يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 21:55
المحور:
الادب والفن
في برلينَ ليس لنـا أرضُ ولا أهـلُ ،
لنـا حنظلُ الخسارة وملحُ اللَّـوعةِ ،
بالدمع نغتسلُ من ذنوبٍ لَـمْ نرتكبهـا ..
في برلين ملَّ أطفالنا ونحن نُردِّدُ " يا غريب ، إذكرْ هَلَك !"
في برلينَ لنـا الشوقُ ، حسبْْ ، إلى وطـنٍ لا يريدنـا ...
في برلينَ أَمسَت الغربةُ بلا ضفـاف ، لَمْ يعُدْ فيها ما يَتَّسِعُ لحُرقةِ الشوق ،
في برلين َنَدَّينا الوسائدَ بلآليء المُقَلِ .. بكى بعضُ الألمان معنـا وعلينا ،
* * *
في برلينَ نُصابُ بالخرَسِ حينَ يسألنا الناسُ .. لمـاذا.. ؟!
في برلينَ نخجلُ من ذكرِ أسماءِ مَنْ تسيَّد المشهدَ في "غفلةٍ " من الدهر !
في برلينَ ، كما في بغـداد صارَ ـ اليسارُـ "عقلانيـاً ، طيّبـاً " من الخوف !
حتى لا يُوصمَ بـ"التطرُّف"!!
في برلينَ فتحـوا " مقرّاتهم " للسفارة والمُغتربين " ،عنواناً للـ " المصالحة "؟!
في برلينَ ، كما في بغـدادَ ، تَتَضَبَّبُ الرؤيةُ والنوايـا لرنينِ " الليرة "!!
في برلينَ ، كما في بغـداد ... سمسرةٌ ، تُسَوَّقُ " شطارةً "..!
* * *
في برلينَ رسمنا الشمسَ على وجه غيمـةٍ ،
في برلينَ عشقنا ، حتى لا نَطُقَّ من الغمِّ والوحشة ..
في برلينَ يأتي الخريفُ ينثرُ ألوانه ..
أهلُ البلادِ يبتهجونَ بألوانِ فان غوخ ..
لكن الغريبُ يكتئبُ من " زبالة " الشَجَرِ ..
والمطـرُ ، رديفُ الأوحال والبُرك الآسنة ... " أفّيش .. يا ريحة هَلي "!!
هكـذا كان الخريفُ في بـلاد الغريب .. حتى سَرَتْ عدواه إلى بقيةَ الفصولِ ..!!
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟