أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهمي الكتوت - في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد














المزيد.....

في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 10:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في السادس عشر من اب 2014 توقف قلب صاحب القلب الكبير، كان الخبر مفجع على اسرته ورفاقه واصدقائه، قد لا يعرف الكثيرون من أبناء الشعب الأردني الجندي المجهول سمير حداد، لكن كوكبة من المناضلين الذين عاصروا العمل السياسي في الظروف السرية ابان الاحكام العرفية في الأردن، يعرفون جيدا الدور المميز الذي انيط بالراحل. قضى سني عمره بمهام خاصة، تميزت بالسرية والدقة والصرامة.
تمتع فقيدنا الراحل بسمات اهلته بجدارة لتبوؤ موقع قيادي في العمل السياسي، ساهم أبو سلام خلال سبعينيات القرن الماضي في بناء المنظمات الطلابية في الاتحاد الوطني لطلبة الأردن فرع سوريا، وأقام علاقات واسعة مع الاحزاب الوطنية والتقدمية في الوطن العربي، وتكلف بالاتصال مع ممثلي الأحزاب الشيوعية والتقدمية العالمية واختير عضوا في اللجنة المركزية للحزب في الكونفرنس المنعقد عام 1977 ومسؤولاً في العلاقات الخارجية للحزب.
جمع أبو سلام بين صفات المناضل بوعيه السياسي والتزامه الوطني والاممي، وبين الصفات الانسانية، كان مرحا ودودا، مضيافا، صادقا مع نفسه واسرته كما مع مبادئه الإنسانية، ترجم هذه الصفات بسلوكه الانساني والاجتماعي والاسرى، فجسد ثقافة المساواة بين المرأة والرجل وكان متسامحا، ونبذ مختلف اشكال التعصب والتطرف او التمييز على أساس الجنس او العرق او الدين. تقول هلا ابنة الفقيد؛ تعلمت من والدي الكثير ولكن اولى دروس الثقافة الوطنية، هو حب الناس، ومحاسبة الاخر على سلوكه وليس على أساس عرقي او مذهبي او طائفي. ما أجمل هذه الكلمات وما احوجنا لثقافة التسامح في هذه الايام.
بينما كان جسد أبو سلام يسجى في تراب الوطن، احتضنته جبال السلط بعناق معاتبة اغترابه سنين طويلة، كانت ذاكرة شيخ المناضلين يعقوب زيادين وهو على رأس المودعين تسرد قصة مناضل كرس حياته من اجل الأردن دفاعا عن حق الأطفال في حياة هادئة، تملؤها السعادة .. لا تعكر صفاءها حوارات مذهبية او صراعات طائفية او مليشيات مسلحة تسلب من الأطفال طفولتهم، كرس حياته دفاعا عن وطن اغتصب من قبل قتلة الأطفال وطغاة المال، دفاعا عن امة مرغ النظام العربي كرامتها بالوحل. ولكي لا تتكرر الام أجيال عانت من الاضطهاد القومي والطبقي والفقر والبطالة والشقاء، ومن اجل وطن حر وغد سعيد.
كان ذاك اليوم يوم انتخابات... كان رفيقنا الراحل يردد دائما أهزوجة (العرندس) محمد كايد الحياصات ومطلعها " يوم السبـت ستعش تشـريـن الأول، كـان ذاك الـيوم يـوم انتخابـات والشعب كـله تجمع فـي عـمان، شـياب وشـباب ولا تنـسى البنات... القصيدة التي ألقيت في العام 1954 احتجاجا على تزوير الانتخابات النيابية، وأسقطها الشعب الأردني ليفتح الباب امام انتخابات العام 1956 الشهيرة، التي اوصلت نوابا يمثلون إرادة الشعب، وحكومة وطنية برئاسة سليمان النابلسي التي الغت المعاهدة البريطانية في اذار عام 1957، كان سمير ما زال طالبا وصديقا للحزب، لم تثنيه الحملة الشرسة على الحركة الوطنية والانقلاب الرجعي الذي قادته اميركا ضد الحكومة الوطنية في 10 نيسان 1957 واضطهاد واعتقال الاف الوطنيين من شيوعيين وبعثيين وقوميين نوابا ووزراء وشخصيات وطنية، ومن عمال وفلاحين ومثقفين، ومن بينهم رئيس الوزراء المقال سليمان النابلسي الذي وضع تحت الإقامة الجبرية، لم تثنيه أجواء الإرهاب التي سادت في البلاد والتراجع عن موقفه. حيث قدم طلب عضويته للحزب الشيوعي الأردني في نيسان 1957 في ذروة تلك الحملة على الحزب والحركة الوطنية الاردنية.
استمر اعتقال المناضلين من قادة الحركة الوطنية وخاصة الشيوعيين لمدة ثماني سنوات، الى ان أفرجت عنهم حكومة وصفي التل في عام 1965. خلال فترة الثماني سنوات؛ كلف سمير بمهمة سرية وهي نقل بريد الحزب إلى الحزبين الشقيقين في سوريا ولبنان ومنظمات الحزب في الخارج، وقد ارتبط هذا الموضوع بسرية تامة مع اثنين فقط من قيادة الحزب. واستمر القيام بعمله هذا منذ عام 1958 وحتى عام 1967. دعونا نتخيل حجم الصعوبات والتعقيدات والمخاطر التي يتحملها انسان اختار طريق النضال، من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لإيصال رسالة او صحيفة سرية، يمكن الان ارسالها بثوان عبر العالم بواسطة الانترنت ووسائله المتعددة. في حين كان ضبط الرسالة مع حاملها يكلفه حكما قد يصل الى خمسة عشر عاما. لك المجد والخلود أيها الصديق والرفيق العزيز، ولزوجتك ورفيقة دربك مها البندك وكريماتك واسرتك أحر العزاء.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلات جديدة للأزمة السوريَّة
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهمي الكتوت - في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد