كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 19:24
المحور:
الادب والفن
أَيُّــكُــمَــا أبْهَــى
فِي دِمَـــاءِ العَـــاشِقَــاتِ؟
أَيُّــكُمَـــا أشْفَـــى
لِــقُلُــوبٍ شَــفَّــهَـــا الشَّــوْقُ
فَــتَــهَــاوَتْ كَفُتَــاتِ الذِّكْرَيَـــاتِ؟
لَيْسَ هُــنَــاكَ عِقَــابٌ للأقْمَـــارِ
أقْسَـــى مِــنْ قَــبْوِ المِرْآةِ،
أنْتَ، يَــا حَــادِيَ وَحْشِيِّ الأَحْلاَمِ،
لَمْ يَـــكُنْ زَرْعُكَ فِي البِــئْرِ
غَــيْرَ تَغْرِيرٍ بِالأَمْطَـــارِ
كَــانَ أبْنَـــاءُ أَبِيكَ العِبْرِي
خَــبِرُوا مَــا يُــدْنِيهِ العِشْقُ،
لِــمَ لَــمْ يُــعْــلُوكَ بَــدِيلاً عَنِ الأَنْعَــامِ
وَرَمَــــادًا فِي رَحَى التَّـــوْرَاةِ؟
رَمْيَـــةَ نَــرْدٍ كُنْتَ،
عَــلَّكَ تَــغْرَقُ قُــرْبَــانًــا لِعُــرَى السَّنَــابِلِ
تَشْـــتَـــهِي نَشْوَةَ نِرْسِيسَ السَّــابِلِ
فَــتُــضِيءَ، مَــا دُمْتَ،
أُغْنِيَـــةَ الرُّعَـــاةِ؛
"يَـــا أَبَــانَــا، يُوسُفُ سَيْفُ
مِنْ بُـــرٍّ وَدُمُــــوع
ذَرْهُ والغَــمْرَ فِي الجُبِّ
يَــأْتِكَ مِنْ أيْكِ بُصْرَى طَيْفُ ! "
أَتُــرَاهُ كَــيْــــدُ السَّـــمَـــاءِ
أنْ طَمَــرُوا حُسْنَكَ فِي طَويَّــة
أمْ هُــجُــودُ النِّـــسَــاءِ؟
أمْ غُبَــارٌ مِنْ نَزِيفِ الوَجْــدِ؟
"يَــا أبَــانَــا، صَعَقَتْهُ سُمْرَتُهُ الشَّهِيَّة
وأذَابَــــتْ مِنْهُ الضُّلُوع
حَـــتَّى رَقَّتْ لَهُ قَــافِلَةُ الأَنْسَـــامِ
وعَـــرُوسُ الذِّئْــبِ".
كُنْتَ وَجْـــدًا
صِرْتَ عَبْــدًا
أُبْتَ مَــجْدًا
تِــــلْكَ نَـــافِــذَةُ الرِّيــحِ،
أيُّـــكُمَـــا أشْقَـــى
أَنْتَ وقَــدْ مُــزِّقْتَ
بِرَحِيــقِ الحُبِّ
أمْ هُوَ فَــوْقَ ضِفَــافِ الرُّوحِ
يُــطْــعَنُ فِي كُــلِّ فَــجْرِ؟
قُــلْ، كَيْ يَـخْبِــزَ عَزْمُ الأُمَّهَــاتِ
جِسْــرًا دُونَ رَيْبِ،
دَلَّـــهَتْنَــا الأرْضُ فَــأَنْشَـــبْنَـــا
فِي ثَــرَاهَـــا كِبْرِيتَ الأُمْنِيَــاتِ،
وَفَـــرِحْنَــا بِصَــدَانَــا وشُرِحْنَــا
مَــا كُنَّــا نَـــدْرِي
أنَّهَــا فِي غَيْرَتِهَــــا كالوَرْدِ،
يُوسُفُ، هَلْ أَخْطَــأْنَــا
حِينَ حَــاكَيْنَــا حُصُونَ الطَّلْحِ؟
قُلْ يَــا مَنْ صَقَــلَتْكَ الآبَــارُ
كَيْفَ نَـــقِي وَطَــنَ الأرْحَــامِ
مِــنْ شَـــبَقٍ يَــشْــحَذُهُ الغَــارُ
وأسَـــاطِيـــلُ البُــــحَيْــرَاتِ؟
قُـــلْ،
فَـــيَــهُــوذَا يَنْحَتُ دُمْيَــتَــهُ الوَفِيَّة
لِصَــلِيبِ النَّــرْجِسِ والسِّــنَّــمَــار...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟