محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 12:50
المحور:
الادب والفن
عدت إلى بيتي من جهة باب الخليل. هناك عند الباب استوقفني الجنود، على رؤوسهم خوذات وفي أيديهم سيوف. فتّشوني وقالوا: إلى أين؟ قلت: إلى بيتي. تكلّم قائدهم بلغة لاتينيّة فعرفت أنهم من جنود الفرنجة. قال لي بعربيّة ركيكة: إمشِ، روح.
مشيت نحو الباب الجديد، وبالقرب من الحديقة التي أقامها الإسرائيليون عند سفح السور، تعربشتني واحدة من بنات الليل الإسرائيليات. قالت: هل ترى النجيل الأخضر؟ إنه أفضل من أيّ سرير. تملّصت منها واقتربت من الباب الجديد. هناك استوقفني الفرنجة الجدد. على رؤوسهم خوذات واقية من الرصاص، وفي أيديهم بنادق سريعة الطلقات. طلبوا بطاقة هويّتي، دقّقوا في البطاقة وسألني قائدهم: مِ أيفو أتاه؟ (من أين أنت؟) أجبته وقال لي بعربية ركيكة: إمشِ، روخ.
مشيت نحو باب العامود، رأيت في الطريق شخصاً له هيئة متسوّل فقير، يمشي مسرعاً نحو القدس الغربية ويتلفّت بين الحين والآخر خلفه وهو مرعوب. شككت فيه ومشيت. رأيت فرقة من الفرسان على صهوات الخيول. على رؤوسهم خوذات من زمن الأيوبيين ومن خصورهم تتدلّى سيوف يمانيّة. مررت بالقرب منهم ولم يستوقفوني.
مشيت في شارع نابلس ووصلت بيتي، نظرت في المرآة ووجدت على رأسي خوذة، وبقيت نصف ساعة أحدّق في المرآة.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟