أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى














المزيد.....

سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 17:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اصبح الوضع في تركيا بشكل معقد لا يمكن تصوره، و الفوضى اصبحت سيدة و لم تشهد هذه البلد بمثل ما الت اليه حاله في هذه الايام حتى في عز الحرب التي كانت دائرة مع الحزب العمال الكوردستاني، و هي في اوج قوتها الاقتصادية الان، بينما اصبح للحزب العمال الذي كان له موقع قدم صغيرخارجيا و داخليا الانصار و الدواعم و المساند الكثيرة الان و خرج عن عزلته كثيرا اليوم، و يمكن ان نقول اكثر امانا و ضمانا و بشكل كبير جدا، و لم تقراه تركيا جيدا. غير ان الوضع السياسي العالمي و الاقليمي و الداخلي التركي بهذا الشكل المعقد الذي لا يُحسد عليه، من الجوانب العديدة، اولها، ان السلطة التركية كانت برلمانية و لم تكن هناك شخصية طامعة في الحصول على اهدافه و امنياته الشخصية بناءا على نرجسيته و باي ثمن كان بينما اصبححت تركيا اليوم تحت رحمة طمع شخصي و حزبي .ثانيا، لقد توالت سلطات عديدة في تركيا و لم تصل الى ما هي عليه اليوم من تردي الواقع السياسي، بعد فشلها في تحقيق مجموعة من الاهداف التي تهم مستقبلها الا من الناحية الاقتصادية التي استفادت من الفوضى في المنطقة و علاقاتها المتعددة الجوانب مع الدول التي تفرض عليها الموقع الاستراتجي للتركيا التعامل معها مجبرة . ثالثا ، لم نجد قوة ناظمة لما يجري في تركيا بعد الفشل الذريع الذي مني به حزب اردوغان في النتخابات، وجن جنونه لعدم حصوله على ما يؤمن له الرئاسة المطلقة كما يريد كي يصبح سلطان العصر كما يهدف كل خطواته . رابعا ، لقد فوجيء النظام التركي بقوة حزب العمال الكوردستاني التي تورطت في معاداته بعد مدة هدنة لمسيرة عملية سلام التي انهتها تركيا لاسباب حزبية بحتة و هي لم تعلم بالردود الفعل القوية و ما هو عليه العالم و المنطقة من ظروف لم تدع تركيا مفتوحة اليدين كما كانت، نظرا لاخطاء ارتكبتها في سياساتها الاقليمية و العالمية و الداخلية . خامسا ،لم يشهد اي عصر خلال هذه السنين الطويلة من الكفاح المسلح لحزب العمال الكوردستاني ما تهيئت له من الارضية المناسبة لتحقيق اهدافه العسكرية و السياسية بكل سهولة، انه لم يعد يُحارَب عالميا و حسن من سمعته محاربة داعش من كافة الجوانب، و تعامله الحسن و المناسب مع ما يجري في المنطقة غيٌر من المعادلات التي كانت تستند عليها تركيا، رغم انها حاولت اخيرا من تراجع عن مواقف و تنازلت من اجل تامين ما تنويه السلطة من ضرب حزب العمال و التغيير الذي ينشده اردوغان في توجهاته بعد الضربة القاضية التي تلقاها من الانتخابات الاخيرة التي لم يتوقعها نتيجة غروره العالي . فهل وجدنا في اية مرحلة من تاريخ تركيا الحديث ان يسيطر حزب العمال الكوردستاني بشكل كامل على مدينة و يخرجها من تحت براثن الجندرمة و القوات العسكرية التركية التي باتت معنوياتهم تحت الصفر و هم يفرون كالجرذان امام انصار و قوات الحزب العمال الكوردستاني، و حتى امام التظاهرات و الاحتجاجات الشعبية في كوردستان الشمالية . و نتيجة لما يحدث، يمكن ان نتوقع بان تركيا دخلت المتاهات الموجودة في المنطقة دون ان تعلم بنفسها و وقعت في حفرة التغييرات الكبيرة التي حصلت نتيجة الثورات و تاثيراتها على الجميع دون استثناء . و لكنها هي التي وقعت نفسها في هذه المتاهات نتيجة قصر نظرها و حساباتها الخاطئة و اعتمادها على العوامل القديمة و عدم قراءة التغييرات و المعادلات بشكل جيد .
اما من الناحية الايديولوجية التي تسيطر عليها هو ما يهدفه الاسلام المعتدل فتركيا الحالية باتت تتطلب تغييرا و برزت توجهات اخرى مع الافكار و الايديولوجيات التي امام لا توافق مع ما يحمله حزب العدالة و التنمية او يقف ضده بشكل مطلق مما يؤثر من جهته على توجهات اردوغان و حزبه و يؤثر على قوته التي تشبث بها كوسيلة وحيدة لمحاربة الاخرين، اي اصبح الداخل التركي هشا اكثر من المتوقع و تضرر من قبل اردوغان و افكاره و حزبه بشكل خاص . تركيا العلمانية التي استندت على خطوات و توجهات اتاتورك لمدة ليست بقليلة و حصلت فيها ما شابتها من الاخطاء التي فرضت تغيرات كبيرة في نظرة و فكر و ايديولوجيا الشعب التركي و استغلها الاسلام السياسي ، و بعد ممارسة اعمال و توجهات لما يضمن هذه الايديولوجية لمدة ليست بقليلة، اصبح الشعب على دراية بما يفيده ومستقبله و ما يلائم التغييرات العالمية و الفكر الانساني بعيدا عن الايديولوجيا و الفكر الضيق .
ان ما يراهن عليه اردوغان في تحالفه الجديد مع امريكا لمحاربة داعش، اصطدم في اول وهلة بموقف الجميع من عدم استغلال هذه التوافقات لتحجيم حزب مدني ربما يميل الى حزب العمال الكوردستاني لاغراض انتخابية، و هذا ما تفاجات به تركيا بعد دعوة حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردي السوري من قبل امريكا في الوقت الذي لم تتوقع تركيا بقاء مثل هذه المستوى من العلاقات مع بدء اتفاقيتها مع امريكا . و من هنا يمكن ان نتوقع بان التخبط الذي وقعت فيه تركيا ستطاول نتائجه على اردوغان و حزبه مستقبلا، و لا يمكن ان ينجح في تحجيم الحزب الشعوب الديموقراطي لكسب اصواته و الفوز بالانتخابات المقبلة المبكرة التي يريده و هو يظن تغييرا في التصويت بعد العمليات العسكرية التي بداه ضد حزب العمال الكوردستاني و انهائه لعملية السلام، ليسهل عملية تغيير الدستور و يؤسس للسلطنة و يحقق احلامه . انما يحصر اردوغان قوميا و جمهوريا علمانيا داخليا من الحزبين الاخرين و عدم تمكنهم من التوصل الى الاتفاق معه،ما لانبثاق حكومة جديدة يدل على مدى الخلافات الفكرية الايديولوجية الفلسفية التي يحملونها و هي متناقضة مع بعضها، و هذا يقع لصالح الشعب الكوردي الذي يمكنه ان يلعب اللعبة صحيحا بينهم،من اجل تحقيق الاهداف التي تهمهم قبل ما تهم الدولة التركية . ومن هذا المنظار والتوجهات المختلفة التي تحملها الاحزاب التركية المتضادة مع بعضها من جميع النواحي فان اردوغان و خطواته سيوجه تركيا نحو الفوضى اكثر فاكثر و التي لا يمكنه السيطرة عليها ان استمر على مبتغاه و نواياه الشخصية البحتة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ ...
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...
- كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
- هل العراق يتغير ؟
- المظاهرات بداية لانبثاق حركة سياسية اجتماعية مدنية في العراق
- ما نتائج التظاهرات في العراق
- هل افول شمس الكورد سيصبح واقعا ؟
- المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة
- ايهما يدير السياسة جيدا العلم ام الدين
- تركيا ليست في موقع تطلب نزع السلاح الكوردستاني
- ارجوا ان اكون مخطئا
- قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان
- راي و موقف حول علمانية الدستور في اقليم كوردستان
- هل يتالق الكورد في فن الحروب فقط ؟
- تراجع الواقع الاجتماعي في اقليم كوردستان


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى