|
تجاذبات الفكر الايدلوجي
عزيز ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المداورة ومحاولة الارتكاز الي التوزيع في معني التاريخ، كانت من الموضوعات الأساسية التي ميّزت توجهات فلسفة التاريخ، بدليل أن هذه الأخيرة كانت تعي جيدا أهمية الفاعل الاجتماعي ودوره المهم في صناعة الواقع، إلاّ أن الاشتراطات المنهجية التي اندرجت فيها جعلتها توجه عنايتها نحو تواريخ فرعية قوامها العقل والروح والحرية. ومن واقع الفهم المجزوء حيث الإسقاط للوعي من خلال الإقرار بسلطة الدولة في تأسيس القواعد والقيم للنظام الاجتماعي،
نظام التفاعل : في التوسّط الذي يحتلانه (الذات والعقل) داخل العلاقة القائمة بين العناصر الرئيسة التي تمثل الواقع الاجتماعي. يبرز السؤال المباشر حول مفهومي النظام والتغيّر اللذيّن بقيا يمثلان نقطة التوتر في توجيه التصورات إزاء المجتمع وطبيعة التفاعلات القائمة فيه. هذا بحساب التطلّع الجديد نحو توسيع مجال الوعي وتفعيل نطاق التفكير، من خلال الاستناد الي الرؤية المنفتحة القائمة علي اشتراطات مجال نقد الظواهر والإفلات من هيمنة الثوابت والمسلمات التي تفرضها سطوة القوي القديمة. ومهما كانت ملامح الكبت والثبات الذي تفرضه ملامح التطابق، حيث الاستناد الي فكرة النظام الاجتماعي، وأهمية الاندراج في تفصيلاته وفروضه القائمة علي الشروط وهيمنتها التي لا تقبل الإزاحة أو حتي الحركة. يتبدي مضمون الفعل حاضراً بكل وضوح في انقسامية ملفتة، يكتنفه المزيد من حالات التقاطع والفورة العارمة، والت تصدر عن أو حتي ذوات، يرتكز هدفها في كسر الثابت والراسخ، والعمل بحدة نحو الإفلات والخلاص، بطريقة تتجاوز المكنون العقلي، الي الحد الذي ينطوي علي الإضرار بالذات وإلحاق الأذي بها. ما بين الاتحاد الذي يصل حد الاندماج، والفصل الذي يثير النزعة الارتيابية، يكون هذان العنصران (الذات والعقل) في أشد حالات الاحتدام حول الظواهر التي تفرد بحضورها علي صعيد الواقع الاجتماعي. ومن دون الوقوع في دوامة تقديم عنصر علي آخر، أو الاندراج في التراتبيات التي تفرضها حظوة عنصر ما، ورسوخ تأثيره في الواقع. يكون من المجدي توجيه مجال النظر نحو ملامح ترسيم الوعي بالتاريخ، والذي ظل علي مدي طويل يقوم عند مجال (النظام) الذي استحكم علي مجمل النشاط العقلي الإنساني، حيث الوثوق بالعناصر المؤثرة وأهمية اتحادها. ومن أحوال التطور والأوضاع التي فرضتها التغيرات التي طرأت علي الواقع الاجتماعي، بحساب تنامي الفعاليات التي ارتبطت بوثوق بترسمات الحداثة، برزت ملامح الفصل ما بين الذات والعقل. لتكون النتيجة وقد تواشجت عند مضمون التغير، الذي غدا الحافز الأبرز في توجيه مسار الوعي لدي المجتمع. وإذا كان الفرض قد توقف طويلاً عند مجال الغاية الثابتة التي توجه مسار التاريخ، باعتبار الالتحام بالفرضيات التي قدمتها المزيد من الجدليات، أو الرسوخ عند مجال الغاية المحددة الذي ترسمته الأديان. فغن نظام التفاعل مع الحداثة قام علي النهل من فكرة التغير، حيث توجيه مسار الفعل وحشده في صلب الفعل الاجتماعي، والإقرار بأهمية انبثاق الوعي من صلب العلاقات والأنساق التي تميز المجتمع، من دون الخضوع للمؤثرات الخارجة عنه، ليتبلور مفهوم الفاعلية التاريخية. المنطوي علي الوعي الجاد والعميق في أهمية توجيه الإمكانات والفعل نحو المضامين، التي تبرزها الإرادات والتحديات والرؤي والتصوّرات في المجال الخاص، من دون الوقوع تحت إسار التنميطات العقلية، المستمدة من مصدرية أخري لا كرامة لها سوي سطوة العقلي علي حساب الذاتي. الوعي بالظواهر ما بين التاريخي وغير التاريخي تبرز المعضلة الأشد حضوراً حول توصيف الوعي المتداول إزاء القضايا الأساسية، التي تواجه مجتمع ما. بل أن الحدود الفاصلة ما بين الحديث والتقليدي تكاد مرتكزاتها تحضر بكل قوة، لا سيما وأن سطوة القديم لا تتوقف عند التوجيه والحث، بقدر ما تكون رواسبها كامنة في اللاوعي الجمعي، الي الحد الذي تستقر مستويات التحليل للظواهر، عند المؤثرات القديمة. وعلي هذا الأساس يحضر الجانب الصوري الموغل في السطحية في تفسير العديد من الظواهر الكبري، ذات الأثر البارز في تحول المجتمعات، حتي أن التمثل هنا يبقي يعاني من النقص الفاضح، حول ترصد الآليات والفعاليات الرئيسة. خصوصا وأن الاتباع والنقل والاستيراد المباشر، يكون له الأثر البالغ في ترسيم التصوّر المشوه، الذي يكون بمثابة القاعدة التي لا يمكن الاستغناء عنها أو حتي الخلاص من سطوتها وحضورها الكثيف. القصور والاضطراب في الوعي بالظواهر، بقي يمثل الدالة الأشد حضورا في المجتمعات التقليدية، حتي كان الالتباس وقد أفرد بأثره في صلب مسألة الحداثة، والتي بقيت تمثل السؤال المفجع الذي يثير المزيد من المواجع والأسي في الذات العربية. حتي أن الكثير من المنظرين العرب باتوا أسري السؤال المقارنة الذي تم عقده ما بين التجربة العربية في التحديث التي بقيت علي حالها الأولي الجنينية، والتجربة اليابانية التي استطاعت أن تشق طريقها بثقة وحضور ملفت. بل أن مجال الإشعاع صار يصدر عنها كقوام قابل للنهل والأخذ بعينها باعتبار الرسوخ والنضج الذي تبدّت عليه في الوسيط الحضاري الدولي. الفصل الذي بقي يعاني منه العقل العربي في تفسير الحداثة، جعل منهم رهن لثبات الأنماط والسياقات القديمة، حتي أن مكنونات التحليل لهذه الظاهرة بقيت تشرع بأسئلتها نحو الإمساك بشرط التوصيف القديم بقي يدور في فلك الانتقال من نظام الي آخر. وكأن القضية تتعلق بتحقيب مرحلي، قوامه الخلاص من وضع والإقبال علي وضع آخر، من دون الارتقاء الي مكنونات التحول والتي تفرض تقديم الرؤي والتصورات حول الحادث وأثر الفاعل الاجتماعي فيه. بل أن مضمون التلقي يبقي الحاضر الأهم علي اعتبار غياب الإمكانات الذاتية وضمور الإرادة الحرة، باعتبار واقع الهيمنة الأجنبية التي فرضت بحضورها علي الكيان السياسي العربي، إبان بدء تجربة التحديث، والتي تم النظر إليها باعتبارها حتمية تاريخية، لا يمكن الإفلات من تأثيرها، بعد أن جاء الغازي الأوربي بسفنه ومدافعه ليهدد عقر دار الإسلام في أعقاب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، أو أن اللقاء الأشد وثوقا جاء متلازماً مع الغزو البونابارتي في نهاية القرن الثامن عشر. ومن الوعي المجزوء الواقع في التفسير اللاحق للظواهر، يكون معني التاريخ في أشد حالات الالتباس والتداخل، حيث الخضوع للتفسير الجاهز، والذي يتم إلحاقه بالروح تارة أو بالعقل تارة أخري، حتي كان التشظي في أقصاه. المكنون العقلي الذي دعت إليه فلسفة التاريخ، يبرز بكل قوة أهمية الوعي بتجليات التغير الذي يحوي المعني الأصيل للفاعلية التاريخية، هذا بحساب الإقرار بأن المجتمع في تغير مستمر وبالتالي سيادة العنصر الحركي فيها، حيث الحضور البارز والمهم للفاعلين الاجتماعيين وتوسيع مجال التأثير والفاعلية لهم. فالمجتمع لا ينطوي علي تكريس فكرة الانضواء في النظام الأساسي الذي لا يقبل الانخراط في منظومة التأثر والتأثير، بقدر ما هو نتاج تفاعلي قوامه الاستناد الي قوة الممارسة التي تفصح عنها عمليات الإنتاج والاستهلاك، والمستندة الي التواشج الشديد الأثر الذي يثمره التوافق ما بين الذات والعقل. حضور الذاتي في الوعي بمفهوم التاريخ، يقوم علي عنصر الترصد وتمتين أواصر العلاقة داخل الحقل الاجتماعي. ومن دون الانطواء علي العنصر العقلي في فهم التاريخ، تبرز أهمية الوعي بنظام التغير الذي يتأصل فيه مكنون الواقع الاجتماعي، حيث التلاحم ما بين الفردي الذي يفصح عن المعطي الاستهلاكي والجماعي الذي تتموضع فيه مكونات المؤسسة الإنتاجية. وبقدر التطلع نحو الإقرار باحتدام الفرد داخل المجتمع والاعتراف بالخصوصيات الثقافية والعرقية، فإن الوقوف علي نظام الوجود يكون قوامه الاستناد فيه الي الواقع الثقافي حيث توجيه النظر نحو أهمية الوعي بالأعراق التي تحضر بكل قوة داخل النزوع الفردي، ومفهوم الأمة الذي يحتوي الشمول الجماعي. لم يعد التاريخ ذلك المكنون العقلي الذي يجسد تصورات أو رؤي تحض أمة أو ثقافة بعينها. بل أن تفكيك المعني فيه يستدعي التأمل في العناصر المؤسسة له، بحساب الأثر الإنساني فيه حيث الفعل الأصل الذي يكوّنه ويبلور الاتجاهات الفاعلة فيه. ومن هذا كله تظهر أهمية الفعل الثقافي الذي تحدده آلية التطلع نحو الحفاظ علي النمط السائد، والذي يقوم علي محور الوسائل الذي يتوزع فيه عناصر اللغة والفن والآمال المشتركة والمصالح والقدرة علي التعبير والإمكانات الإعلامية. فيما يقوم الفعل الاجتماعي علي التبادل القائم بين الأفراد والجماعات، انطلاقا من واقع التوازن الذي تكشف عنه الأهداف والعلاقات الخارجية. ولا يمكن الفعل الشخصي الذي يؤسس نحو ترصد الأهداف، أو نظام الفعل العصبي الذي يحدد مجال الاستعمال باعتبار الوقوف علي محوري الوسائل والعلاقات الخارجية. ومن واقع الترصد في مجال العناصر المكوّنة تبرز قيمة الاتجاه نحو الخلاص من ثقل الأصول التي حفزتها المثالية والميتافيزيقيا في صلب مفهوم التاريخ، والذي يستدعي بحثاً في التفاعل الذي تحتويه التفاصيل، انطلاقاً من توجيه النظر نحو البدايات، من دون الاندراج في ضلال الأصول. المضامين والممارسة التوقف الطويل الذي جسده معني التاريخ التقليدي، عند معطيات التعقيل والانخراط في تجليات الذات وترصدات التقدم والتقليد والتأثيرات وسيادة مبدأ الواحد، يجعل من التطلع نحو الانفتاح والاختلاف في هذا المضمار أمراً بالغ الأهمية. حيث توجيه العناية نحو الأحداث وطريقة وجودها في المستويات المختلفة والمتنوعة. ومن هذا النزوع تتبدي أهمية الوقوف علي مفاهيم من نوع القطيعة المعرفية والتحولات والخوض في دراسة الخطاب من حيث التشكيلات والممارسات القائمة في صلبه. فالتاريخ سلسلة من الحوادث التي يصنعها الإنسان، ومن هذا المعطي فان الفاعل والأصل الذي يحفز هذا المكنون لايقوم علي الاندراج في التجليات العقلية فقط أو الكمون في نظام الوجود، بقدر ما يكون الاستناد قائما علي أهمية تفعيل العلاقة مابين الذاتي والعقلي. حيث الاتجاه نحو رفض المطلق الذي يتسيد أدوات ومنطلقات التحليل، والعمل علي تقدم الحس التاريخي من خلال الترصد في الأحداث البارزة بكل مافيها من تناقضات وإرهاصات وارادات ورؤي وتصورات وتحديات. الغرضية التي هيمنت علي التاريخ باعتبار سيادة الذاتوية والادلجة عليه، جعلت منه عرضة لتقمصات السلطة بكل اشكالها السياسية منها والاقتصادية، بل وحتي الاجتماعية. ومن هذا تبرز أهمية منهج حفريات المعرفة الذي أسس له الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، والذي أكد علي ترّسم تحليل الممارسة الخطابية وتوجيه العناية نحو تحليل الخطاب، من خلال ترصد القواعد والشروط والمبادئ الكامنة فيه. والحفريات المعرفية لا تخرج عن كونها وسيلة تسعي نحو فحص الخطابات في الوسط الثقافي والظروف المحيطة بظهور خطاب معين أو اختفائه. وحالة التأثير الذي تبرزه الحقبة التاريخية والتفصيلات المتعلقة بها ، وطريقة تفاعل الخطاب وإمكانية تطبيقاته علي مستوي الواقع، إن كان علي مستوي الممارسة أم علي صعيد القواعد التي تسود ثقافة ما. هذا مع أهمية الوعي بأن الخطاب لا يتم ابتناؤه وفقا لغاية وهدف محدد، بقدر ما يكون نتاجا موضوعيا لإفراز الثقافة الخالصة غير الخاضعة للموجهات الذاتوية. ومن هذا المعطي يبرز المؤثر الزماني والمكاني في إبراز معالم الممارسة الخطابية، حيث يكون الدور الأهم للتاريخي علي حساب العوامل الفرعية الأخري. الركون الي الطابع الحدثي في التاريخ، جعله يعاني من أعراض التداخلات المباشرة التي تسعي إليها الغايات الذاتية، حتي غدا ميدان التاريخ مجالاً سانحاً لتدخل مختلف الأطراف والجهات والتيارات، الي الحد الذي تعرضت فيه كرامته العلمية الي الهدر والتبديد. فيما لم يتوان البعض من إلحاق التوصيفات المباشرة، والتي تلّح علي الجانب الأداتي فيه. وبقدر هذا التحديد الموغل في الغرضية، تبرز أهمية الحفريات المعرفية في الكشف عن الظروف التي تحيط بظهور الخطاب وطريقة ممارسته داخل الثقافة، ومدي الإنجاز المتحقق فيها إن كان علي المستوي المنطوق المتداول أم الكتابي والقواعد الخاصة به والإجراءات المتعلقة بطريقة الإنجاز. وعلي هذا تتبدي أهمية الممارسة الخطابية والحظوة التي تحصّل عليها بازاء مقارنتها مع المضامين، تلك الأخيرة التي بقيت تحتل المكانة البارزة والأثيرة في الدرس التاريخي وعلي مدي زمني طويل.
#عزيز_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع القبلي والمدني... وما بينهما
-
الذات الفكرية
-
إشكاليات المجتمع المدني
-
مفهوم المجتمع المدني
-
اشكاليات المجتمع المدني
-
الجبهة الوطنية...حركات سياسية..أم تجمع أفراد سياسيين؟؟
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|