مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 22:53
المحور:
الادب والفن
العاطل الثائر ............... مهند طالب الدراجي
قصة قصيرة (تجربة قصصية )
كانوا في مقهى رصيف شارع المتنبي , واحد واثنان وثلاثة أو اربعة على الطاولات . كانوا يشربون الشاي أو القهوة ويتبادلون الأحاديث أو يحدقون في المدى نحو الناس , يشكون ظروف الوطن , كان الصباح هادئاً , أليفاً, والمارة تجيء وتروح كان حسين يقرأ جريدة ومحمد يتحدث عن اخفاقته في ايجاد عمل وعمر يتحدث عن الحب والمال في بغداد , واحمد يروي قصة خلافه مع صاحب الدكان الذي يشتغل فيه و . . . و . . . وفجأة , وعلى الطاولة المجاورة قام شاب وبدأ يصرخ :(( يا ناس .... يا عالم .... أنا شاب .... انا شاب ... لماذا لا اجد عملاً ؟ ... انا على استعداد لأن اعمل اي شيء انني جائع .. أنا جائع ... انا سأشحذ ... اعطوني رغيفاً , اليس هناك إله .... رب ؟! اذا كان هناك إله فلماذا اجوع ؟ منذ اسبوع وهم يطردونني . . انا على استعداد لان اعمل اي عمل .... منذ اسبوع وهم يطردونني من ابواب المحلات واماكن تجمع العمال , يا ناس ليس معي ثمن سندويشة فلافل ... يلعن كل البشر ... كل الناس ... يلعن .. انا لا استطيع الحياة بعد الان ... سأنتحر .. سأقتل نفسي ... سأ....))
ما من أحد رد على الشاب . كانوا يراقبونه صامتين , وربما مدركين انه شتم كل الناس ليجد من يشتبك معه , ولكن الشاب أخرج من جيبه موساً وشهره :(( سأنتحر أمامكم ... الأن أمامكم .... سأضرب نفسي بالسكين ..))
ما من أحد تحرك , يبدو انه ما من احد اقتنع ان الشاب يجرؤ على ان يفعلها , لكنه فعلها , وانهال ضربا بالسكين على شريان يده , عند المعصم .
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟