أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة الحفناوى - السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية














المزيد.....

السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل قرأ أى مسئول حكومى أو حلل المشهد السياسى للوضع الداخلى والإقليمى والدولى؟ هل قرأ تجارب بلدان العالم والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى دول العالم الثالث وكيفية صعود بعض هذه الدول إلى مصاف الدول الكبرى، بل وتحقيق بعضها التقدم الاقتصادى، والذى جعلها بين أقوى عشر دول اقتصاديا فى العالم مثل البرازيل والهند والصين؟
هل درس أى مسئول حكومى كيف أن السياسات السابقة للنظم اليمينية المنحازة لليمين الرأسمالى الفاسد فى دول أمريكا الجنوبية، ومنها البرازيل وفنزويلا والأرجنتين، تلك السياسات التابعة للدول الرأسمالية المتوحشة المعسكرة وعلى رأسها أمريكا أدت إلى فساد مالى وإدارى بالبلاد، وأدت إلى تركز السلطة ورأس المال فى يد قلة احتكارية فاسدة، مما زاد من الفجوة بين هذه القلة وبين الطبقات الشعبية التى كان نصيبها الفقر والبطالة والأمية؟
هل قرأ أى مسئول حكومى نتائج اعتماد هذه الدول على الاقتراض من صندوق النقد الدولى بقروض مشروطة بالتقشف وتقليل ميزانيات الصحة والتعليم والخدمات، مما أدى إلى ارتفاع الديون الخارجية وهدد البلاد بمزيد من التبعية والإفلاس؟ وها هى اليونان تخضع الآن أمام أعيننا للتقشف الشديد وخصخصة الأصول الوطنية سدادا للديون الحكومية؟
هل قرأ أو درس أى مسئول تجربة البرازيل بعد مجيئ لولا دا سيلفا للحكم عام 2002، حيث أجرى تحقيقات جادة ضد الفساد الذى نمى واستفحل فى عهد الديكتاتوريات الرجعية، وانتهت تلك التحقيقات بصدور أحكام بالسجن وعقاب الفاسدين ناهبى المال العام؟
وينبغى هنا التوقف لنشير إلى حكومة الدكتور إبراهيم محلب وإصدارها لقوانين وقرارات بالمصالحة مع الفاسدين. هل تعمق أى مسئول فى دراسة تجربة البرازيل التى قامت على رفض مزيد من القروض وانتهجت سياسات قامت على رأسمالية الدولة وتعبئة الموارد الذاتية ووضع خطة تنمية إنتاجية شاملة أدت إلى الخروج من الأزمة وسداد الديون الخارجية، والتى بلغت فى ذلك الوقت 200 مليار دولار، كما طبق لولا دا سيلفا سياسات كانت الدولة فيها مراقبا لحركة رأس المال فى إطار من الشفافية ومراعاة الأبعاد الاجتماعية بالرغم من محاولة اليمين الرأسمالى الاحتكارى زعزعة استقرار البلاد والوصول إلى البرلمان وتعطيل الموافقة على القوانين الصادرة لصالح أغلبية الشعب وصالح بناء البلاد.
هل قرأ أى مسئول حكومى ودرس تجربة فنزويلا وتصدى هوجو شافيز لكل مؤامرات اليمين الداخلى التابع والمدعوم من الإمبريالية الأمريكية، التى حاولت بشتى الطرق الانقلاب على حكم شافيز بتحريك الجماعات اليمينية ودعمها بالمال ووسائل الإعلام؟
ورغم ذلك لم تستطع، لأن الشعب وقف بشدة مع شافيز الذى انحاز لمصالح الطبقات الشعبية الفقيرة. وجاء بعد وفاته نيقولاس مادورو، والذى وقفت وراءه الطبقات الشعبية وانتخبته رئيسا للبلاد فى مواجهة محاولات عودة اليمين الرأسمالى بالوسائل المتعددة.
أعتقد أن الحكومات المصرية المتعاقبة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن مازالت تنتهج من حيث الأساس سياسات نظام الرئيس المخلوع مبارك، والتى أدت نتائجها إلى ثورة يناير ثم استكمالها فى ثورة يونيو. إن سياسات الحكومة الحالية مازالت تعتمد على الاقتراض من الخارج رغم أن شروط هذه القروض كما نعرف هى تقليل الإنفاق الحكومى على الصحة والتعليم، وأن تلك القروض تؤدى إلى مزيد من الديون على الأجيال الحالية والأجيال القادمة، وأن هذه الحكومة لا تعمل على تعبئة الموارد الداخلية. تلك السياسات التى تضع سياساتنا الاقتصادية الداخلية تحت رحمة الدائنين من الدول والمؤسسات المالية الكبرى وتفقدنا استقلال الإرادة الوطنية.
إن الحكومة الحالية تنحاز وبجدارة إلى فئة الرأسماليين الاحتكاريين الذين يتحكمون فى الإنتاج والتصدير والاستيراد وتحديد أسعار منتجاتهم بشكل احتكارى وأرباح خرافية تصل إلى 300% فى سلع مثل الأسمنت والحديد والسماد والسيراميك، ومافيا الاستيراد تعتمد على عدد قليل من رجال الأعمال يتحكم فى استيراد السلع الأساسية، ومنها القمح والقطن واللحوم و الدواجن، مما يهدد الصناعات الوطنية ويهدد الزراعة المصرية ووضع الفلاح المصرى. هذا غير السياسة المرتعشة والبطيئة فى مواجهة الفساد والفاسدين فى المؤسسات الحكومية، واستمرار اللوائح والقوانين التى تم وضعها فى عهد نظام الفساد، تلك السياسات التى تؤدى إلى الاستيلاء على المال العام وإهداره بغير حساب، بجانب القوانين التى تم وضعها أخيرا كما أوضحنا فى مقالات سابقة (قوانين تحصين الفساد فى عقود الدولة، وقوانين المصالحة مع ناهبى المال العام عن طريق تشكيل لجنة من الخبراء يعينها رئيس الوزراء يكون قرارها ملزما للسلطة القضائية فى سابقة لم تحدث فى عالمنا فى أى مكان).
وينص قانون الاستثمار على حق رئيس ومجلس الوزراء فى إعطاء امتيازات واسعة تشمل تمليك الأراضى للمستثمرين مجانا، ورد تكلفة إنشاء المرافق لهم وإعفائهم من الضرائب وغيرها. إن السياسات الحكومية الحالية تؤدى إلى مزيد من التبعية على حساب استقلال الإرادة الوطنية التى نادى بها الشعب المصرى فى ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013.



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الانتخابات رايحين نازلين بالملايين
- الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية
- عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
- إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
- فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
- آن الأوان يامصرى للمشاركة
- من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل
- الشباب وتخوفات مشروعة
- 25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
- من شعب مصر إلى الرئيس القادم
- كيف ولماذا تصدرت النساء المشهد
- الدستور والحق فى الصحة والتعليم
- فلنستعد جميعا لتحسين أحوال الشعب والقضاء على الإرهاب 2-2
- من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة الحفناوى - السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية