أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري














المزيد.....

في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 15:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اقرت لجنة من الجالية العراقية في مدينة لندن-اونتاريو في كندا، تنظيم تظاهرة يوم الاحد المصادف 23 / 8 / 2015 تضامنا مع الاحتجاجات الجماهيرية في العراق، وتشترط اللجنة على كل من يشارك في التظاهرة ان يكون تحت العلم الكندي والعلم العراقي فقط حسب التعبير الذي جاء في بيان اعلان التظاهرة، والشعارات التي ترفع فقط هي التي تقرها اللجنة المشرفة والشعار المركزي المرفوع هو "معا لنتضامن مع شعبنا في الوطن من اجل الدولة المدنية".
نحن نسأل اللجنة المشرفة على التظاهرة المذكورة ماذا تعلمت من الديمقراطية وحرية الرأي والعقيدة والتعبير والتظاهر..الخ في الغرب.. وتحديدا في كندا؟. الم تنظم المئات من التظاهرات والحركات الاحتجاجية في كندا ضد سياسات التقشف.. وفي مناسبة يوم المرأة العالمي.. ويوم العامل الذي يقام بداية كل شهر ايلول من كل سنة.. وضد الحرب على افغانستان والعراق.. ومن اجل دعم الانتفاضة الفلسطينية.. والتنديد بالسياسات اليمينية للحكومة الحالية.. ووو، وهناك عشرات المنظمات والاحزاب والقوى السياسية المختلفة تشارك فيها براياتها واعلامها وشعاراتها الخاصة، ولم يظهر ولا شخص امثال اعضاء اللجنة المشرفة ليحظر شعارات واعلام تلك الحركات. ان الذي يمنع ويجب ان يمنع في كل زمان ومكان هي الشعارات الطائفية وشعارات التمييز العرقي والجنسي والعنصرية القومية والتي تنشر الحقد والكراهية في المجتمع. ولكن يبدو ان اللجنة المشرفة تريد ان تكون التظاهرة محصورة في فرقة معينة مثل الفرق الدينية في تنظيم مناسباتها، وتحرم المئات من الاشخاص لتقديم الدعم والتضامن لاحتجاجات جماهير العراق من اجل مصالح فرقوية وحزبية ضيقة.
اما حول رفع العلم الكندي والعراقي في التظاهرة المذكورة والتي تفرضها اللجنة المشرفة على المتظاهرين، فالاف من الكنديين لا يرفعون العلم الكندي ولا في بالهم ان يرفعوه في التظاهرات والاحتجاجات، فلماذا هذه المزايدة على العلم الكندي؟ ولكن اذا مررنا رفع العلم الكندي فكيف لنا ان نمرر رفع العلم العراقي وفرضه على التظاهرة. كيف لاشخاص مثلنا يمكن لهم ان يمشوا تحت علم وهو مزيج بين علم صدام حسين وعلم اقره برلمان طائفي وقومي وعشائري في ظل الاحتلال الامريكي. هل نسوا اولئك ان عبارة "الله اكبر" خطها صدام حسين على العلم العراقي بعد هزيمته في حرب الخليج الثانية. اليس هو نفس صدام حسين ونظامه البعثي الدموي قتل وسجن ونفى الاف من الشيوعيين، اليس بعد عبارة "الله اكبر" شن اكبر حملة ايمانية لبناء الجوامع والقصور على حساب جوع وفقر الملايين من جماهير العراق التي كانت تأن تحت وطأة الحصار الاقتصادي. وما داعش الذي قدم من العصور قبل التاريخ الا وليد تلك الحملة الايمانية.
بيد ان القضية لا تقتصر حول النظام البعثي وشخص صدام حسين، بل يتعداه عندما يصوت البرلمان عليه من خلال مساومة وصفقة بين جماعات الاسلام السياسي وبين القوميين ارضاء لجميع اطراف العملية السياسية المبنية على اساس المحاصصة القومية والطائفية والتي نصبت بحراب الاحتلال الامريكي، ابقت عبارة "الله اكبر" والغت النجوم ليصبح رسم كاريكتيري اقرب منه الى علم دولة. وذلك البرلمان هو نفسه بأغلبية وجوه الذي يخرج اليوم مئات الالاف من جماهير العراق في المدن والاقضية والنواحي لتطالب بحله.
ان العلم العراقي اليوم هو رمز للطائفية والفساد والمحاصصة ومليشيات القتل على الهوية، انه رمز للاسلام السياسي، رمز للفقر والجوع والفاقه، انه رمز لتقسيم الانسان على اساس الطائفة والقومية وسلب البشر هويتهم الانسانية. ان تاريخ هذه العلم وحاضره هو تأريخ الدم والمعتقلات والسجون والتعذيب والاعدامات والتشرد. انه علم يفرق ولا يجمع احد فلماذا هذا الافتخار به ايتها اللجنة المشرفة المحسوبة على اليسار، فالجواب عند جهينة.
اما حول الشعار المركزي نحو "دولة مدنية" فلم تتحفنا اللجنة المشرفة ماذا تعني دولة مدنية؟ اليس في العراق اليوم دولة مدنية بالمفهوم الضيق الذي يقتصر على الحكومة. الا يرتدي العبادي واعضاء مجلس وزرائه اربطة العنق والبدلات. هل تقصدون بأن لا تكون الدولة ملكية او امارة او مشيخة اذا كانت كذلك هي ليست كذلك، لانه ينتخب البرلمان عبر صناديق الاقتراع وانتم اول المشاركين والمدافعين عنه والبرلمان ينتخب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وكلهم يرتدون اربطة العنق والبدلات. لماذا لا تكونوا جرئين وتقولون دولة علمانية، دولة مفصولة الدين عنها. دولة ليس للمعممين في النجف وقم اليد طولى فيها. واخيرا اقول ان الانسان يعيش مرة واحدة فتستحق الحياة التي يحياها ان يكون جريء ولو لمرة واحدة فيها..



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري