أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - معطف الشتاء














المزيد.....


معطف الشتاء


أسرار الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


معطف الشتاء
شعر : أسرار الجراح

عد لي واطرق الباب
بعد أن يهدأ المطر
وينكشف الربيع من أغطية الشتاء
ويجر حصيرته الزاهية
لعلك تهمس من جديد في أذني
كلمات كنت ترسم بها عشقي
بعشق جديد في كل مرة
ها أنا ثابتة ولم ألتفت للوراء كما طلبت مني يا مستبد
متي تحرر أحشائي من يدك
لألتحف بك وأراك وأنعم بدفئك
وأبقى حجرة في فوهة بركانك
ولا تستطيع تنفسا من غصتك
حتي تعترف لي بأني فقط من تستطيع
أن تحررك من لهيب ما تحمله في جوفك
وما أن أفك جدائلي وأقيد بها جيدك ,
لن تجد لي أحاديث أخرى
تلك الفجوة
التي تبدأ بانصهار خطوك
صبت القصص فوق الثرى
قصة بعد الأخرى
وطرقت بها أبواب البقاء لأبقيها
وأختمها بنا
وتلتحف بها أنت
وأكدر صفوا جاء يتفنن بأنفاس الحروف لوجدي بك
وتسلمك أنوثتي
لمّا بالشتاء من قرصات ستبدأ بالرحيل
ويرحل معها حاملا معاطفه
وأخذ المطر في جيبه كي لا يخسره القدر
وأصطحب الليالي وأطرز على أثوابها النجوم
والأقمار
وأصطحبني
ليراقص خيبتي بك على أناشيد الفصول المتشبثة بأكمام معطفي الساخط على حمأ زفراتي
وتغيرت الألوان وتوسدت جسدي وثيابي
وكلل شعري بأكاليل الحرمان
وهاهو بعدي أقرب مني
وأنت إليه قادم
إني اشم بك رائحة الزوايا اللابدة تحت مجسمات الأرز الخالدة
فما زلت أذكر عطر الصنوبر
ومن هنا وهنا فواح عصائر الريحان والبنفسج تزحف لتختبئ بين عروقي الهاربة من وزر معطفك المثقل بذنوبه
وتقدمْتُ
وتقدمْتَ
وتقدم آخر عقارب وقتي
وتسارعت الدقات
لا تطيق انتظار الباب المغلق
مالي أراك تبللك رجولة الماضي
وتطير أدخنة سيجارتك اللدودة
والثلج ينتشر حولك
وأعانقك بجوع الشاردة
وألتف بمعطفك حتى أكاد أشج منه ضفيرة تربطني بك
إنه نفس المعطف الذي كنت ترتدية يوم لقيتني
ويوم أحببتك
نعم
وسيكون ذاته
الذي رسَمَني صورتك الأخيرة
ودون أن تستئذن الخروج من روحي ومن شهقتي
بعدت بحياتي عني
من صرح لك أن تبقيني أنتظرك
وتتأخر
ألم تك تعلم كيف تنشق من حنايا الأنثى من قبل
أو نسيت قواعد اللياقة بأن أبدأ أنا
وتتبعني أنت
هيا ارسل برسولك كي يبعدني إليك من جديد
فدفء شفتي يثور أمام شفتك الزرقاء المتجمدة
وعاريات الرموش تختلط بزغب
ما زال يحرس قلبك المهاجر
وسقطت عيناي متسللتين من بين أصابعي لتغرساني بين جفنيك كي لا تنساني
وجلس قلبي قرب نبضك ليعيده سيرته الأولى
ولكنك سجنتنا معا بين ضلوعك الباردة
وبدأت تنشد المعطف تراجعا
فودعك وهم بي
واغتصب حبي بدلا منك وخانك
ومت أنت
ومت أنا في عالمك.



#أسرار_الجراح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد البكاء
- شي وارد
- الغرام الفوضوي
- مرثية
- تبارك الملك
- ما احتياجي للتجارب
- طار من عشه
- هدية مصر للعالم
- عزيمة الوطن الواحد
- تحية من قلب الكويت
- ربع قرن ما ارتوى
- يا عظيمة باعشقك
- ربع قرن على الخميس الأسود
- راحل أنت
- في وداع عبد الرحمن الأبنودي
- في وداع الشاعر الوزير غازي القصيبي
- رحيل أحمد السقاف عميد الشعراء العرب - أسرار الجراح
- حسنائي المخدوعة
- ولم نخجل من النيران
- أسامة أنور عكاشة أديب الدراما


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - معطف الشتاء