مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 15:56
المحور:
الادب والفن
رصاص الشاعر
حين أكتب بالنار ,
يا وطن النار ,
يزهر غصن , وتعشب غابة .
حين أكتب بالدم ,
أحفر باللحم أرضي
وأغزل أكفانكم .
تتحول كل شرايين قلبي ,
شظايا لهب
وتصير حروفي
سياط غضب
كالسياط التي
ألهبت جسدي
لونت شفتي
أخصبت في دمي
قمراً.
وحرائق . .
* * * * ** * * * * * * *
من يقايضني بيع جرحي ,
إن السنابل , تطلع ,
من لهب الجرح ,
يا سادتي
ما تعودت بيع الجراح
وقد كان لي كبرياء ,
أباحوا لهم كبريائي .
راوغوا .
ساوموا .
ما انهزمت . تشبثت بالأرض ,
قلت :
أقاوم
من يبدل بالوطن الورد جرحه ؟!
* * * * * * * * * * * * * *
حين أكتب يا سادتي
تتحول كل حروفي رصاص .
مفرداتي رصاص .
خطواتي رصاص .
همساتي رصاص .
ولقد صار حتى لهاثي رصاص .
فاحذروا
إنني رغم عنف وسائلكم
واحد من ملايين ,
يسلخ في قسوة جلدها .
لا أمارس سحراً , ولا أتقن الر قص ,
أرفض أن أتسول , أو أتقمص غيري ,
أرفض ألوانكم
تتوغل في شعر رأسي , وتمسخني .
آلة . . .
دمية . . .
بيدقاً . . .
يتحرك بين أصابعكم
* * * * * * * * * *
لون وجهي , عيوني ,
ليست كما تشتهون .
أتنفس . أعرف كيف مذاق العبير ,
وأفهم كل اللغات التي تتقنون.
أعرف القفز , والعدو,
أفهم كيف تساس الخيول ,
ولكن أراهنكم .
إنني لن أغامر ,
بالوطن . الشرف , الجرح , الأرض , لا . . . .
إن من يعشق الوطن المُشتهى
لا يغامر .
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟