أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج














المزيد.....

سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط حيتان الفساد السياسي
أزمة أم علاج
محمد أبو النواعير
يعتمد المختصين بتعريف مفهوم الأزمة والأزمات, على فكرة مفادها أن الأزمات السياسية تبدأ بالخلاف والتباين بين طرفين أو أكثر – في الحالة العراقية : (بين الشعب والحكومة), ويذهب البعض منهم إلى أن هذا الخلاف قد يتطور إلى صراع إرادات, والصراع إلى مشكلة, وقد تتحول المشكلة بدورها إلى أزمة عاصفة, وفي حالة عجز الأطراف المعنية, من التوصل إلى حل أو قرار بشأنها, فإن الأزمة قد تتحول إلى مجابهة, تبدأ مدنية سلمية لتنتهي مسلحة عنفيه, وإذا دخلت أطراف خارجية , وأجندات مقصودة , قد تتحول المجابهة إلى قتال أو حرب لا تحمد عقباها.
يقاس نضج النظام السياسي ورجال الدولة الذين فيه, من خلال نجاحه في احتواء مثل هذه الأحداث, وتبني حزم إصلاحات واسعة, يحاول من خلالها إصلاح الخلل, وتغيير الوضع المعوج والمنحرف, ومحاربة الفساد وأدواته وأذرعه ومؤسسيه ومافياته.
الأزمة التي يمر بها العراق الآن, سواء أكانت أزمة سياسية أو مالية أو أزمة ثقة, بين المواطن والمسئول (الحكومي والبرلماني والقضائي) تبقى مع ذلك حالها حال بقية الأزمات التي إذا تمكن طرفيها من تفكيكها, وعلاج أشكالياتها علاجا صحيحا , فإنها قد تتجه نحو الحلول الحقيقية, وإن كانت حلول جزئية , لا ترضي الطرفين.
إلا أن المشكلة أكثر تعقيدا, فتراكم الإخفاقات, وتراكم آليات التحايل على القانون, سهلت وفتحت الباب مشرعا, لكل من تسول له نفسه سرقة المال العام, حتى باتت هناك ثقافة قائمة في السلك الإداري, للطبقات البيروقراطية العليا في البلد, وأقصد بها: بيع المناصب! فلكل منصب سعر, ولكل منظومة مناصب جهة معينة تسيطر عليها, والكل سيكون مرتبط بالنتيجة بإدارة عليا للبلد, تغض البصر, بل وتحاول أن تمد أذرعها الأخطبوطية؛ نعم , هذا هو حال العراق, خلال الــ 8 أعوام السابقة من عمر الحكومتين السابقتين.
المشكلة الحقيقية لا تكمن في نفس عملية الفساد, بل الأخطر هي أن هناك عملية تأسييس ممنهج لبيروقراطية وظيفية فاسدة, ضربت بأطنابها في عمق الدولة العراقية, وتشبثت بكل المفاصل, بحيث أصبحت عملية الإصلاح صعبة جدا, وتحتاج إلى نهضة ونكران ذات, وتحتاج إلى قوة مضمونها اجتماعي, متسلحة بعقيدة أو مقبولية شرعية, مع توفر الظروف المناسبة, فكانت المظاهرات الشعبية التي انطلقت من وعي أغلب شرائح الشعب, بأن ما يحصل من الفساد, هو استمرار لعهد الدكتاتوريات السابقة التي أهلكت الحرث والنسل.
توفر الظروف المناسبة لقيام هذه التظاهرات تلخص في: زوال حكم دكتاتوري فاسد, تسلط على رقاب العراقيين خلال 8 أعوام بعد التغيير, ودفع المرجعية الدينية والروحية, والتي تمثل الجانب ألعقيدي والشرعي لأبناء المجتمع العراقي, باتجاه النزول إلى الشارع.
لقد حل العراق خلال عمر الحكومتين السابقتين, في المرتبة الرابعة ضمن الدول العشر الأكثر فسادا في العالم, وفقا لمؤشر الشفافية الدولية, والذي شمل 174 دولة, والغريب في الأمر أن المنظمة, قد عدت هذا الأمر متوقعا في بلدٍ كالعراق, تم حكمه بفوضوية سياسية واقتصادية, مع إجرامية فساد وسرقة! وهذا إن دل على شيء, فإنما يدل على أن المفسدين– وإن أزيح صنمهم- لازالوا يتمتعون بالحرية والحصانة! والتي سهلت تحركهم هذا ضمن جو من التقصير وعدم المهنية الوظيفية, حيث غياب الحسابات الختامية, وضعف الرقابة على المؤسسات والمشاريع؛ وضعهم في خانة التسلط على مقدرات هذا البلد, بلا رقيب أو حسيب ! مما جعل بلدنا يفوز بالمراتب الأولى بالفساد واللامهنية الوظيفية!



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج