الحل: خرافة وجود شعب يهودي 6/6

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 06:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شيخ اليمين الإسرائيلي، Jabotinski, كتب: "إنه من المستحيل جسديا لليهودي الذي ينحدر من عدة أجيال من الذهب الخالص ومن الدم اليهودي النقي اعتماد الحالة العقلية للألماني أو الفرنسي، تماما كما أنه من المستحيل للزنجي ان يتوقف عن أن يكون زنجيا".

يشير ساند انه ليس امرا كوميديا ان تقوم الدولة بمنع الزواج بين "اليهودي" و "غير اليهودي". إسرائيل هي "الدولة التي وظيفتها ليست تحقيق المساواة والديموقراطية, وانما وظيفتها هي خدمة اثنية بيولوجية دينية وهمية تماما من الناحية التاريخية، التي تتجسد بهيئة ديناميكية حَصرية وتمييزية في مظهرها السياسي." ربع سكان "إسرائيل الحقيقية" يتكون من الفلسطينيين غير اليهود والروس الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية, ولكنهم ليسوا مواطنين. تميز اسرائيل ضد الفلسطينيين اجتماعيا وتربويا واقتصاديا، الأمر الذي يؤدي بساند للتخوف من خلق "كوسوفو في الجليل". لا يملك السكان الفلسطينيون في القدس المحتلة الجنسية الإسرائيلية, وهم ليسوا مواطنين، ولكنهم يمتلكون تصاريح الإقامة التي كثيرا ما يتم إبطال مفعولها. لم تضم إسرائيل, رسميا, الضفة الغربية بسبب وجود عدد كبير جدا من الفلسطينيين هناك. بدلا من ذلك تأمل اسرائيل في الحفاظ على الأرض واحتواء الفلسطينيين في مدن مغلقة. إذا تصرف القاطنون بشكل مناسب, فانهم سيتمتعون باستقلالية متدنية وبالحق المشكوك فيه لمحاربة قوى المقاومة الخاصة بهم. اما إذا اساؤا التصرف فانهم سيلتحقون بتجربة السجن الساحقة في غزة.

واليهود هم ضحايا أيضا. كما ان الصهيونية تقمع التعبير الوطني الفلسطيني، تنفي هي ايضا بالتمام وجود مواطَنة-قومية إسرائيلية على وجه التحديد. تساوي الصهيونية بين اليهودية والقومية بالمطلق. ولكن ماذا عن الشباب في تل أبيب الذين ليسوا مؤمنين، الذين لا يجمعهم اي جامع مع اليهود في نيويورك أو موسكو، والذين هم إسرائيليون لأنهم ولدوا في فلسطين ونشأوا فيها وتناولوا الفلافل؟ ترفض الصهيونية أن تراهم.

يعتقد ساند ان العلاج المثالي سيكون دولة ديمقراطية ثنائية القومية بين البحر المتوسط ​-;-ونهر الأردن. إذا تعذر ذلك، فإنه ينصح بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، وباتباع, داخل إسرائيل، "سياسة التعددية الثقافية الديمقراطية ... وأن يٌمنح الفلسطينيون الإسرائيليون ليس المساواة الكاملة فقط, وانما أيضا حكما ذاتيا حقيقيا وثابتا."

ويعترف ساند أيضا بتشاؤمه. تواصل الولايات المتحدة تمويل اسرائيل وتسليحها, بالرغم من تسارع وتيرة العربدة الإسرائيلية. ان أقلية صغيرة فقط من اليهود الاسرائيليين مهيئة, في غياب الضغط الخارجي، لنقل بلدها إلى مرحلة ما بعد الصهيونية. سيتطلب الانتقال من هذه الحالة المزرية الى المستقبل المنشود, حسب ساند, عملا من أعمال الخيال لا يقل جرأة عن ذلك الذي غير جذريا الماضي اليهودي. "إذا كان تاريخ البلاد أساسا هو حلم"، مختتما ساند كلامه، "لماذا لا تَبدأ في الحلم من جديد بمستقبلها، قبل أن يصبح الحلم كابوسا؟"

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات