الصفعة

صفوت فوزى

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 19:23
المحور: الادب والفن
    

عيناها النجلاوان السمراوان فى صفحة وجهها الرائق الملاسة ، كانا أول ما لفت انتباهى . أمواج شعرها الناعم ، مسرحا بعناية ، ينسدل فاحما على الظهر . تأتى لزيارة أختها ساكنة الطابق الأرضى . تجالس أمى وتختلس النظر الى بعينين آتيتين من غواية الجنة الأولى . ترسل اشارات تستقبلها رغبة مستعرة تسكن جسدى المراهق ، الذى يضرب شرنقة الطفولة ، ويدرج أولى عتبات ذكورته . كلماتها ، احساسها ، نفسها القصير الذى يشى برغبة وشهوة وجهل يملك منى الأذن والقلب .
تفترش صحن الدار أمام طشت الغسيل . ينحسر الثوب كاشفا عن فخذها المشدود بثنية الساق ، لامعا من رذاذ الماء المتناثر ، مطمئنة لوحدتها . رفعت عينيها . التقتا بعينى المندستين تبحران على جسدها الريان . عيناها معلقتان فى وجهى المشدوه لاترتخيان عنه . عميقتان فى محجريهما توحيان بسعة غير محدودة . شفتاها الممتلئتان نصف مفتوحتين مستعدتين للتلقى .
ابتسمت واعتدلت فى جلستها لوضع يتيح تركيز النظرة ويكشف مساحة أكبر من فخذيها ، وأنا مسمر فى مكانى أرقبها قريبة واضحة تراها العين براحتها .
من نافذة الغرفة أراها تنشر غسيلها . تتلاقى أعيننا . تتمطى ، تفرد جذعها البديع فى جلال . الآن – فى ضوء الشمس – تظهر أردافها مضغوطة فى جلباب ضيق ، مخنوق عند الخصر ، ينزل بكسرات تتوزع على الكفلين القويين المتماسكين . يبرز نهداها كيمامتين فزعتين تهمان بالانطلاق . تميل بجذعها فيستقران على الحبل . ينحنى تحت ثقلهما الضاغط . تلمس الحبل بيديها فى دلال فيتأرجحان صعودا وهبوطا بأناة وتؤدة ، وأنا اشتعلت فى جسدى نار .
صفعة على الوجه تعيد الى انتباهى ، وأبى يقف فى مواجهتى قبل أن يهم باغلاق النافذة وعيناه تطلقان الشرر .
فى غبشة المساء، حملت حقيبتها ، غادرت البيت والحى . لم تعد لزيارة أختها قط . أما أنا بعد أن ودعت اضطرابات الجسد وبدأت اضطرابات الروح والعاطفة ، فما زال يظهر بسمائى قمرين ناصعين معلقين على حبل غسيل . وعندما أمعن النظر فيهما يأتينى صوت الصفعة .
---------------------------

#صفوت_فوزى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات