أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - نور الشريف .. مرة أخرى!














المزيد.....

نور الشريف .. مرة أخرى!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


نور الشريف .. مرة أخرى!

لقد أثبت نور الشريف بعد وفاته أن الموتَ حياةٌ، وأنَّ الراحلين هم الباقون، وأن مَلــَـكَ الموت لا يأخذ فقط، لكنه يُعطي من حيث لا ندري.
إذا سُــئِـلْتَ عن الطائفية في مصر فقل إنها هراء، فقد صلينا جميعا صلاة واحدة خلف جسد نور الشريف ونسينا أننا ننتمي لأديان عدة.

معذرة، سيدي الشيخ وسيدي القس وسيدي الحاخام، فتأثير نور الشريف كان أكبر من مواعظكم ، لأنه استند على الحب والفن وأنتم على المقدس والماضي.
لابد من وضع قاموس تحت اسم نور الشريف فتبحث عن كلمة وطن في ( حدوتة مصرية)، وعن العاهرة الشريفة في ( ليلة ساخنة )، وعن حلم الهجرة في ( سكة سفر )، وعن القابلية للاستعمار فلن تجد فقط في ( الصراع الفكري في البلاد المستعمرة لمالك بن نبي، ولكن في ( بئر الخيانة)، وعن صغار شرفاء في ( ضربة معلم )، و عن مصر القديمة في ( عمارة يعقوبيان)، وعن صحبة أبطال أكتوبر في ( سواق الأتوبيس)، وعن التحضر في( آخر الرجال المحترمين ) وهكذا دواليك فمصر كلها في قاموس نور الشريف.

جرت العادة أن تزكم أنوفــَــنا رائحةُ الشامتين في وفاة أي رجل ليس من الجماعة، لكنهم هذه المرة خرسوا، ليس حُبــَّــاً في نور الشريف لكنه الخوف من عشاقه وهم أكبر عددا من محبي أي زعيم مصري منذ محمد علي باشا.
نور الشريف ظاهرة ينبغي البحثُ فيها وتأملها لنعرف كيف استطاع أن يكون الشخص الحاضر في كل عائلة!

التقيته مرة واحدة في فندق سفير بالكويت، ولما صافحته ظننت أنه يعرفني كما يعرف كل مصري وعربي، بالروح وليس بالوجه، وهنا تظهر عبقرية المحبة فتظن أن من تحبه يعرفك ولو لم تقابله قط!
كان أكبر من الشائعات، وعندما حاولتْ مطاردته سقطتْ، وتهشــَّــمتْ دون أنْ يرفع إصبعاً يدافع عن نفسه.

لو رشح نفسه بغير دعاية لحصل الثلاثة عشر مرشحاً للرئاسة على أصوات زوجاتهم وبناتهم وعشيقاتهم وخدمهم و.. حارسي عماراتهم فقط!
لا تقل بأنك لم تره في بيتك ولو كنت مقيما في واحة أو على ضفاف ترعة مجهولة، فله غرفة يقيم فيها داخل كل دار عربية، وعندما تجلس وتشاهد فيلما له، يخرج من الغرفة ويجلس بجانبك!

يجعلك لا تغادر الفيلم ومـَـشَاهدَه وكأنه أرادك أن تخرج لتدخل! وأتذكر أنني منذ أكثر من عقدين من الزمان قمت بزيارة المخرج المبدع داود عبد السيد في بيته القاهري، وسألته عن مرسي ( نور الشريف في فيلم الصعاليك ) ولماذا جعله يخرج من قسم شرطة باب شرق بالاسكندرية وليس من باب السجن! فقال لي بأنه سأل وبحث، فعرف أن السجين يخرج من باب قسم الشرطة الذي اعـْـتُقــِـل فيه!

نور الشريف زاوج السينما بالثقافة، وجعل الفيلمَ رديفاً للكتاب، وكان الحاضرَ الأحْضـَـر، ويختار أفلامه، فإذا أعدَّ قوسه أبعد سهمه الأخيب!
قليل من أعماله من لا تحمل رسالة، مثل الحاج متولي، لكنه يتركك تغضب على المجتمع الذي مــَــتـّوَلَ رغبات الرجال، وتفهم الرسالة من ظهرها!

كل منا سيذوق الموت بطعمه الحُلو والمرّ، لكن مَلــَـك الموت يعود أحيانا من الناحية الأخرى ويرشّ بعضاً من رائحة الراحل على مُحبيه لئلا يغدر بهم النسيان بعد طول الغياب.
كان حنظلة السينما، وقائد كتيبة الإعدام، ولــَـعَنَ زمن حاتم زهران، وصنع تعبيرات وجه الذكر في أعلى صور ( الرغبة ) لمحمد خان!

نور الشريف رحل ولم يرحل، وإذا مثــَّــل، عـَـصَرَ كل امكانياته العبقرية فتسمعه وتشمه وتراه وتحسه كما في مشهد على سطح بيت شقيقته وزوجها الانفتاحي في بورسعيد( سواق الأتوبيس )، وفي ( الغيرة القاتلة ) لعاطف الطيب جعلنا نشعر جميعا أن كل صديق قد تحرقه الغيرة، وتشعله نار الكراهية.
نور الشريف،
قل لي بربك، كيف جمعت كل هذا الحب، أعني كل هؤلاء المحبين؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 أغسطس 2015



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل سوّاق الأتوبيس!
- رسالة عشق لميدان!
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - نور الشريف .. مرة أخرى!