أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 2















المزيد.....


حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 09:05
المحور: الادب والفن
    


لم تكن تلك اللحظات المسروقة من جوف الليل تكفي للحفاظ على توازن ذهني و شحذ مزاجي نعم كنت أظل طوال الأسبوع بشخصية بطل آخر فيلم شاهدته لكن هذا كان من أسبوع فترة طويلة حقا ، عدت للثلاث قصص سفير الخطر ليلة الرعب و أرض المغول و اكتشفت في آخر كل كتيب قائمة بالمخزون الذهبي من باقي الإصدرات أسررت لأمي بأني أرغب في الاستزادة من تلك القصص و لطفا منها لم تمانع كنت أدخر معها مصروف الشهر و كانت كل شهر تحمل لي الكتيبات الشيقة و اكتشفت سلاسل أخرى روايات عالمية و فانتازيا و المكتب 19 و سافاري كانت أمي تنصحني بالجد في المذاكرة و أرجوها أني أريد أن اصبح كاتبا مؤلفا للقصص و الروايات و كانت تخبرني أن هؤلاء الكتاب أطباء فإذا أردت أن اصبح كاتبا فعلي أن أكون طبيبا أولا . كنت أجلس في غرفتي أسفل شراشف ناموسيتي مغطا بالبطانية و اللحاف الثقيل و ممسكا بكوب الكاكاو الساخن عدد من ماوراء الطبيعة مختبئا داخل كتاب الأحياء و باقي القصص أسفل الوسادة و لا أنام إلا حين انتهي من واردات القصص الجديدة .
مع الوقت اكتشفت اني لن أستطيع أن أكون أدهم صبري مهما حاولت و أن نور الدين شخصية غير موجودة من الأساس أما رفعت اسماعيل فهو من أستطيع أن أكونه بل أنا على كل حال مهما ساءت بي الظروف فلن أكون أسوأ منه غير معتل الصحة لست بأصلع و لست بهذا الحظ العاثر أشفقت عليه أولا ثم تلى اشفاقي حب ثم ادمان و أصبحت قصص رفعت هي من تستطيع ضبط مزاجي المشوش مع الأفلام القليلة التي أسرق الوقت لرؤيتها . لم يتمكن أبي من القبض عليّ متلبسا أبدا بقصة في يدي و السبب أني كنت أضع القصص داخل الكتب و اتظاهر بقراءة كتب الدراسة بينما القصة بداخلها مختبئة بين أوراق الكتاب المدرسي ، كان أبي يحثني على قراءة القرآن و القراءة في كتب السير و التفسير و لأنني أزهري فكنت متشبعا من هذه الكتب من الأساس كنت حافظا للقرآن الكريم أدخل مسابقاته و أحصد جوائز لا بأس بها ، لكن من داخلي لم أكن هذا الطفل الدرويش و لم أستطع أن أكونه كنت أكره كونهم يريدونني قبطان أنا لا أستطيع أن أكون سوى قرصان و قرصان خطير ربما يأتي اليوم الذي أتوب فيه لكني سأظل القرصان التائب لن أكون أبدا قبطانا كذا لا أستطيع مجاراة من يناديني شيخا .
في الصف الثاني الثانوي بدأت بالكتابة ألفت قصة بعنوان حادثة القصر تتحدث عن جرائم قتل تتم في قصر ملعون و أن فريق الشباب المكون من ثلاث أولاد و فتاتين جهدوا في اكتشاف ألغاز هذا القصر الملعون ، ضاعت القصة مع انتقالي من الصف الثاني الى الثالث الثانوي و لا أدري نسيتها في أي كتاب من كتب الدراسة ، كتبت الشعر و ظللت على كتابتي للشعر حتى التحقت بالجامعة كلية طب أسنان جامعة الأزهر بمدينة نصر جاهد أبي في أن يلحقني بكلية الطب البشري لكني أصررت على الرفض كنت أريد مساحة أستطيع فيها أن أمارس هواياتي بعيدا عن كتب الدراسة التي ستلتهمني إن التحقت بالطب البشري و صدق حدسي فكانت مواد طب أسنان من السهولة و اليسر التي جعلتني لا استذكرها الا قبل الامتحانات بقليل و باقي العام أتسكع بين المكتبات و فرشات الكتب على الأرصفة خلال أول عامين لي في الجامعة كنت قد قرأت الكثير و اشتريت أكثر قرأت لنجيب محفوظ و كانت أول ما قرأت له خمارة القط الأسود ربما جذبني العنوان فأنا في النهاية قد تربيت على هذه العناوين لكن نجيب محفوظ صدمني و أدهشني في نفس الوقت ليست هذه قصص رعب و مع ذلك هي قصص شيقة و استحوذت على انتباهي و تفكيري حتى بعد نهايتها بدأت في البحث عن المجموعات القصصية لنجيب محفوظ و حفظ الله مكتبة مصر فقد وفرت طبعات جيب مكنتني من اقتنناء كل أعمال نجيب محفوظ المتيسرة بعيدا عن الأعمال الضخمة التي اشتريتها فيما بعد بأثمان فادحة .
كنت قد أنهيت مجموعة من القصص القصيرة التي فكرت في نشرها ثم عدت و قلت ماذا لو حولتها لرواية ألن يكون أفضل و بدأت في البحث عن رابط جيد لربط تلك القصص مع بعضها كنت في تلك الفترة قراءتي منوعة بين الروايات الأجنبية والكتب التاريخية و السياسية و كانت تسيطر على سياسة مصر و العالم الاسلامي فكرة أن مصر مستهدفة الاسلام محارب و المسلمين ميدان حرب الدول الاخرى ، لا أدري مدى تغلغل هذه الأفكار في عقلي لكن نظرية المؤامرة كانت تشغل قطاع عريض من خلايا عقلي الرمادية كتب مثل الغارة على العالم الاسلامي ، أحجار على رقعة الشطرنج ، القبيلة الثالثة عشرة ، اللعب بالعقول و الحكومة الخفية و جاءت سلسلة قادمون و من بعدها فيديوهات عمران حسين و شعرت أني أعيش داخل صندوق محكم الغلق انتظر دوري في العبودية أو الركوع أمام المذبح بانتظار أمر الحيتان الكبار الذين يديرون العالم من وراء ستار بقيادة ابليس ، في هذه الأثناء كانت فكرة الرابط للقصص هي منظمة سرية ترسل عملاءها في منطقة الشرق الأوسط منذ اتفاقية سايكس بيكو و ما قبلها منذ بيسمارك الألماني و التي توجت في النهاية بنشوء دولة اسرائيل .
على هذا الشكل بعثت بالرواية للمؤسسة العربية الحديثة التي تربيت على إصداراتها و لرحلة ايصال الرواية اليهم قصة طريفة سنقصها لاحقا كانت الرواية مفككة بسبب طبيعتها و لعدم نضجها يدلك علي هذا العنوان الذي كان " رواية تتحدث عن .... " ، بالطبع رُفضت الرواية أو لم تقرأ لا أدري لأني لم يصلني ردا لا بالايجاب و لا بالسلب . و نشرتها اليكترونيا في صفحة الفيسبوك " أقرأ قوة أن تعلم " بعد أن أجريت عليها بعض التغييرات أهمها العنوان الذي أصبح " أسرار المنظمة " .
في العام الجامعي الأخير ابتعدت قليلا عن الكتابة ثم عدت اليها و بقوة مع سنة الامتياز حيث اشتركت بدورات تدريبية احترافية و نشرت الشعر و القصص القصيرة التي كنت أنهيها على موقع الحوار المتمدن و مجلة الحب وجود الوجود معرفة و غيرها من صفحات التواصل الاجتماعي .
الآن ابتعدت كثيرا عن مصيدة المؤامرة التي كانت تشغل تفكيري دوما و مع الوقت ابتعدت عن النظر الى القيم السامية من خلال منظور ديني اسلامي بالأحرى و بدأت بالبحث عن تلك القيم في جميع الأديان و الحضارات بل بالأحرى بداخل كل نفس بشرية بعيدا عن التحيز لأيدولوجيات معينة .
أصبحت بفضل الدورات التي أحضرها زائر دائم لمكتبات وسط البلد المركز القومي للبحوث و الترجمة و الهيئة العامة لقصور الثقافة و مكتبة الأسرة و غيرها من المكتبات التي تتيح لعامة الشعب خصومات رائعة فالكاتب في بلدنا إن لم يكن صاحب ارث لا بأس به سيطوف على عربات المترو بائعا متجولا ليحسن دخله . في تلك الدورات و كانت إحداها عن الرواية العربية المعاصرة تمكنت من تذوق الأدب العربي الذي كان مغبونا لدي في الصغر فقد قرأت روبنسون كروزو و اول رجال على سطح القمر و عناقيد الغضب و غيرها الكثير من الروايات الأجنبية المترجمة ترجمات مختصرة و باشراف مكتبة الأسرة قبل أن أقرأ أولاد حارتنا لنجيب محفوظ و أدعو أن تقوم مكتبة الأسرة بعمل طبعات مبسطة من درر نجيب محفوظ ليتمكن من قراءتها النشء دون خلل ببنيانها و لا إملال للنشء الحائر بين صفحات الفيس و لعبات صب واي و كاندي كراش .
تعرفت خلال هذه الدورات الاحترافية على عوالم نوال السعداوي و فيرجينا وولف و الأدب النسوي العالمي كالفريدة يلينيك و غيرها و قرأت المقرر اللازم لكل كاتب كحد أدنى لمعرفته كعوالم التشيكي ميلان كونديرا و سيد الرواية دوستوفيسكي و قائدا التغريب كافكا و البير كامي و زودت أكثر من قراءاتي للرائع ه.ج. ويلز تشغلني الآن قراءات ضخمة في الميثولوجيا فقد وقعت على كنز يسمى فراس سواح و خزعل الماجدي ضليعان بهذا الفرع من العلوم و أول عمل مطبوع قصصي به بعض الأسئلة الفلسفية لي من هذا النوع كيف نشأ الإله و أين و كيف بدأ الكون و خلال الخمس سنوات القادمة ستتابع لي ثلاثية بعنوان البدايات و النهايات و النبي ستناقش على غرار عالم صوفي البدايات في الأديان المختلفة و تفسير كل ميثولوجيا لفكرة الله و بداية الخلق و بالطبع في الرواية الثانية النهايات سنناقش العوالم الآخرة في كل الحضارات ثم في النبي سنبحث ماهو أنسب دين لعصرنا الحالي و ماهي السمات التي يجب أن تتوفر فيه .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1
- رجل الدين و دوره فى قمع الحريات ج 1
- الإنسان و التطور ج 1
- خواطر عن اسباب القمع و التخلف ج 1
- مقتطفات من اعمال عبد الله القصيمى ج 1
- مقتطفات من اعمال فيودور دوستويفسكي ج 1
- اقتباسات عن الطفل و المؤسسات الدينيه و الصحافه ج 1
- ميلان كونديرا ( كائن لا تحتمل خفته ) ج 1
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 3
- حوارات عن الثقافه و الأستبداد ج 2
- حوارات عن الثقافه العربيه ج 1
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 2
- حلقة التبشير و البلح من برنامج البط الأسود ج 1
- حوارات عن الدين و المرأه ج 1
- حوارات عن الثقافه و أنواع الأستبداد ج 2
- حوارات عن المرأه و المثقف و الثوره ج 1
- اقتباسات ضد الجهل و الخرافه ج 1
- اقتباسات للدكتور خالد منتصر ج 1
- اقتباسات عن المرأه ج 9
- اقتباسات ضد الدوله الدينيه ج 2


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 2