غسان مازن
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 23:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القضاء و القدر
ليس من الغريب ان تجد في الوقت الحالي الكثيرين ممن لا يؤمنوا بمسألة القضاء والقدر ولكن ما هو القضاء والقدر اساسا ؟؟
القضاء والقدر يعرف لدى المتدينين المسلمين خاصة بأن كل تفاصيل حياتهم وتحركاتهم فيها قد كتبت مسبقا من قبل الله !
لكن الأمر في حقيقة الامر ليس كذلك , الامر ان الله يعلم ما سيجري وليس هو من كتبه , وان ذهبنا للجدال في هذا الامر سيفضي بنا الى مغالطة كبيرة وهي "ان الله ليس سوى دكتاتور متعجرف" ! .. وان ابا جهل لن يدخل النار وان كل الكافرين والذين توعدهم الله بالحساب والعذاب هم ليسوا سوى ضحايا لما كتبه ربهم المتعجرف ! كيف يعذبهم وهو من كتب لهم ذلك مسبقا ؟ , اما كان من الأصح ان يكتب لهم ان يكونوا صالحين ولا يعذبهم ؟! ثم ان الله ان كان يتبع هذه المعادلة لماذا اعطانا عقولا لنفكر ونستنتج ونقرر نحن بأنفسنا ما سنفعله ؟! كان من الممكن ان يكتفي بكتابة اقدارنا ويخلقنا كمجرد ادوات لتنفيذ ما سيقرره هو لنا , ان هذا الامر يعتبر خط احمر لدى غالبية المتدينين من العامة والفقهاء , وقد وجدت القليل جدا منهم ممن يتحفظ او يمتلك رأي مغاير عن رأي الجمهور بخصوص هذه المسألة , المسألة تميل الى كونها مسألة فلسفية جدلية , كما ان المسلمين لم يتخطوا حاجز "الفقه المقدس" بعد .. لذلك لم يبحث احد في هذه المجال ويعتبر من الحقائق الثابتة المطلقة لدى الجمهور
اما عن الكثيرين الذين ذكرتهم انفا ممن لا يؤمنوا بالقضاء والقدر فهم اما من الملحدين او اللا ادريين او بعض من المتصوفة .
الله يعلم بما سيجري مسبقا , لكنه لم يكتبه وان كتبه فقد كتب علمه بما سيجري وليس ارادته الواقعة على البشر بتصرفاتهم وقراراتهم المصيرية , الله يعلم بأن هذا الشخص سيسلك ذلك الدرب ولكنه لم يكتب له بأن يسلك ذلك الدرب , وان كان هو من كتب كل ذلك فأن محاسبة الله لذلك الشخص تعتبر باطلة , لأن ما حدث هو محض ارادة الله وليس محض ارادة ذلك الشخص .
#غسان_مازن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟