حيدر كامل
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 12:40
المحور:
الادب والفن
لا لن نغفر ... رسالة اخرى الى البرلمان العراقي
ليس هنالك من متعظٍ ..
بالجرذِ البعثيِّ الأكبرْ.
والنمرِ الورقيِّ العنترْ.
فرَّ فرار العبدِ ذليلاً وتخلى عن زيّ القيصرْ.
وتوسد نفقاً لم يَرفعْ ..
سيفاً خشبياً ..
أو خنجرْ.
كم هدد ..
أرعد .. كم شمَّرْ.
وتوعد بالويلِ فأمسى ..
خبراً من ماءٍ ..
وتبخرْ.
لا لن نغفرْ.
لا لن نغفرْ.
فالشبهُ كبيرٌ ومطوَّرْ.
فالهالكُ طاغيةٌ ..
وهنا ..
مجتمعُ شياطينٍ أخطرْ.
لا لن نغفرْ.
لا لن نغفرْ.
انْ كنت شريفاً علوياً ..
أو وطنياً ..
أو ثورياً ..
أو أممياً ..
أو حتى هندياً أحمرْ.
إكشفْ أوراقك في المحضرْ.
واحصرْ ..
اموالك في دفترْ.
ثم اشرح صدرك تواباً ..
علَّ الشعب الثائر يغفرْ.
لا لن يغفرْ.
لا لن يغفرْ.
قُرَّاءُ الكوفةِ لم يبقَ في الدنيا شيطانٌ أزعرْ.
وسفيهٌ ..
مرتدٌ أبترْ.
إلا وتطوع تلميذاً ..
وتعلَّق فيكم مبهوراً ..
وتجَّهز للدرسِ .. وكبَّرْ.
وتسمَّر كالطفلِ بريئاً ..
فالأستاذُ خبيرٌ ..
أعورْ.
لا لن نغفرْ.
لا لن نغفرْ.
صرنا شعبَ النفطِ الأفقرْ.
صرنا مثلَ الدنيا الأشهرْ.
نأكلُ رملاً ..
نشربُ خلاً ..
ونعيشُ بسجنٍ أو مخفرْ.
نمرضُ سِلاً ..
نكتمُ ضغطاً مرتفعاً ونعاني السكرْ.
نسكنُ قناً ..
أو اسطبلاً ..
أو نُرمى ابداً في المحجرْ.
لا لن نغفرْ.
لا لن نغفرْ.
كان الحشدُ جهاداً أصغرْ.
أما جهادُ الظلمِ الأكبرْ.
سيكونُ طويلاً ..
كالمحشرْ.
وعظيماً كالجوعِ الكافرِ ..
وقبيحاً ..
كالزمنِ الأغبرْ.
وسريعاً كالسيلِ الجارفِ ..
ومريراً ..
كعقابِ العسكرْ.
وكئيباً كوجوه رجالٍ ..
تنتظرُ قروناً في (المسطرْ.)*
وحزيناً ..
كدموعِ نساءٍ ..
تلد الحلم كموتٍ أحمرْ.
وثقيلاً كقتالِ هريرٍ* ..
في صفين فأين المعبرْ.
المفتي فيه أبو ذرٍ والضاربُ بالسيفِ الأشترْ.
لا لن نغفرْ.
لا لن نغفرْ.
حيدر كامل
*المسطر: مكان تجمع عمال الأجر اليومي.
*الهرير: اشارة الى ليلة الهرير في معركة صفين.
#حيدر_كامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟