أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها التميمي - نريد الانتقال من الاقوال الى الافعال














المزيد.....


نريد الانتقال من الاقوال الى الافعال


مها التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 21:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    





ناهد صحافية فلسطينية تعمل في جامعة بيرزيت ، حاولت ان تصدر جواز سفر لابنتيها ، لكن طلبها رفض من قبل دائرة الجوازات، لماذا ؟ لأنها مطلقة. وطلب منها ان تأتي بشهادة من المحكمة الشرعية لتثبت أنها الوصية عليهما. تقول ناهد : ذهبت الى المحكمة الشرعية واستعنت برجلين كانا موجودين في المحكمة - لا أعرفهما ولا يعرفانني - للشهادة معي ، وقع الرجلان دون ان يعرفا سبب التوقيع ! وقبل الطلب!
وأضافت ناهد لم يشفع لي انني صحافية معروفة ، أو انني أعمل في أكبر جامعة فلسطينية، وناشطة نسوية فالقاضي أخذ برأي رجلين لا أعرفهما ، ولم ألتق بهما من قبل ! وتتساءل هل هذا عدل؟
رغد مازالت تكافح من أجل تحقيق حلم صغيرتها بالسفر معا في اجازة ، ولم تنجح في اصدار جواز سفر لابنتها القاصر ، تقول: اشعر انني في سجن كبير وحريتي مقيدة فقط لانني مطلقة ، ولم افلح في نيل موافقة طليقي رغم كل الاغراءات المادية والتعهدات التي قدمتها له، من أجل الموافقة على طلبي.
حالات كثيرة من النساء المطلقات يعانين الامرين من العنف المسلط على رقابهن من قبل سلطة القانون والمحاكم الشرعية بالاضافة الى الظلم الكبير من قبل المجتمع المحيط بهن ، بغض النظر عن مستواهن العلمي، أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، بل أكاد ان أجزم انهن يعاملن كمتهمات ، تقع على عاتقهن مسؤولية الطلاق ، بل ان نظرة الشك والريبة تطاردهن وتراقبهن اينما حللن. كل امرأة متهمة ما لم يثبت العكس خلافا للنص في وثيقة حقوق الانسان كل مواطن بريء ما لم يثبت العكس . المرأة في مجتمعنا لا يعترف بمواطنتها وهي في موقع الاتهام .
تدل المعلومات الاحصائية الفلسطينية على ازدياد معدل الطلاق في الاعوام الاخيرة حيث بلغت نسبة الطلاق حسب تقرير ديوان قاضي القضاة 20% لعام 2014 ، وهي نسبة كبيرة ، ومن اللافت ان نسبة الطلاق لدى الازواج الشابة 50% وهي نسبة خارجة عن المألوف في المجتمع الفلسطيني. ظاهرة ازدياد نسبة الطلاق تستدعي الوقوف عندها، وبخاصة من زاوية حرمان المطلقات الشابات من ابسط حقوقهن في رعاية اطفالهن بما في ذلك صلاحية استصدار الوثائق وفتح حساب بنكي والسفر إضافة الى تغطية نفقات اطفالهن في السكن والمدارس .
ان الوضع الماساوي للمرأة المطلقة في مجتمعنا دفع مجموعة من الناشطين والناشطات الى تبني مطلب حذف كلمة مطلقة من الهوية الفلسطينية لما يسببه هذا التصنيف من عنف مجتمعي لمجرد كون المرأة مطلقة ، وكما تقول احدى الموقعات على العريضة من قطاع غزة ": مجرد معرفة اصحاب الاعمال الذي تقدمت اليها باني مطلقة رفضوا طلبي واستبعدوني من قائمة المرشحات مع ان شروط العمل متوفرة كلها لدي."
ومازالت هذه الحملة المجتمعية تستقطب العديد من المؤيدين والمؤيدات ممن يواصلون تنظيم الفعاليات المؤيدة والداعمة في مواجهة هذا النوع من العنف المجتمعي الممارس ضد النساء لمجرد كونهن مطلقات.
ما زلنا نعيش ازدواجية اشبه بمرض الانفصام، فمن جهة ينص القانون الاساسي على مبدأ المساواة بين الفلسطينين في الحقوق والواجبات وعدم التمييز على أساس الجنس .. وإذا اردنا رؤية النصوص في التطبيق سنجد ان المساواة تطبق على الرجل والمرأة فقط في دفع الضرائب، وتقديم الواجبات تجاه الحكومة اما ما عدى ذلك سنصطدم بالتمييز، وكأن المرأة قاصر وغير مؤتمنة على أولادها بعد الطلاق.لماذا يتم التعامل مع المرأة بمعايير مزدوجة كالاقرار النظري بذمم مالية وبالحق في التملك، لكنه لا يترجم تلك الحقوق إلا جزئيا ويتملص الذكورمن حقوق النساء ويحاولون سلبها دون تدخل من السلطة لحماية قوانينها. المجتمع يتعامل مع المرأة كقاصر وشخصية ناقصة الاهلية، وقانون الاحوال الشخصية الذي ينتمي الى العهود الغابرة يسمح بذلك، اما النصوص في القانون الاساسي التي تدعو الى المساواة وعدم التمييز فالسلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية والشرطة الموكلة بالحماية كل السلطات تتقاعس عندما تكون المرأة هي الطرف الاخر.
وثيقة المرأة، ومن قبلها وثيقة اعلان الاستقلال وقانون الاسرة ومئات المؤتمرات والندوات والكراريس والبروشروات، واستراتيجية الطفل كل هذه الافكار والمشاريع بقيت اقوالا بلا افعال على طول الخط وكأن وظيفتها تقديم وجه آخر جميل للحالة الفلسطينية غير ما هي عليه، وكأن لهذه المحاولات وظيفة واحدة هي الاستهلاك الخارجي. المعاناة المتزايدة للنساء تستدعي رفع الصوت وتجاوز المراوحة في المكان والمسيرة الطويلة التي كان عنوانها اقوال بلا افعال.



#مها_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظواهر داعشية في فلسطين
- البحر بيضحك لصبايا غزة
- داعش والنساء
- على ضوء فضيحة كاميرا الحمام !


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها التميمي - نريد الانتقال من الاقوال الى الافعال