أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - شريعة الغاب و الثورة العالمية الثالثة














المزيد.....

شريعة الغاب و الثورة العالمية الثالثة


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نمد أيدينا كعرب نحو الغرب بأغصان الزيتون ، ولكننا نجدهم يطعنونا في ظهورنا بالخناجر ويدمرونا بلادنا في العراق وكل البلاد العربية والإسلامية ، ودائما ما نقول : ليت السلام يسود العالم ، ولكن بعض الأشرار مصممون علي دمار كوكب الأرض ، ومن ثم يحتاج العالم إلي ثورة جديدة لإنقاذ البشرية جمعاء .
فالثورة الصناعية عام 1776 منحت العالم أملا في التطور ، وأتاحت الصناعة كما هائلا من المنتجات الصناعية، ولكن مع بالغ الآسي مثلث الآلة العسكرية حجما كبيرًا من المخرجات الصناعية التي يمكنه تدمير العالم عشرات المرات ، وبدلا من أن تؤدي إلي رفاهية البشر أسفرت عن نمو موجات استعمارية غربية قادتها أوروبا ليتم سلب ، ونهب مقدرات الشعوب ، ولحسن الحظ سقطت الدول الاستعمارية علي حافة الحرب العالمية الأولي والثانية مما أدي لتتحرر الدول من الاستعمار العسكري ، بيد أن الفكر الاستغلالي حول الغزو إلي غزو اقتصادي فأطاحوا بمقدرات الدول النامية ليبقي التسلط كابوسا جاثما علي صدور كل الفقراء.

وجاءت ثورة الاتصالات في مطلع القرن الواحد والعشرين لتؤكد السيطرة العلمية والتكنولوجية الهائلة علي كل مجالات الحياة ؛ بما حول العالم إلي قرية صغيرة ، ورغم هذا النمو الكبير مازال العالم يرضخ ويئن من سيطرة الدول التي تمتلك العلم والمال ، ومازالت الأمور تتحرك وفقا لشريعة الغاب أذن ما هو الحل ؟

ربما يعلق الحالمون بغد مشرق الآمال علي الثورة الأخلاقية والقانونية كثورة ثالثة أو رابعة أيًا كان رقمها كي تنعم كل الأمم بالاستقرار ، وتتجلي صورة تلك الثورة المرتقبة في فكرة العدالة ، ومبدأ سيادة القانون علي المستوي الدولي ، فالثورة القانونية التي يجب أن تتم الدعوة إليها ؛ سوف تقضي علي الحروب ، والطائفية والعنصرية والتطرف ؛ لأن تلك الحروب هي صناعة المتعصبون في كل بقعة من بقاع العالم ، وربما لن يقتنع اليمن المتطرف في الغرب وفي أرجاء أخري بأهمية تلك الثورة القانونية المأمولة إلا بعد أن تزهق مئات الملايين من الأرواح نتيجة الحرب المباشرة أو جرأ الحروب الاقتصادية ، بسبب التصميم علي إفقار الدول الصغرى بالسطو علي مقدراتها .

إن الثورة القانونية أو العدالة حلماً بعيد المنال في ظل الظروف والأفكار الراهنة ؛ ولكنها هي الخلاص الوحيد للبشر علي ظهر هذا الكوكب ، فالنظام العنصري المتبع في مجلس الأمن الدولي يلبي مصالح الدول التي تمتلك حق النقض ( الفيتو ) فقط . ومن هنا تحولت تلك المؤسسة الدولية في عملها إلي صورة من صور العصابات المتطورة التي تحكم العالم في أحيان كثير وفقاً لشريعة الغاب.

لقد ابتكرت الدول الغربية محكمة جرائم الحرب الدولية تحت شعارات حقوق الإنسان ، وهي في الحقيقة شعارات كاذبة ، و يقصد بها أن تفقد بعض الدول السيادة الوطنية علي أرضها فمن السهل أن يتم تمويل مجموعات مسلحة لقلب نظام الحكم هنا أو هناك ، وعندما تتصدي لها الدول تصبح أنظمتها الحاكمة معرضة لتهمة ارتكاب جرائم الحرب ، ويمكن للدول المغرضة الدفع بفوضويين لضرب الاستقرار ، وعندما يتم مواجهة الموجات العشوائية بالعنف تتعرض الحكومات لنفس التهمة ، و هو ما يعني أن الصراع الاستعماري وجد منفذ أقوي يمكنه من تحطيم الاستقرار داخل الشعوب من أجل ضمان السيطرة الاقتصادية ، ولا يوجد مانع من محاكمة طاغية هنا أو هناك لحبك التمثلية .

ومن عجائب الأمور أن الدول التي رفضت التصديق علي ميثاق محكمة جرائم الحرب الدولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تحيل بعض قادة الدول التي تختلف مع سياستها لهذه المحكمة عبر بوابة الأمم المتحدة التي تعمل وفقا لقانون الغابة .

أن الثورة التي يمكن أن تغير العالم وتقضي علي أمراض التطرف ، وأوهام السيطرة ، والاستغلال هي تحول النظام العالمي نحو مبدأ سيادة القانون و العدالة لتحكم العالم النظم القانونية ، وفقا لنظرية قانونية جديدة من خلال محكمة العدل الدولية بعد إصلاحها لتكون رمزا للعدالة .

وفي عالمنا العربي كمثال لم تكن دعوة التصدي لإسرائيل لأزالتها من الوجود كفكر استراتيجي إلا في إطار حق الرد لتفكيك القدرات العسكرية دون التنكيل بالبشر والأطفال والنساء إيمانا بوحدة الأصل الإنساني ، ويأسًا من غياب العدالة ؛ نتيجة تعمد وإصرار الدول الكبرى علي استنزاف ونهب العالم العربي والبشرية جمعاء من خلف الترسانات النووية ، وهل سيكون حتميا أن تراق شالات من الدماء كي يتم ردع اليمن المتطرف في ربوع هذا العالم حتى يتحرك نحو العدالة مع مولد الثورة القانونية؟

وما هي قيمة العلوم الإنسانية إن لم تؤثر في سلوك البشر وتنزع كل بؤر الشر والعدوان ، ربما يري البعض أن هذا الطرح مجرد شطحات من نسج الخيال ؟ في ظل عالم يحكمه الأقوياء دون منازع ؟ ، فقط دعونا نحلم فحلاوة الحلم ربما تمنحنا بعض اللحظات السعيدة قبل أن نعود لمرارة الواقع من جديد .

(من كتاب صلاح شعير ، الطائفية والتقسيم ، الهيئة العامة للكتاب ، مصر ، 2015)



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور التعليم بالعالم العربي أكبر معضلة تهدد مستقبل النمو ال ...
- إحياء المسرح المصري
- جبهة الصمود والتصدي واليمن التعيس
- الاستخدام الأمريكي للصورة في الميديا والإعلام
- الغرب والفخ الإيراني السعودي
- أزمة البروتين العربي و الثروة السمكية
- سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم
- حُلم التكامل الاقتصادي بالعالم العربي
- العدو الأول لمصر
- المسرح والحرية
- غلق قنوات القمار الفضائي مسئولية الحكومات العربية
- أدب الخيال العلمي والفتيان
- صناعة المستقبل تحتم ضرورة الاهتمام بالطفل
- الدراما المصرية والفساد السياسي
- صاحبة الجلالة و الأقزام
- مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان
- الطائفية والتقسيم وأخطار الصراع الطائفي علي مصر والعالم العر ...
- أخطار انهيار السد العالي وسبل إنقاذ مصر
- كل البشر أمام رهبة الموت سواء
- وزير العدل بمصر يؤسس للطائفية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - شريعة الغاب و الثورة العالمية الثالثة