السياسيون وشكوى الفقراء4

حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنقل لكم اليوم حواراً، بين مواطن مع سائق (تنكر ماء) حكومي، عندما ذهب المواطن إلى دائرة الماء، من الساعة السابعة صباحاً، فوجد قائمةً بأسماء المواطنيين أمثاله، وتم له الأمر(وصله السره) الساعة الثانية عشر ظهراً، فركب مع سائق التنكر، ودار بينهم حديث، قال المواطن:
- السلام عليكم، شلونك عمي؟
- عليكم السلام، هلا بالحجي
- عمي ليش ما تجون تفترون وتوزعون المي؟ مو هو هذا الصحيح لو لا؟ لو إلا واحدنا يعوف عمله وباب رزقه ويجي عليكم هنا؟
- حجي هي هيج الشغلة ماشية، أني من أروح أوزع بوحدي، محد ينطيني فلوس، على إعتبار التوزيع مجاني، بس من يجي واحد وياخذ التنكر، فهو يجمعلنا على كل (خزان ماء) تانكي(2000 ) دينار، لأن إحنا ما نكَدر ناخذ، خاف واحد يصورنا ويسوينا مشكلة
- زين عمي هذا مو حرام ومخالفة القانون؟
- حجي يا حرام؟ يا قانون؟ تشوف المسؤول، لو تلكاه حرامي لو مطي!
- شلون؟
- إحنا جنا بالتسعينات، بزمن ذاك الجلب، راتبنا (3000دينار) بالشهر، وعلينا تصليح السيارة والكَاز، وتدري الراتب ميكفي، لكن جان ينطينا حوافز(45000) دينار تقريباً، وينطينا مجال خارج الدوام نبيع درب دربين، فإمشين إمورنا، إجو الجماعة بقّوا التصليح والكَاز علينا، وشالوا الحوافز، على أساس الراتب صار زين!
- إي إبني، يعني هو الراتب ما صار زين؟
- حجي أني خدمتي 17سنة وراتبي هس توة يله صار(500ألف دينار)، عندي خمس أطفال وأني وزوجتي أبوي وأُمي، وين يكفي الراتب!؟ زين إلي يتعيين جديد وعنده عائلة شلون؟
- هسة أني عمك راتبي (800ألف دينار)، والإيجار عليه والمولد وورقة الكهرباء والمي والمسواكَ والمريض والواجبات الأخرى، وعندي أولادي الكبار بالكلية، وأكَول الحمدلله وصابر، بس ما أكل حرام، وكون أطلع من هاي الدنيا نظيف
- حجي أنت تُعتبر بهذا المجتمع "نبي"، أني كَاعد حواسم، وكله بلاش: مي وكهرباء ومجاري وهسه راح يبلطون، ما دام أكو إنتخابات هُمَّ يشتغلونا، أني لو مثلك أبوكَ لو( .....) ينزل!، هي كُلها حرامية، وإحنا نريد نعيش
- أستغفر ربك إبني، يجي يوم وكلهم يتحاسبون
- هههه إي هم كَالونا على ذاك الجلب، وشنو؟ تحاكم وإنعدم، وإجوا هذوله أنكَس منه! حجي هيَّ خربانه، هذا مسؤولنا(مسؤول السواق) يوميه يريد من كُل سايق(25000دينار)، لأن يدري بينها ناخذ، وكله تدري حتى مجلس المحافظة، بس فكَر اليطيح بيد الصحافة!
- يا عمي وهيَّ الصحافة شتسوي؟ عود تفضحهم! علساس همَّ يخافون لو يستحون! هو إلما يخاف من الخالق، يخاف من المخلوق!؟
- ما شفت أمينة بغداد من إجت؟ الكهرباء والمي رأساً توفرن، حتى يسكتون الناس، ومن راحت رجع الحال نفس الحال!
- إي عمي صحيح، يله وصلنا، هسه أني شلون أظل أفتر وراك وأجمعلك فلوس؟
- لا عمي إنت متكَدر، واحد من ولدك، وخل يدير باله من التصوير، ومن إنكمل يصعد يمي ويخليهن بالجكمجة
- صار عمي، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله ينتقم من كل ظال

#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات