوردستان وبعد أن تنكرالنظام في بغداد للجبهة الوطنية والديمقراطية ولكي يبقى حزب البعث في السلطة الحزب الواحد على الساحة السياسية بمسميات و شعاراتهم القومية ، فتحوا ابواب السجون على مصراعيها لمن يقف بالضد من حزبهم وسلطتهم حتى ولو باللسان وهو أضعف الأيمان ، بدأ النظام بحملة عشوائية من الأعتقلات لكل من لا يبصم لهم في سجلات حزبهم ، ولكي يتخلصوا من معارضيهم سهلوا منح جوازات السفر للمواطنين و فتحوا ابواب السفر على مصراعيها ، فوجد المعارضون فرصتهم للتخلص من السجن والملاحقة واختاروا طريق الهجرة كحل مؤقت لما هم فيه حتى فرغ العراق من المعارضين ومن الكفاءات العلمية ومن المثقفين والنخبة المتعلمة. كانت النتيجة أن الجنس الآخر ... الجنس اللطيف ظلت في العراق ... البنات ... فقدن فرصة الزواج وتشكيل العوائل. هجرة الشباب حطمت أحلام الشباب والبنات فالشباب ذاقوا الأمرين في بلاد المهجر . بذلك تكونت جيل كامل من العوانس في البلد من دون زواج ، لذا نجد اليوم جيش من العوانس في البلد ففي كل بيت تجد بنتا أو أكثر فاتها القطار ولم تعد تفكر حتى في الزواج .
كما أن الحرب العراقية الإيرانية التي دامت من عام 1980 – 1988 ميلادية هي الأخرى حصدت روح مئات الالف من الشباب إضافة لجيش من المعاقين الغير القادرين على الأنتاج ، بل أصبحوا حملاُ ثقيلا ً على أهاليهم وعلى المجتمع دون أن يكترث النظام بما أصابتهم بسبب حروب وجنون الحاكم مما زاد من الويـلات على قلوب العراقيين . رفض الكثيرون هذا الحرب لأســباب عديدة وأختاروا طريق الخلاص من الحرب من خلال الهجرة والحصول على اللجوء الى الدول الأخري الأقليمية او الأوربية ،.
اما النساء في هذا الوقت من خريجات المعاهد والجامعات وحتى خريجات الدراسة الثانوية والمتوسطة فقد كن في الوظائف ولهن أستقلال أقتصادي من خلال وظائفهن ، بلى كن يقومن بجميع الأعمال الذي كان يقوم به الرجال في دوائر الدولة التي فرغت منهم أثناء الحرب ، ولكنهم فقدن فرص الزواج وتحولن ال عانسات .
لم يكد تفرح الخايبات بسقوط الدكتاتورية ليتنفسن الصعداء وتذوق شيئ من الراحة حتى وصل الى الحكم الوجه الآخر من الدكتاتورية ليحولوا العراق الى غابــــة من الظلام والفساد والمحسوبية والمذهبية والتهميش ومحاولات للأبعاد تحت مســميات وشعارات متخلفة يوازي ما كان النظام المقبوريرفعه خلال سنوات حكمه. اليـــوم تتكرر السيناريو من جديد ، بسبب الفساد المستشري والبطالة والحرب الهوجـــاء التي تحـــرق البلاد والحـالة الللامســــتـقرة للوضـــع الأمني والأقتصادي والنفسي للمواطن ، نـرى أن الشباب وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد فـقــدوا الأمل في الحصول على عمل إلا التوجه للتطوع الى المحرقة ، لذا قرروا أن يهاجـــروا من العراق للبحث عن حياة مستقرة من اجل الحصول على وضع اقتصادي أفضل بعيدة عن الحرب وغدر المفسدين وسياسة الأحزاب التي لا تجد في جعباتها شيء لخدمة الوطن . المأساة تـتـكرر من جديد وتضاف أعداد أخـرى مـــن الصبايا الى قائمة العانسات اللواتي غدرت بهن حروب النظام الدكتاتوري ، ويخســــر العراق الكفاءات العلمية والأدبية والنخبة المتعلمة . وهنا لا بد من القول أذا كانت المرأة قبل ثلاثين عاما أو في السنوات التالية من بعد الحرب لهن وضع أقتصادي ثابت من خلال وظائفهن إلا أنهن اليوم لا يملكن هذه الحالة ، فخريجات المعاهد والجامعات بلا وظيفة وليس امامهن مجال أو فرصة للعمل إلا الأعتمــاد على الأهل في حياتهن اليومية مما يزيد الحمل الاقتصادي على كاهل الوالدين . بذلك تبدأ مصيبة أجتماعية جديدة مضافة الى المصائب التي تتحمله المجتمع . وهذا يؤدي الى استغلالهن للقبول بالزواج من رجال متزوجبين من عدة نساء او حتى القبول بالزواج من من كبار في السن دون أن يكون هناك وفاق فكري ونفسي بينهم ، مما يؤثر على أستمرار هذه الزيجات .
إن سبب هجرة الشباب الى الدول الأخرى هي الخلاص من الموت والبطالة الذي سببه الفساد المستشري في هياكل الدولة الذي لم يترك لهم فرصة للانخراطه في العمل الوظيفي الرسمي والعام لخدمة الوطن وبناء المؤسسات وتطوير الطاقــــات للنهوض بالبلد الى مصافي الدول الأخرى .



#شهاب_وهاب_رستم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب تحت قصف الطارات
- جنوب كوردستان (كوردستان العراق)
- الكورد في الحرب العالمية الأولى
- اجتماعات الاخوة الاعداء
- النقد والتقد الذاتي
- الدورة الانتخابية الثالثة في العراق
- مراحل انضمام دول الشمال الى الأتحاد الأوربي
- الكورد والسياسة البريطانية
- كرتي الجميلة
- الانتخابات النرويجية
- الحرب العالمية الأولى ومصير الشعب الكوردي


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب وهاب رستم - عانسات وآنسات