أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة














المزيد.....

المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصر النظام التركي على ان تشكيل منطقة امنة في شمال سوريا بات وشيكا و انها مسالة وقت ليس الا و الا انهم باشروا و بدئوا بانشاء مثل هذه المنطقة و كما يزعمون على الارض ايضا و تحضروا لها بشكل متكامل . نست تركيا او تريد ان تتناسى بانها لن تتمكن من تامين مثل هذا الهدف بسهولة لان هذه منطقة شاسعة و كبيرة يحوي من يعتبرها ارضها و لا يمكن تعديها الا على جثثهم و هي غير مؤمنة لحد اليوم، و منطقة كبيرة منها تحت رحمة قوات حزب ( بة ية دة ) فكيف بها ان تنجح في تامين منطقة في غير دولة و اجزاء كبيرة من اراضي دولتها من كوردستان الشمالية تحت رحمة الحزب العمال الكوردستاني .
هناك تصريحات متناقضة من قبل امريكا حول هذه المنطقة المزعومة، بينما ينفي بعض المسؤلين ما تكرره الاتراك و انما يتحفظ الاخرون على ما نسمعه من انقرة . مهما كانت فحوى الاتفاقية التركية الامريكية حول سوريا و تغيير موقف تركيا مجبرة حول داعش لاغراض و اهداف ليس لها صلة بداعش ذاته، اي ما فرض نفسه على السياسة الجديدة في تركيا هو وضعه الداخلي و تغيير المعادلات بعد الانتخابات، و عليه امريكا اعلم من غيرها بهذا، و هي اعلم ايضا بما قامت به الكورد في سوريا الذي لم و لن يتمكن احد من فعله في اي مكان كان . لهذا ليس بمقدور امريكا و تركيا ان تفعلا ما تشاءان وفق مصالح ضيقة غير معتبرين لما تحويه ارض سوريا و كوردستانها من الالغام السياسية و التنظيمات التي لا يمكن ان تلافيها او تجنبها في تحقيق هدف يخصهم قبل غيرهم و هو بناء منطقة امنة بعيدا عن امنهم و ضمان مستقبلهم السياسي . و من المنتظر ان تتم عملية عسكرية امريكية تركية مشتركة لتشكيل هذه المنطقة و اخراج من على الارض كان من داعش او الكورد ليحل محلهم القوى المعارضة المعتدلة غير ابهين بما يكون عليه الموقف سواء من قبل الكورد او داعش ، و لكنهم يعلمون ايضا بانه يمكن ان يبرز اكبر سد امام هذه الخطة و هو منع ما يهدفون من قبل الكورد قبل غيرهم لانهم يشعرون بانهم المستهدفون قبل اي شيء اخر . اي لا يمكن ان يتم احتلال منطقة كوردية اكثرية سكانها من الكورد من قبل اتراك و احلال بديل عنهم بقوة السلاح . الهدف الرئيسي لتركيا ليس المباشرة بتامين منطقة للنازحين بقدر منع الكورد من بناء منطقتهم الامنة بنفسهم، و منع تكاملهم الجغرافي السياسي . ان العمق خمسين كيلومترا و بطول مئة و اربعين كيلومترا سيكون صعبا المحافظة عليها و دون مساعدة الكورد او عند معارضتهم على الاقل، لا يمكن بقوة تركية ان تؤمن منطقة دون تضحيات كبيرة لا تتحملها الداخل التركي و خصوصا انه على شفا الاشتعال و الاضطراب .
من جانب اخر فان الموقف الروسي مخيب لامال تركيا بعدما سمع السفير التركي اقوى موقف من بوتين حول ما تنويه تركيا في شمال سوريا و عليه يجب ان تنتظر تركيا و امريكا ما تستجد على الساحة السورية بدوافع روسية و تخطيط داخلي و اقليمي، و ما تلقته القوات الرمزية المدربة من ضربة قاضمة من قبل جبهة النصرة كانت مخيبة لامال تركيا وامريكا و لم ينجو منهم الا قليلين و هم محتمون ايضا من قبل الكور في عفرين، و عليه ان تنتظر تركيا و امريكا مواقف مشابهة مستقبلا عند مباشرة تحقيق اتفاقيتهم حول مصير سوريا و داعش في المستقبل القريب . مهما كانت القوة التي تمتلكها تركيا و امريكا و يمكن ان تشتركان بها في تحقيق مهامهم الا انهما لا يمكن ان ينجحا لاسباب موجودة على الارض و يجب ان يتعضا من ما حدث لامريكا في المناطق السنية العراقية و مع ذلك انها التي لم تكن فيها التنظيمات العلنية كما هو الان في سوريا و بهذه القوة و مدعومة من جهات عديدة . فان هدف تركيا و امريكا هو بناء كيان اخواني في شمال سوريا و هذا لا يتفق مع اي التنظيمات الليبرالية كانت ام الاسلامية و هذا هدف يكفي بان ننتظر فشل ما تقدم عليه البلدان في سوريا و ما تنويان فعله على الارض . فان الكورد لا يمكن ان يتنازلوا عن حقوقهم المعروفة من اجل عين تركيا و مشاركتها في محاربة داعش، و عليه يمكنهم اي الكورد ان يتحالفوا مع اي كان في اية جبهة من اجل الحفاظ على مكانتهم و منع تركيا من تحقيق هدفها الر ئيسي وهو منعهم من تثبيت كيانهم . فهناك موقف روسي مساعد يمكن ان يفكر الكورد في تغيير اتجاه تحركاته السياسية ان اراد تحقيق هدفه الرئيسي المحق فيه . لذا يمكننا ان نقول بان حلم منطقة امنة لا يمكن تحقيقه مهما حاولت تركيا قبل امريكا بهذا الشكل النظري الذي خططتا له قبل ان يدرسوا الواقع بشكل جيد . صحيح انهما على تواصل مستمر منذ اكثر من تسعة اشهر للتقارب في وجهات النظر حول ما يمكنهما عمله في سوريا الا ان التوصل الى ما تنويانه اليوم كان على اساس نابع من دوافع داخلية تركية و ليس قراءة صحيحة للواقع السوري الموجود و بعيدا عن دراسة معمقة للواقع بكل تفاصيله . و عليه :
سوف تكون هناك اعتراضات داخلية من قبل القوى الاسلامية المشتددة من جهة و الحكومة السورية و حلفائها ايران و روسيا بشكل خاص اضافة الى الكورد الذي يمكن ان تُضرب مصالحهم من قبل تركيا قبل اي احد اخر، لذا لا يمكن ان تؤمن البلدان تركيا و امريكا مساحة واسعة و بهذا العمق دون صعوبات و كما اعلنتا عنها بانهما تحاولان تامينه باي شكل كان . يمكن ان نرى تحالفات مغايرة لما موجودة اليوم و يمكن ان تنتقل قوى الى مواقع مغايرة كما كانت عليها لحد هذا اليوم من حيث المواقف السياسية والعسكرية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما يدير السياسة جيدا العلم ام الدين
- تركيا ليست في موقع تطلب نزع السلاح الكوردستاني
- ارجوا ان اكون مخطئا
- قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان
- راي و موقف حول علمانية الدستور في اقليم كوردستان
- هل يتالق الكورد في فن الحروب فقط ؟
- تراجع الواقع الاجتماعي في اقليم كوردستان
- اشترى الدين الديموقراطية في العراق
- تركيا بين العقد الداخلية و الخارجية
- هل اللاوعي العربي مليء بالعنف ؟
- مع الماضي او الحاضر ام الاهم هو التجديد الدائم
- متى ينتهي شغف الكتابة ؟
- متى تتراجع الدخلاء في العراق ؟
- السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة
- مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي
- الشتيمة و اشعال الفتنة في العراق
- كيف يجب ان تتعامل الحكومة الفدرالية العراقية مع نوايا استقلا ...
- متى نصل للمرحلة الانسانية في شرق الاوسط ؟
- يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة
- ايهما الاَولى النضال القومي ام الطبقي في كوردستان


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة