أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى تاج - بين العبودية والحرية،أين نحن؟














المزيد.....


بين العبودية والحرية،أين نحن؟


مصطفى تاج

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 20:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"إن كان التحرر يعني شيئا،فهو الحق في آن تقول للناس ما لا يودون سماعه" - جورج اورويل

طوال تاريخنا المجيد،كان دأبنا النظر إلى الوراء نظرة التمجيد والتعظيم،وإلى الحاضر نظرة التحقير والازدراء،وإلى المستقبل نظرة من انتهت كل مشاغله،فلم يعد امامنا سوى ممارسة الطقوس وانتظار قيام الساعة،فوجدنا انفسنا امام حالة من الجمود الرهيب،والعجز عن المسيارة والتأقلم مع المتغيرات،في وقت لم يعد يصح مع حالتنا سوى احتمالين:إما اننا واقفون متقوقعون في الزمن الفاضل،أو اننا مبرمجون على السير المستمر نحو الوراء.
فأضحينا واقفين أمام تعاليم صارمة،وتحديدات مشبعة بروح الترهيب،وأمام عقلية الموروث،وقد تربينا في احضانها المباركة على النظر إلى اشكال التحرر نظرة العبد الذي لم يدق طعم الحرية يوما،فآلفها نوعا من الدواخل المليئة بروح الشر،وشكلا من التآمر على الحالة المقدسة(حالة العبودية).

فالعبودية هي حالتنا الطبيعية والموروثة،والتحرر ضرب من الانحلال والانحراف،وإيدانا بالتطاول على الموروث المقدس،وعلى السلطة السياسية المحاطة تاريخيا بهالة من القداسة،فلا ينبغي للرعية إلا ان يقفوا امامها موقف السامع المطيع،الذي لا يبدي رأيا إلى في اللحظة الاولى (لحظة الاختيار والبيعة)،وحتى هذه لا رأي لعموم المواطنين فيها،إنما الرأي رأي الاشراف والسادة والكبراء والزعماء،وهؤلاء ايضا لا يأبهون لرأي العامة.

ما يجعلنا امام ثقافة قطيعية مكتملة الاركان،لا يستطيع الفرد أن يتحرك فيها بشكل مستقل ومسؤول،خارج اشكال الإملاء والممارسات الوصائية،من رجال الدين والسلاطين على السواء،ولا يستطيع الفرد التفكير والتصرف بحرية دون العودة إلى الاعراف،فالتفكير والتصرف لا يكون إلا بشكل قطيعي،وحينها بالذات ندرك ان الفرد نتاج لأشكال الاستعباد،ولا ثقة له في قدرته على تحمل أعباء الحرية،وعقله مبرمج على النظر إلى الحرية نظرته إلى العدو الغريب المجهول.

وكثيرا ما قد نسقط في نفس المغالطة،دون ان يتسنى لنا فهم طبيعة المجتمعات المبنية على مبادئ الحرية،فهي مجتمعات تأسست بشكل توافقي،وانتجت قوانين إلزامية تتغير باستمرار وفق تغير طبيعة المجتع،وبشكل يسمح لها بمواكبة التغيرات،والتأقلم مع المستجدات،وقد تخلصت فيها من المعيقات (الاستبداد السياسي والديني)..أما الحال بالنسبة لنا،معشر مجتمعات العبودية والثقافة القطيعية،فمسجونوا تعاليم دينية شمولية،غير قابلة للمراجعة وإعادة النظر،فقد حشرت انفها في شتى مجالات الحياة،وحين تزاوجت مع الاستبداد،ولدت ازمة الجمود والانحطاط،والعجز عن التطور والمواكبة،وقضت على كل دعوات التحرر،واصفة إياها بالمؤامرة الساعية لفرض التبعية وزعزعة الامن والاستقرار حينا،وحين اخرى جعلتها في موقع العدو،الذي ينبغي ان يحارب.بالتالي فمكاننا واضح جدا،ولن نغادره مادمنا متشبثين بتعاليم الصحراء،راضخين للاستبداد.



#مصطفى_تاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين كنت سلفيا..
- تفسير الظاهرة الاسلامية
- لماذا الإلحاد
- واقع الحركات الاسلامية


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصطفى تاج - بين العبودية والحرية،أين نحن؟