محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 13:00
المحور:
الادب والفن
مساء آخر يأتي، والمدينة تنتبه في اللحظة الأخيرة إلى موعد الإغلاق. بائع الأسماك، يخبّئ في ثلاّجة لها باب سميك، ما تبقّى لديه من صيد البحر الذي لم تصده يداه (من بحر يافا تأتيه الأسماك). يشطف بلاط الحانوت بالماء والصابون. والماء الذي يحمل معه أخلاطاً وروائح، يسيل في مجرى خاصّ.
والمدينة تخلو مع مرور الوقت من الناس. تجّارها يغلقون أبواب حوانيتهم ويهرعون إلى بيوتهم، ولا يتلفّتون إلى الوراء، كيلا تصدمهم مفاجأة ما.
والمدينة، من باب العامود حتى باب الأسباط، ومن باب الساهرة حتى الباب الجديد، تنام ليلها المحفوف بالأسى، وفي أسواقها المسقوفة وغير المسقوفة ليس هناك إلا هواء مشرّد، وصدى خطوات الجنود.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟