مصطفى بن صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 09:10
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
شهر غشت شهر الشهداء، شهداء الحركة القاعدية
أيام قليلة فقط، وبعدها تحل الذكرى السنوية لشهداء الحركة القاعدية، حركة الطلبة القاعديين، وضمنهم مصطفى بلهواري والطاهر الدريدي وعبد اللطيف شباضة. وهي ذكرى تلزمنا بالاحتفاء والتقدير، لعطاءات وتضحيات هؤلاء المناضلين الأشداء، الذين تتلمذوا وتربوا على يد أجود الطاقات الثورية والديمقراطية، التي حبلت بها الحركة الماركسية اللينينية خلال أقوى فترات العطاء والسخاء، نهاية الستينات حتى بداية الثمانينات..
شهداء لم ترعبهم سياط التعذيب ولم توقف حركتهم المتابعات أو الأحكام الثقيلة والقاسية، واستمروا في عنادهم وتحديهم البطولي لرطوبة زنازين النظام الدموي القائم ببلادنا، من خلال إضرابات لا محدودة عن الطعام، دفاعا عن حقوقهم وعن كرامتهم كمعتقلين سياسيين، ليسقطوا شهداء أبطال في ساحة النضال.
فبالرغم مما آلت له التجربة فيما بعد، من انقسامات وانشطارات وتفتت غريب ومريب! يتوجب على جميع المخلصين لهذا التاريخ ولهذه التجربة الالتزام الدائم بتخليد هذه الذكرى المهمة، والعزيزة على قلوب جميع مناضلي ومناضلات الحركة القاعدية الصامدة. وهو التحدي الذي تفرضه المرحلة تعزيزا للوحدة والاصطفاف ولنبين لجميع الأعداء من كل الاتجاهات والأصناف، المرتزقة بشهداء وتضحيات النهج الديمقراطي القاعدي طبيعة العود القاعدي الصلب والمتين، ولنؤكد لهم مرة أخرى بأننا فعلا في الموعد مع هذه اللحظة التاريخية التي تلزمنا بالمزيد من التقارب والتشاور والوحدة، لكي نلعب أدوارنا الريادية والقيادية في إعادة بناء إوطم على الأرض، نضاليا وتنظيميا دون إقصاء لأي من الفصائل والأصوات والحساسيات والفعاليات الطلابية الديمقراطية والتقدمية الإوطمية.
فستظل خلافاتنا قائمة، بحكم تعدد وتنوع التصورات والتقديرات للمرحلة السياسية، وللدور المنوط بالحركة الطلابية وإطارها الطلابي إوطم.. وهو الشيء الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار والحسبان، حيث يجب أن يبقى مشجعا ومحفزا لدينامية الحركة، عوض أن يصبح كابحا ومعرقلا لحركتنا.
فعدا الانتهازيين والرجعيين والظلاميين، وكافة من مدّ الأيادي لمصافحتهم والتنسيق معهم في السر والعلن سيان.. يتعين على كل المخلصين لتيار نهج الشهداء بلهواري والدريدي وشباضة، بأن يخلدوا الذكرى وأعينهم مفتوحة على دخول جامعي نوعي تسوده الروح الوحدوية القائمة على حد أدنى برنامجي مستلهم من هذا التراث القاعدي نفسه، يعيد الاعتبار للفعل النضالي الطلابي التقدمي المكافح، وللتجربة الإوطمية العتيدة.
وتحية منا لجميع شهداء الحركة والقضية.. والقضية ستظل وستبقى قضية طبقية، لن تحلها سوى الثورة الاشتراكية.
مصطفى بن صالح
14 غشت 2015
#مصطفى_بن_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟