أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.














المزيد.....


العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.

العراق بلد التأريخ والحضارة والعلم والفكر والشعراء هو ذاته بلد الحدود المستباحة والدم الذي لا يتوقف والتضحيات الجسام على مر التأريخ ,هذه الثنائية الفريدة التي لم يجربها شعب أخر أو مجتمع أخر بالقساوة والحدة التي تفرضها المتغيرات والمتبدلات الحركية التأريخية ,منحت الشخصية العراقية الفردية والجماعية مزيجا من عوامل القلق واللا أستقرار وعدم الأطمئنان لكل ما يجري في الداخل والخارج طغت في مشهدية سلوكية تتداخل فيها الصراع الذاتي مع اليأس من وجود فرصة حقيقية للسلام والحرية ,العراق أول من دفع ثمن الحملات المشرقية والمغربية وكان ساحة الصراع الأولى بين الحضارات الناشئة والمتنازعة ,ولم يكن ببعيد عن كل الصراعات الدينية والفكرية التي تعصف بالعالم بين الحين والحين ,بل في غالب الأحيان يكون العراق في اللب والشعب هو من يدفع فواتير الغزاة ويتحمل ضريبة الدم والخراب دون أن تكون له مصلحة معلومة ,حتى الإسلام السياسي عندما خرج مكي الشعار قرشي القيادة كان العراق أول الضحايا ونهر الدم لا ينقطع فيه من يوم وطأت أرضه حجافل الأعراب المتأسلمون لحد هذه اللحظة التأريخية .
لقد ضل هاجس العراقيين على الدوام التكيف والصبر بأنتظار أن تنتهي دورة العنف التي تضربهم دون هوادة وأملهم في المخلص الذي سيأت بعد حين من خارجه ,لم يكن العراقي في الغالب مستعجلا ولا حازما منذ البداية على مواجهة ما يدور من حولة وهذا نابع من التكوينة الفكرية والحضارية المتأصلة فيه ومن عوامل بيئية وأقتصادية وطبيعية , كان يحاول في كل مرة وعبر ذات المنهج أن يقلل بما يمكنه من حجم الخسارة إذا حاول المقاومة بسبب أن التركيبة الديموغرافية المتنوعة كثيرا ما تجد في بعض من أجزاءها عنصر مساند أو مشارك للدفع الخارجي القادم من وراء الحدود بعناوين مختلفة ومبرر واحد النصر والنصرة ,هذه الحالية يخرج منها العراقيون في كل مرة بخسارة مضاعفة وتولد لحالة صراع وتنازع جديد قائم على الثأر والثأر المتبادل مما سبب أن يكون للتداخل الخارجي دوما فرصة مناسبة وقضية تثار بعنوان الحق .
اليوم العراق يشهد وضع أستثنائي بالنسبة للواقع العالمي والأقليمي لكنه كسنة تأريخية نسخه مكررة من كل الأحداث التأريخية وتحت نفس المبررات والعناوين ,صراع طائفي أصولي ديني بين صقور مدعومة من جهات خارجية لا تتورع بتدمير كل شيء ولأجل كل شيء , والشعب ينتظر الخلاص مرة من هؤلاء ومرة من أولئك والنتيجة المزيد من الدماء والمزيد من التدمير ,الكل ينادي بالحق وقاعدة الأنطلاق عند الجميع هي الثأر وكأن الشعب هو من قتل ومارس حد الموت والفساد لذا تتوجه كل الفوهات والمدافع تجاهه ,اللاعب الخارجي مطمئن أمن سالم وهو من يفترض أن يوجه ضده حق الثأر ,هذه الوضعية السلوكية هي الخاصرة الرخوة التي ينطلق منها المتصارعون الأول ينادي يا لثارات كربلاء والأخر ينادي يا لثارات عثمان , والشعب ليس فيه مجملا ممن يدان بدم كربلاء أو بدم عثمان , لكنه الوحيد الذي يدفع الثمن لكلا الطرفين وبمزيد من الدم .
هل يفعل العراقيون اليوم ما يجترحون به معجزة بعد أن وضعهم الإسلاميون الجدد بين مطرقة النصوص الجامدة والتفسيرات الأعتباطية وشخصنة الدين برموز مقدسة أستحوذت على القدسية المزيفة وخاطبت الناسس على أنها البديل السماوي ,وبين سندان الإرهاب والموت والتقتيل بأختيار منهج أخر يتجاوز الذاتية والأنانية المتضخمة المريضة بحب السلطة والتحكم, منهج مقاوم لكنه يستهدف السلام وينهي مسلسل الثأر والثأر المقابل ويصنعوا دولة المؤسسة المدنية التي ترتكز على سلطة القانون وموازنتها مع الحرية في معادلة حضارية منفردة شعارها التسامح ومنهجها الإصلاح, لتضمن للناس أنتهاء مسلسل النصرة الداحلية والخارجية وهي خالية من كل مفاهيم النصرة لكنها تضمر الشر والشر فقط للجميع بدون أستثناء, سؤال يبدو وجيها للذي يقرأ التأريخ ويكتشف أن لا أحد ينصر العراق بلا ثمن باهض ومكلف ولا أحد يحميه ويصونه إلا وحدته الوجودية والخروج من العباءات الفردية الخارجية وأمتداداتها الداخلية ويستعيد وعيه ليبدأ مرحلة الأنتقال من مجتمع جاذب للصراعات إلى مجتمع صانع للوجود مرة أخرى .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني
- الدين والإنسان والتجربة التأريخية
- الخطوة الأوسع ..
- الكفر والتكفير والجزاء المركب
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح3
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح2
- الفكر وتحديات الواقع والزمن
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية
- من يشتري مني
- الدين والدولة وجدلية التوافق
- بين النص والمنصوص
- حكاية رب جديد _ قصة قصيرة
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2
- ضوابط السلوك وقيمها


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.