جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 16:56
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
التجارة و المروة
ترتبط التجارة بالدرجة الاولى بالربح او ما تسميها الانجليزية بـ bottom line. لقد اضيف في الفترة الاخيرة الى مبدأ الربح في التجارة مبادئ اخلاقية لاجل منع تجارة الارباح على حساب البيئة و المسؤوليات الاجتماعية لذا تتكلم كتب الاقتصاد اليوم عن الاهداف الثلاثة triple bottom line في الاقتصاد و اضافت الجامعات الاوربية الغربية الاداب و الاخلاق و البيئة الى مناهج دراسة الاقتصاد و لكن و رغم كل هذه الجهود فان الهدف الرئيسي للتاجر يبقى الربح في كل زمان و مكان.
لو انتقلنا الى الشرق قبل الاسلام و بعده نجد ان التاجر الشرقي و رغم الرادع الديني و تقاليد المروة بانه لم يفكر ابدا الا بالربح. لم تكن الشجاعة و البسالة كجزء من المروة البدوية العربية قطعا من صفات التاجر فكيف كان يمكن لمحدا ان يكون تاجرا و نبيا في آن واحد؟ أليس هذا اكبر تناقض يعرفه التأريخ؟ لا يرتبط التفوق في التجارة الا باهمال الضعيف و اليتيم. ليست هناك صداقة في التجارة و كما تقول الالمانية فان الصداقة تنتهي في المسائل المالية.
طبعا لا يغيب على التاجر اهمية المروة في التجارة لذا تساهم الشركات في تمويل مشايع انسانية لاجل تنظيف سمعتها و كانت قبائل مكة الغنية تؤجر شعراء لتبيض وجهها الاسود الى ان اسود وجه الشعراء كليا كما اسود وجههم اليوم في مدح الدكتاتوريين. تتبرع العربية السعودية اليوم مبالغ سخية لمكافحة الارهاب و هي زعيمة الارهاب. تحول الارهاب الى تجارة ليهرول رئيس الجمهورية التركية العنصرية الارهابية الى الصين لشراء طائرات لاجل ضرب الشعب الكردي الاعزل. فاذا كان التركي لا يتعلم الاخلاق فكيف تتاجر دول الناتو و الصين بالاسلحة؟ لا توجد اخلاق في التجارة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟