|
مليكة مزان : أخجل من صغر قامتي النضالية أمام نضال النساء الكورديات
افين احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
امرأة كاملة السيادة.. لاتكف عن الدفاع عن جنسها والمجتمع بكلمات تنساب بسلاسة الى القلب.. تثورو دوما في الثورة لمناصرة حقوق الاقليات في العالم العربي وتقول انها بلا شعر أو قضية لا معنى لوجودها. ملكة الامازيغ وصديقة الكورد مليكة مزان تقول خلاص شبابنا لايتم الا بمعجزة التقيناها وكان معها هذا الحوار.
الحوار اجرته : أفين أحمد
* من هي مليكة مزان، وبماذا تحلم؟ ـ مليكة مزان كاتبة وناشطة أمازيغية أعلنت نفسها امرأة كاملة السيادة، وكل حلمها ألا يتجرأ أي رجل بعد الآن على أن يتدخل في شؤونها الخاصة أو العامة ومهما كانت صفة ذاك الرجل أو سلطته، فقد تعبت المرأة من كل الأساليب الرجالية، عفوا الأساليب الذكورية للحكم حتى الآن.
* كيف ترين مليكة مزان بدون شعر أو قضية؟ ـ امرأة لا معنى لوجودها، أو امرأة ليس من حقها أبداً أن تكون.
* هل ثمة تشابه بين القضية الكوردية والقضية الأمازيغية؟ ـ التشابه بين القضيتين موجود على أكثر من صعيد، وهو سبب تلاحم الشعبين وتضامنهما، لكن يكفي السؤال عن وجه واحد من أوجه الاختلاف لنقول بألا أوجه حقيقية للتشابه بينهما، فبالنظر إلى ما يقوم به الشعب الكوردي، (سواء في مجال العمل السياسي أو العمل العسكري) لإثبات وجوده والدفاع عن حقوقه لا نرى لشعبنا الأمازيغي أي تحركات مماثلة إلا ما كان باهتا منها أو عديم الأثر على الإطلاق.
* كيف تصفين دور المرأة الكوردية فى نضالها من أجل الحرية؟ ـ يكفي أن المرأة الكوردية تواجه الآن أشرس قوى الهمجية والعدوان لنقول بأن دورها هذا دور تاريخي فريد من نوعه، دور أتمنى ألا يكون له في المستقبل من مثيل، وذاك حتى لا يكون ذاك المثيل دليلا ضدها وضد المرأة عامة في حربها على الهمجية... يسعدني هنا أن أنتهز فرصة الإجابة على هذا السؤال لأشكر النساء الكورديات على نضالهن وشجاعتهن وتضحياتهن، ولأعبر لهن جميعا عن خجلي من صغر قامتي أمام قاماتهن النضالية الفارهة.
* العقلية السياسية العربية هل تسمح بظهور كيانات مستقلة في المنطقة؟ ـ العقل العربي مهووس بالسيطرة وبإنتاج وابتكار السياسة التي تخدم تلك السيطرة، مهووس بها هوسا يمكن القول معه بأن هذا العقل ما خلق إلا لشيء واحد أن يلتهم كل ما في محيطه من كيانات حتى ولو كانت أحق منه بالوجود، على أساس أن تلك الكيانات أقل نرجسية منه بل وأقل طموحات توسعية.. بل وأقل شراسة ودموية،وليشفى العقل العربي من هوسه القومي التوسعي هذا ننتظر منه أن يصير أكثر إنصاف وعدالة وقبل ذلك أكثر نزاهة وموضوعية وقبل ذلك أكثر جرأة وشجاعة مع العلم أن ليس هناك من شجاعة كشجاعة مواجهة الذات بفضح نزعاتها الوحشية وتصحيح قناعاتها الهمجية والتخلي عن اختياراتها العدوانية، بل ولمَ لا بالانقلاب عليها بأن يتم استبدال ثقافتها الهمجية الموروثة بثقافة جديدة أقرب إلى العقلانية والإنسانية. بنجاح انقلاب الذات العربية على نفسها (بالإضافة إلى عوامل أخرى) يمكن لتلك الكيانات الشرعية المستقلة من الظهور في المنطقة. * هل أصبح ما يسمى بجهاد النكاح من أسباب انخراط الشباب في صفوف داعش، ثم ماذا عن الشابات؟ ـ حين يتم غسل الأدمغة وتدجين الأرواح ودغدغة الحاجيات الضرورية للأفراد يمكن للجسد أن يضعف تماما، وألا يتردد لحظة في أن يضع خدماته العضلية والذهنية بل والجنسية رهن إشارة أول طالب حتى ولو كان شيطانا، فكيف إن كان ذاك الشيطان يرتدي عباءة مجاهد؟ للأسف شبابنا اليوم ضحية للسياسات الفاشلة المتعبة حتى الأمس القريب، وضحية لطغيان الإيديولوجيا العنيفة الموروثة من ذاك العهد البعيد، ولن يجد خلاصه الأخير إلا بمعجزة لن تتحقق سوى على مراحل وعلى أكثر من صعيد.
* تحت مظلة الدين والشرع والفتاوى دفعت المرأة ثمنا باهظا في المجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، برأيك إلى أي مدى أصبح الدين أداة لقمع المرأة؟ ـ إلى ذاك المدى الذي صار كل ذكر معه (حتى وإن كان ناقص عقل ودين، وعديم ذوق وإحساس وضمير) داعية من دعاة الدين يمارس ما يحلو له من تكفير وترهيب ومن إدانة وتجريم ولهدف واحد: أن يبقى المستنقع الذي تحت سيطرته مستنقعا، سواء كان بيتا، أو شارعا، أو مدرسة، أو مسجدا، أو مقر عمل، أو حتى حكومة، أو برلمانا، أو قصرا... ولعل أول كائن يشكل تهديدا لمستنقعه ذاك هو المرأة، فثورة المرأة هي مفتاح كل تغيير حقيقي جميل، ألا عدالة حقيقية ولا حرية حقيقية إلا تلك التي تنتزعها المرأة لنفسها ولمجتمعها طبقا لما وضعته هي لها من شروط ومفاهيم.
* ما هو جديدك الثقافي، وبماذا يتميز عن أعمالك الأخرى؟ ـ أحاول دائما أن يكون لي جديد ما، إذ يؤلم امرأة وحيدة مثلي أن تكون نهايتها بعيدا عن عالم الكتابة، سحره وجنونه، تلك الكتابة التي كانت قد ضحت من أجلها بكل شيء. حاليا أنا بصدد مراجعة كتابي "بكل جوعي إليك"، وهو مجموعة من الرسائل المفتوحة إلى المفكر والناشط الحقوقي الأمازيغي أحمد عصيد، وكذا مراجعة كتابي الأخير تحت عنوان: "لأن الأصل هو الغياب".
* متى ستزورين كوردستان؟ ـ سأزورها حين سيعبر لي الشعب الكوردي (من خلال مؤسسة رسمية أو من خلال إحدى منظمات المجتمع المدني) عن رغبته في أن تتشرف قدماي بمعانقة تراب أرضه المقدسة. لا أحب أن أقوم بأي زيارة من تلقاء نفسي تفاديا لما قد يقوم به البعض من قراءة تعسفية لمبادرة كهذه.
* هل من كلمة أخيرة؟ ـ كنت أتمنى لو لم يكن الشعب الكوردي مضطرا لخوض كل هذه المعارك الضارية التي أودت بحياة كثير من نسائه ورجاله في سبيل إسماع صوته وتحقيق مطالبه، لكن شاءت الهمجية المتجددة في المنطقة أن يكون للحرية والكرامة كل هذا الثمن..أنتظر من الشعب الكوردي أن يتذكر (وهو يبني مستقبلا أسس دولته المستقلة) كل هذه التضحيات، وذلك بأن يحرص كل الحرص على أن يوفر لجميع أفراده، وبما ينبغي من عدل ومساواة، ما ناضلوا من أجله جميعاً حتى لا يجد أي منهم أيما مبرر لأن يحن إلى ما كان له من فضلات حياة وحرية وكرامة تحت الحكم المستبد للغرباء من عرب وفرس وأتراك.
مليكة مزان
ـ شاعرة أمازيغية ملتزمة ناطقة بالعربية . ـ من مواليد آيت اعتاب إحدى قرى جبال الأطلس المتوسط بالمغرب (تامازغا الغربية( ـ حاصلة على الإجازة في الفلسفة العامة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس . ـ اشتغلت بعد التخرج أستاذة لمواد اللغة العربية فالتربية الإسلامية لمدة عشر سنوات . ـ سافرت إلى سويسرا حيث أقامت تسع سنوات (1992 ـ 2001) تفرغت فيها للكتابة بشكل منتظم ملتزم بالدفاع عن قضايا الإنسان عامة والمهاجر المغاربي بصفة خاصة . ـ عادت صيف 2001 إلى بلدها لتواصل نضالها كشاعرة ملتزمة وعملها كأستاذة لمادة الفلسفة. ـ شاركت بقراءاتها الشعرية في عدد من اللقاءات الثقافية داخل المغرب وخارجه . ـ انطلاقاً من سنة 2003 ، التزمت بالدفاع عن حقوق الإنسان الأمازيغي ميدانياً وكتابة شعرية . ـ ربيع 2004 أصدرت ديوانها الأول : " جنيف .. التيه الآخر " ، من تقديم الناقد المغربي نجيب العوفي والباحث الأمازيغي أحمد عصيد ، والديوان من وحي هجرتها واغترابها بسويسرا .
#افين_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مليكة مزان : أخجل من صغر قامتي النضالية أمام نضال النساء الك
...
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|