أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر















المزيد.....

دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر


محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثروت محمود فهمى عكاشة (عام 1921 - 27 فبراير 2012)، من مواليد القاهرة. حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية 1939 ثم وكيل أركان حرب 1948 دبلوم الصحافة كلية الآداب ، جامعة فؤاد الأول 1951.ثم حصل على ماجستير في الصحافة عام1951م حصل على الدكتوراه في الآداب من جامعة السوريون عام 1960 وحاز على الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة . بعد ثورة يوليو تولى رئاسة تحرير مجلة «التحرير»، ثم ملحقًا عسكريًا في عدد من السفارات المصرية بالخارج، حتى عام 1962 عندما عيَّن وزيرًا للثقافة والإرشاد القومي لفترتين الأولى من عام 1958 - 1962، والثانية معام 1966 – 1969، وفى عام 1970عيّن مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، واستمر في منصبه حتى عام 1972، وتولى عكاشة منصب نائب اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية، وعمل أستاذا زائرا في كوليج دي فرانس بباريس متخصصا في تاريخ الفن، كما تولى رئاسة اللجنة الثقافية الاستشارية بمعهد العالم العربي في باريس، وكان عضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو، وعضوا عاملا في المجمع الملكي البريطاني لبحوث الحضارة الإسلامية . وفي عام 1975 انتخب زميلاً مراسلاً في الأكاديمية البريطانية الملكية.
وبينما كان ثروت عكاشة في روما يحضر أوبرا "بوريس جود ونوف" في الثامن أكتوبر عام 1958، صدر قرار التشكيل الوزاري في القاهرة عندما رشح وزيرا للثقافة والإرشاد القومي، اعتكف في منزله في المعادي لمده يومين للتفكير في أمر الوزارة، قبل الوزارة وأنهى اعتكافه بعد حوار طويل مع عبد الناصر أتفقا خلاله على رؤيه مشتركة حول أهداف واستراتيجىة التنمية الثقافية فى تلك المرحلة ، وتم الإتفاق على وضع خطة ثقافية ترمي إلى تقديم المستوى الرفيع من النتاج الفكري إلى كافة فئات المجتمع. فقد كانت الثقافة في مفهومه: "ملتقى علوم الحياة، فهي كالبحر تصب فيه أنهار المعارف جميعاً، الثقافة هى علم وعمل"، والمثقف فى مفهومه: "صاحب موقف، يدفع ثمن موقفه عند الضرورة، وله رأي يضيف الى الوجود جديد". فى اطارتلك الرؤية وهذا المفهوم شرع ثروت عكاشة فى تأسيس بنية ثقافيىة على مسارين، الول بنية مؤسساتية شاملة ذات طابع تعليمي وأكاديمي تربوي تسعى إلى نشر الثقافة. أما المسار الثاني فهو تأسيس بنية ناعمة، تجعل هوية مصر الثقافية تعددية منفتحة على الثقافة الغربية ومؤسساتها الدولية والإقليمية. فبادربإنشاء مبنى دار الكتب الجديدة والمعهد العالي للسينما، والمؤسسة العامة لفنون المسرح والموسيقى، ومشروع الصوت والضوء، وقاد الحملة الدولية مع منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة ومعبدي "أبو سنبل" وفيله، وأنشأ أكاديمية الفنون الجميلة، وما تفرع عنها من معاهد فنية، كما أسس المعهد القومي العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" ومعهد البالية، والمعهد العالي للفنون المسرحية ، وفتح الأبواب وأتاح الفرص أمام التجريب المسرحي وتقديم النصوص العالمية، فتعاقد مع كبار المخرجين الأوروبيين من روس وفرنسيين ويونانيين وإيطاليين للمجيء إلي مصر وإخراج مسرحيات عالمية لها إشعاع ثقافي لا يغيب، ونجح في استقدام كبرى الفرق المسرحية والأوبرالية الغربية لتقديم عروضها علي خشبة المسرح المصري ولتكوين جيل جديد من الفنانين يعتمد علي الرؤية والتأثر وليس علي السماع أو قراءة الأبحاث.. وعكفت الوزارة فى عهده على تنشيط وجمع الفنون الشعبية ، بأسلوب علمي حفاظاً عليها من الضياع مستعينة بخبراء عالميين فى جمع التراث ، كما عكفت الوزارة على تكوين عشرات الفرق المسرحية، والموسيقية. كما انشأ ت هيئة الثقافة الجماهيرية، التى قامت فلسفتها على أن تذهب الثقافة إلى كل مواطن فى بر مصر وأينما كان. فانتشرت المراكز الثقافية فى ربوع مصرمابين نحو مائة من قصور الثقافة العامة والمتخصصة فى عواصم المحافظات والأحياء وما يربو عن400 بيت ثقافة بالمدن الريفية و4000 وحدة ثقافيىة بالوحدات المجمعة بالقرى، وتحولت كل هذه المراكزإلى شعلة ثقافية، ينهل منها الجميع فى مختلف المراحل العمرية، ومن خلالها ظهر كثير من المثقفين ونبغ الكثير من الشعراء والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية فى مصر فى العقود الأخيرة من القرن الماضى، عن طريق الإنتقال بإبداعاتهم إلي كل مكان عبر قصوروبيوت ووحدات الثقافة، وعبر المسارح الجوالة وقاعات العرض في المناطق المزدحمة والمكتبات المتكاثرة وسلاسل الكتب التي تباع النسخة منها من قرشين إلي خمسة قروش، وعبر الأفلام السينمائية الجادة التي تعرض قضايا الواقع والتحول الاجتماعي وعبق التاريخ، فأعفت قطاع كبير من السينمائيين من سيطرة رأس المال علي السينما ومن قانون السوق التجاري المفروض عليهم وعلي الجمهور.. لقد وفرت تلك السياسة للشعب «خبز الثقافة» وغذاء القلوب بشكل مجاني إلا قليلا، فردمت ولو جزئيا - الفجوة التاريخية بين المثقفين والمجتمع، وفوق ذلك عمل «عكاشة» علي أن يشارك المبدعون في قيادة العمل الثقافي، بمختلف أجيالهم واتجاهاتهم الفكرية.. وأغلبهم من الشباب ومن أصحاب الفكر الثوري، حتي وإن تجاوزوا الاتجاه السياسي للسلطة الحاكمة، حيث وضعهم علي رأس المؤسسات الثقافية، بدءا من رئاسة قصور الثقافة حتي رئاسة الهيئات الكبري في الوزارة، وأعطائهم كامل الصلاحيات للعمل بغير إملاء أو وصاية، وأثبت استعداده للدفاع عنهم وحمايتهم من بطش السلطة وتسلط القوى الظلامية، دون مطالبتهم بإعلان الولاء للنظام، بل بإثبات الإخلاص للرسالة الثقافية التي توافقوا على تحقيقها، وفي القلب منها: ديمقراطية الثقافة.. بوصولها إلي كل مساحة من أرض الوطن، وبقدرتها علي تفجير طاقات الإبداع من أعطاف الطبقات المحرومة تاريخيا من ثمار الثقافة، حتي يتحولوا من مستهلكين إلي مبدعين لها، بل إنه كان يحرض القيادات الشابة لقصور الثقافة - بمعاونة رئيسها العظيم المرحوم سعد كامل - علي الاستقلال الثقافي عن العاصمة، ويطالبهم بأن يجعلوا من القصر في كل إقليم وزارة ثقافة مصغرة، يطلب ذلك من شباب أغلبهم دون الثلاثين، ومنهم أدباء وفنانون تشكيليون ومسرحيون، وآخرون ناشطون ثقافيون، وجميعهم يمارس العمل القيادي - بل والإداري - لأول مرة في حياته، من هنا تحققت موجات ثورية متنامية في الإبداع المسرحي الشعري والقصصي التشكيلى، كأنها تنبع من منجم للمواهب لا ينضب، والتحمت أعمالهم بألفيات- مثل مليونيات اليوم - من الجماهير في المدن والقري والكفور في أقصي المحافظات، ولأول مرة نري الجمهور - بعد انتهاء العروض والندوات - يتكلم ويبدي رأيه ويختلف وتتجلي من خلاله مواهب في النقد، فيصبح مشاركا حقا في العملية الثقافية.
وقد كان لثروت عكاشة ابداعاته في دنيا الأدب والكتب والتراث، فكتبه الفريدة من نوعها عن تاريخ الفن التشكيلي في أرجاء العالم، التي كانت تحمل اسم «العين تري والأذن تسمع» هى سلسلة فريدة في نوعها وفي قيمتها وفي مكانتها، في شكلها وتكوينها ومضمونها وإبداعها. ولم يكتف «عكاشة» بهذا العمل الخارق الذي يضعه لوحده في مصاف كبار الباحثين والعلماء والفنانين في عصره .. بل تابع جهده الثقافي بترجمة رائعة لأدب جبران وخصوصا كتابه «النبي». اتبعه بدراسات متعمقة لبعض الموسيقيين كدراسته لأعمال فاجنر، والمعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية: إنجليزي - فرنسي - عربي، مذكراتي في السياسة والثقافة الذى حفل بما مر علي مصر في تاريخها الحديث من خلال خوضه غمار ثورة سياسية غيرت مصير بلده، وثورة ثقافية كان يترأس حركتها ويقود زمامها. ، مصر في عيون الغرباء من الرحالة والفنانين والأدباء «1800- 1900م»، مسخ الكائنات، ترجمة عن الشاعر اللاتيني أوفيد. ووثق ونشر كتاب وصف مصر فى طبعة غير مسبوقة.
استحق بجدارة أن يتوج بالعديد من التكريمات من جوائز وأوسمة ونياشين من مصر وفرنسا واليونسكو والإمارات وغيرها من الدول والهيئات، إلا أن التكريم الأكبر يتمثل في التقدير الكبير الذي يقابله اسمه من المثقفين. فقد كان سبيكة تشكلت من كونه حفيد أمنحتب وتحوتى ورفاعة الطهطاوي وزكي مبارك، وابن لطه حسين واحمد لطفي السيد وسلامة موسى، وأخ للويس عوض وتوفيق الحكيم وحسين فوزي وجمال حمدان ونجيب محفوظ، وأب ليوسف إدريس وبهاء طاهر، وأحفاده المخلصين جاهين والأبنودى وسيد حجاب.



#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مينا دانيال: شخصية من مصر
- محمود باشا الفلكى: شخصية من مصر
- شهدى عطية الشافعى: شخصية من مصر
- السيد درويش: شخصية من مصر
- القديسة فيرينا
- درية عونى: شخصية من مصر
- تقى الدين المقريزى: شخصية من مصر
- مجدى عبد الملاك: شخصية من مصر
- شخصية منمصر: دكتور فرج فودة
- دكتور فرج فودة: شخصية من مصر
- هيباتيا: شخصية من مصر
- -;-كيف تشكلت دولة الجزائر
- كيف تشكلت دولة تونس
- كيف تشكلت دولة ليبيا
- كيف تشكلت دولة السودان
- كيف تشكلت دولة لبنان
- كيف تشكلت دولة سوريا
- كيف تشكلت دولة العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر