بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 08:28
المحور:
الادب والفن
مأساة الرّفاق : في الستّينات من القرن 20 كان شارع الصالحيّة أهمّ شوارع دمشق للمشوار والتبضّع وتبادل النظرات . وكان يزدحم بالشباب والصّبايا لحظة إطلالة جودي الشاميّة، وموجة بعد موجة تلاحقها، والأنظار مشدودة إليها وتنافس على حبّها ... واستملاك مشاعرها وعواطفها " ثائران " في قمّة السلّم السياسي . وبعد جهْدٍ شاقٍ وطويل فاز مؤقتاً في حلبة السباق " أبو رَباح " على " أبو حُطام " عندما اصدر الأوّل حكما عُرفيّا يقضي بحبس مغنيّة قاسيون ... والوطن.... مدّة شهر ... كامل. أُعْجِب بها الفتيان . وهام بها الكثيرون قائلين : كانت جودي نجمة زمانها. وقنبلة الربيع . وكُنّا نلحظ خيطاً من نورٍ يشع من بريق عينيها . وكانت الشوارع تهتزّ طرباً لحظة تسمع أغانيها. والثلج على جبل قاسيونً يشـعر بالغيرة عندما يرى طلعتها وهي تُغنّي." من قاسيون أُطلّ يا وطني ". أمّا أهلها فقد أضناهم التعب نتيجة البحث عنها في أحياء دمشق القديمة والجديدة . ولم يجدوا لها اثراً في أيّ حيّ أو سجنٍ. وعرِفوا اخيراً أنّها تُقيم في حيّ المهاجرين في شقّة فاخرة مفروشة استأجرها أبو رباح .... وقضى معها اجمل الأيام ... وامتع شهر .... عسلٍ عاشه في ...حياته. وفي المحصّلة الرفاق الثلاثة يفترقون : جُودي ... إلى الولايات المتحدة ترْحل. ابو حُطام ... يُقْتل . أبو رباح .... يُعْتقل . ويموت في سجنه .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟