أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أفنان القاسم - المرأة العربية2: الخمار ليس الحجاب














المزيد.....

المرأة العربية2: الخمار ليس الحجاب


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 14:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أولاً
في سورة النور نقرأ (31): "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...". الخمار ما تغطي به المرأة رأسها والجيب هو صدرها وأن تضرب بخمارها على جيبها يعني أن ترميه على صدرها، وبكلام آخر على المرأة المؤمنة أن تخفي صدرها، هذا كل ما هنالك، لهذا السبب لم يقطع القرآن بعدم الزينة عندما نقرأ "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وفي الوقت ذاته لم ينثن تحت وطأة مغرياتها عندما حدد بعضها: "...وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

ثانيًا
لاستجلاء غوامضها، جعل الزينة تتوقف على ما يظهر منها، ولهذا السبب لم يُدِنْ الأخريات من النساء، فأنا لم أر امرأة في الشرق أو في الغرب لا تغضض من بصرها عندما تمضي برجل ولا تحفظ فرجها ما عدا المومسات ومن لف لفهن وهن شريحة من المجتمع قليلة لا شأن لها. هذا ما فهمه القرآن وما لم يفهمه المزايدون عليه من أتباع وأئمة، أو أنهم فهموه ولكنهم حرفوه من أجل الهيمنة ولصالح السياسة القائمة، فيكون الخطل في الكلام، وتتحول الآية إلى نظام من التحذير الغير المباشر من الرجل وعالمه الذكوري المهيمن بقضيبه تحت كل استعاراته، هذا العالم الذي يحيا بدافع المبالغة، وهكذا غطى الرجل الذكر كل جسد المرأة الأنثى بدلاً من صدرها، لأن بنية الإيمان لديه زئبقية، وروّع كل النساء بدلاً من بعضها، لأن بنية الحكم لديه هَيولية. لكن بدافع الارتكاس الواقي، يمكن تمثيل المنطق الصوري للآية بالرمز عندما تصبح التربية القويمة معيارًا وحرية المرأة المبتغاة من حرية الرجل المتمثلة ليس بقضيبه وإنما بالمعرفة وسمو الأخلاق. هكذا أفهم رموز الدين على الأقل في وقتنا المعاصر ورموز الشعب، عربيًا كان أم غير عربي، كي "أتفضى" من أجل مواجهات أخرى وجودية في الصراع العالمي العولمي الدائر الساعي إلى تقديم اللا أساسي (الحجاب) على الأساسي (العيش مجرد العيش بكل بساطة) المتمثل بمستقبل أمة منهوبة مثكولة منكوبة بأرضها وإنسانها.

ثالثًا
الضجة المفتعلة أمس حول تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيقولا ساركوزي تصب في هذا المصب، علمًا بأن نيقولا ساركوزي لم يقل بمنع الحجاب، وإنما بمنع "البرقع"، الحجاب الأفغاني المذل سيميائيًا، أي في رموزه وعلاماته، وكلنا يعلم أنه لا توجد في كل فرنسا أكثر من مائة امرأة ترتديه. الضجة المفتعلة أول أمس حول كتاب سلمان رشدي "آيات شيطانية" تصب أيضًا في هذا المصب دون أن يقرأ أحد كتابه، والقارئ لكتابه سيجد أن سلمان رشدي قال عن نساء النبي ما كان يجري بالفعل في تلك الأيام من معاملة القريشيين لهن وخاصة الأثرياء منهم وأولي الحكم على اعتبار أن محمدًا عدوهم السياسي، وفتوى خميني ما كانت من أجل هذا، كانت الفتوى في ظاهرها من أجل هذا، وفي باطنها لأن رشدي قد شبهه بالبالع كالضفادع لشعبه، فتغطى السياسي الذي كانه بالديني تغطي المرأة بالحجاب وبآلاف السنين من القهر.

رابعًا
لكن، هناك دومًا لكن، حسب تجربتي الجامعية، كانت المحجبات من بين طالباتي الأكثر اندماجًا في نقاشاتي، الأكثر جرأة، الأكثر إغراءً، بابتسامتهن الساحرة أو بصوتهن المثير للحلم الغير البريء، أقول هذا للرجل الذكوري على الخصوص، كي يفهم أن المرأة بارتدائها الحجاب أو بنزعه، تبقى امرأة، هذه هي طبيعتها الأنثوية حتى ولو ألبسناها الحديد، ولأذكّر أن في فرنسا القرون الوسطى، كان الزوج يقفل بالحديد على فرج امرأته عند غيابه، ومع ذلك كانت تتمكن –لو أرادت- من الوصول إلى غاياتها، لأن كل شيء يتوقف على إرادتها كامرأة كما يتوقف كل شيء على إرادة من تقع عليه رغبتها كرجل، وكل ادعاءات العفة والطهارة والنقاء عند المجرمين في حقها من شيوخ وآباء وإخوة، ادعاءات زائفة، لأن المرأة هي حريتها، بحجاب أو بغير حجاب، هذا ما كنت أشعر به وطالباتي المحجبات يتناقشن معي، كن حرات بدافع أنوثتهن، وذلك بوعي منهن أم بغير وعي، فما فائدة الحجاب إذن؟

خامسًا
بناء على ما سبق أقول إن الحجاب أمر المرأة قبل أن يكون أمر الرجل، فكثير من النساء العربيات النيرات وغير النيرات يدركن هذه الناحية الخاصة بأنوثتهن التي تتجاوز كونها بحجاب أو بتنورة، وأن رب الأرباب لو جاء بكل كتبه السماوية للتشريع في أمرها لما استطاع أن يقمع رغباتها، وعلى العكس بإرضاء هذه الرغبات يوثق العرى بينها وبين شريك حياتها، فإرضاء رغبات المرأة لا يعني تعهيرها كما يظن الكثير من عندنا بخصوص المرأة في الغرب، بينما في إرضاء هذه الرغبات نجعل من المرأة صرحًا من الأخلاق، لا يمكن لأحد اختراقه، ومن شخصيتها أقوى شخصية. والحال هذه، استحالة زواج الرجل من أربع لن يكون لعائق اقتصادي بل لقرار حر تتخذه المرأة كامرأة لا كمحجبة (أو غير محجبة)، اختيار الزوج للمرأة المحجبة (ولغير المحجبة) من طرف الوالدين لن يكون كصفقة تجارية يغلب فيها الربح على الخسارة بل كعقد حياتي توقعه المرأة كامرأة لا كمحجبة (أو غير محجبة)، وبشكل أعم ستتحرر المرأة المحجبة (وغير المحجبة) من شتى القوانين الدينية حتى ولو كانت هذه القوانين سائدة في مجتمعاتنا، وبالتالي ستضطر السلطات إلى القيام بإجراءات تأخذ بعين الاعتبار ما توجبه الحياة الحديثة.


يتبع المرأة العربية3



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية1: الوضع العام
- الحريات9 وأخير: الخطوط العريضة لسلطة التنوير
- الحريات8: المغرب
- الحريات7: الجزائر
- الحريات6: العراق
- الحريات5: الأردن
- الحريات4: مصر
- الحريات3: البحرين
- الحريات2: قطر
- الحريات1: العربية السعودية
- التنوير7 وأخير: آفاق
- التنوير6: حقوق الإنسان
- التنوير5: أوهام الأديان
- التنوير4: الطائفية
- التنوير3: أركان التنوير كيف؟
- التنوير2: أركان التنوير
- التنوير1: مما قاله التنويريون
- قحطانيات5: عبد الله مطلق القحطاني
- قحطانيات4: عبد الله مطلق القحطاني
- قحطانيات3: عبد الله مطلق القحطاني


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أفنان القاسم - المرأة العربية2: الخمار ليس الحجاب