أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - جريمة صهيونية نكراء














المزيد.....

جريمة صهيونية نكراء


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت بعض القنوات التلفزيونية العربية والعالمية خبراً مأساوياً كل المأساوية ومحزناً كل الحزن، ويتحدد في أن طفلاً صغيراً جرى حرقه في بيته الكائن قرب نابلس بالضفة الغربية بفلسطين، وذلك على أيدي مستوطنين يهود يحملون كل أثقال الأيديولوجيا العرقية الإجرامية، إنه حقاً لحادث يُضني القلب ويستفز طاقات البشر. وفي هذه الحال يتساءل المرء عما إذا كان هذا الحدث وأمثاله ما زال محتملاً وراهناً، وينكفئ المرء على نفسه، ليفكر فيما إذا كان ذلك وحيد عصره وحادثاً لا يتكرر مثله في زمننا، ليجد نفسه أمام سؤال تضعه الإجابة عنه أمام أكثر الأحداث وحشية وبربرية وهي تلك التي يعيشها وطنه العربي في مرحلتنا المعيشة وفي ما يقارب نصف أقطاره تقريباً.

وفي الحدث القائم علمنا أن الرئيس الفلسطيني رفع هذا الفعل الشائن إلى محكمة الجنايات الدولية بهدف إدانته دولياً والاقتصاص من فعلته الصهاينة الذين يلتقون بإجرامهم الهائل مع كل القوى الإرهابية التي عرفها ويعرفها العالم أجمع. وإنه لشديد الوقع والخطورة الوجودية أن يجد المرء نفسه في الحادث المذكور وأمثاله أمام معالم تسونامي جديد، قد يُطيح بالأخضر واليابس على مستوى العالم كله، إلا أن العار الأعظم سيلف مقترفي العنف من كل شكل ولون، متسائلاً: من أنتم وإلى أين؟



ولعل الخصوصية الجديدة في ذلك تكمن في التقاء فظيع فريد تكمن بين ما أعلن عنه، في حينه، المفكر النهضوي نجيب عازوري في كتابه «يقظة الأمة العربية»، حين كتب: إن ظاهرتين مهمتين متشابهتي الطبيعة بيد أنهما متعارضتان.. أعني: يقظة الأمة العربية، وجهود اليهود الآتين -الصهاينة- كمحتلين ومستوطنين.. ومصير هاتين الحركتين أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى.

وإذا كان ذلك صحيحاً حتى مرحلتنا هذه، إلا أن معطيات جديدة قد ظهرت في العالم العربي، بحيث إن كلامنا ذلك، وإن ظل محتفظاً بكثير من مصداقيته، إلا أن عوامل أخرى جديدة دخلت عليه في بنية الواقع العربي الراهن. أما أهم تلك المعطيات فقد تمثل في تحول معظم العالم العربي إلى أراضٍ خصيبة لما يطلق عليه «الدولة الشمولية» وتأتي هذه الأخيرة بمثابة «سلطة» شمولية جديدة في البلد العربي الواحد، تسعى إلى إفساد من لم يُفسد بعد من القوى السياسية والمنظمات المدنية وغيرها بحيث يتحول الجميع إلى مُفسدين تحت الطلب، أي تحت القبضة الشمولية القائمة، والتي أنيطت بها مهمتان كبريان: أما أولى هاتين فتتمثل في تدمير كل مظاهر الدعوة إلى مشروع عربي تحديثي ديمقراطي منذ سقوط الطبقات الوسطى والمشاريع الوطنية في مرحلة «الدعوة إلى التحرر العربي الجديد» وهيمنة سلطات شمولية هنا وهناك، مع قوانين طوارئ جديدة قاطعة! وتأتي المهمة الثانية لتتمثل في ضرب الهبَّات أو المحاولات الجديدة أو الانتفاضات الشعبية في عدد من البلدان في العالم العربي ضمن التصدي لـ«ربيع عربي» يستمد مرجعياته من الخارج.

وفي هذه الحال التي غدت معقدة ومركبة وخطرة في مساراتها، راح أولئك القيمون على تدمير سوريا عبر يافطات طائفية وإثنية وعرقية.. إلخ، يتابعون في طريق التدمير، بحيث إن قتل الطفل الفلسطيني الحبيب أصبح حدثاً يفكر الاحتلال في إمكانية مروره لانشغال الإعلام في مخاضات فوضى «الربيع العربي»، والعودة إلى عهد الساحات المفتوحة أمام «القَسَم» بأن «ربيعاً أو مستقبلاً عربياً جديداً» لن يكون أبداً ممكناً، طالما أن أبديات التاريخ لن تُطيح بهم ولن تُفضي بهم إلى «مزابل التاريخ».



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - جريمة صهيونية نكراء