|
تَابُوتُ وضاح اليمن
كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 13:43
المحور:
الادب والفن
يُــودِعُ سِــرَّهُ
قَــرْنَ1 غَـــزَال،
يُغْنِيـــهِ عَنْ تَــقَفِّي البَرْقِ
يُغْنِيهِ عَنْ ثِقَــلِ السُّؤَال
فَــلَهُ فَــرْوُ الأَرْضِ
واحْتِــلاَمُ الأَنْبِيَــاء؛
يَشْرَحُ: "قَــرْنُكَ بِئْــرٌ
دُونَ مَــرَاقِيهَــا دَحْضِي،
فاكْتُمْ عَــنِّي
وتَــسَنَّــمْ مَــوْجَــةَ الأُغْنِيَــاتِ
فَهْــيَ لِي ظِــئْــرٌ
ثُــمَّ إِيَّـــاكَ وَغَــدِيـــرَ النِّسَــاء"؛
**** وضّاح !
يَــا بَــدْءَ الزِّلْــزَالِ
فِي خَلْخَــالِي،
يَــا مِيــلاَدَ المِيــلاَدِ،
هَــا هُنَــا 2 عَــتَّـقْتُ أَعْشَــابَــكَ
وهَــدِيرَ النُّــورِ فِي وَجْهِــكِ
هَــا هُــنَــا رَتَّــقْــتُ عَذَابَكَ
وحَثَــوْتُ النَّــرْجِسَ والنُّــحَــاس
ذَائِبًـــا فِي رِيقِكَ الصَّنَــوْبَرِي
وَهُنَــا أَسْــرَجْتُ بَأْسَ النُّسُــورِ
دِرْعًـــا لِلذَّوْدِ عَــنْ دَلْهِكِ،
وضّــاح
يَــا فَــلَــقًـــا مَــزَّقَـــنِي كَالنِّصَــال،
ورَمَـــانِي دَهْرِي بِالأَعْيَــادِ،
شُقَّ غُصْنِي
يَــا أشْــهَــى غُصَّــةٍ فِي الحَلْقِ !
**** تَــخْذِلُهُ الأعْــرَاسُ
وَعُيُــونٌ كالرَّصَاصِ المُهَــجَّنْ،
فـيَـــلُوذُ بالرُّعَـــاةِ
لِيَسُــلَّ النَّــايَ مِنْ وَجْدِهِ،
ويُــرَاقِصُ
الجَــدْيَ والرَّأْلَ وَطَيْفَ المِسْكِ،
فالشِّيَـــاهُ تَــحْلُمُ كالنَّــجْمِ
فَــوْقَ رُبَــى زِنْــدِهِ،
فِي عَيْنَيْهِ تُطْوَى الأَقْوَاسُ
وَحَــرِيرُ الرُّمَّــانِ المُنَعَّمْ،
فَــيُــذِيعُ النَّـــارَ
مِنْ قُصُــورِ الشَّــامِ
إلَى البَيْتِ الحَــرَامِ،
وَيُـــزَكِّي الجِــدَارَ
**** تَــنْزِفُ قَــافِلَــةٌ نِسْــوَةً
يَــصْرُخْــنَ
يَسْـلُــخْنَ الأطْفَــالَ
فَــلْذَةً فَــلْذَةً،
يَتَهَــاوَيْنَ عَلَى سُجَّــادِ البُرْتُقَالِ
فِي قَدَمَيْهِ،
يَعْتَصِرْنَ الأَوْصَـــالَ
عَسَــلاً أوْ قَــهْوَةً،
ويَصُــمْنَ
سَبْعَــةً
ثُمَّ يَغْسِلْنَ الجَــدَائِلَ
فِي حِيَــاضِ المُــرِّ
مِنْ كَـتِـفَــيْهِ...
ويَــنُــحْــنَ
سَبْعَــةً
ويُـــثــِـــرْنَ
بِرْكَةَ الشَّــوْقِ بَــلاَبِلَ
سَبْعَــةً
ثُمَّ يُــغَــازِلْنَ الأطْــلاَلَ..
**** وضّــاح !
أوَّلُ الكُحْلِ
فِي مَـــدَى النَّــحْلِ،
نَـــوْلُ اللهِ
بَيْنَ ألْــواحِ المَجَــرَّاتِ
والشَّـــذَى الوَاهِي
فِي جِــرَارِ المَــاجِنَــاتِ
مِــنْ فَــرَاشِ العَسْجَــدِ،
وضّاح
يا وُضُوءَ الضَّوءِ
ولُــبَــانَ الظِّلِ فِي جَسَدِي،
أيْنَ أنْتَ؟
دَحْــرِجْ جَمْرَكَ
مِنْ ذُرَى القَــهْـــرِ
فَــوْقَ سُفُــوحِ المَــحَــارِ
وأمِلْنِي كَــأسًــا
تَحْــضُنُ خَمْرَكَ
كالفَــجْــرِ،
وضّاح
ذَرْنِــي أغْـــتِرِبُ الغُــرْبَــةَ
الأُولَى
حِينَ مَلَسْتَ الشِّفَــاه
بِسَـــخِينِ الأمْطَــارِ
وكَسَــوْتَ النَّهْدَ بَــأْسًــا.
**** يَــرْحَلُ كالأَمَــلْ،
بَوْصَلَةُ الحَجِّ تَــتَــبَدَّلُ
قَــالَ:
"لِكُــلِّ وَثْبَـــةٍ قِبْــــلَــةٌ"،
والآنَ
نَــطْعُ خَلِيفَة
أوْ تَعْلِيبُ السَّقِيفَــة؟
رَوَّضَ نَــاقَتَهُ والأزْجَالَ
عَلَّمَــهَــا الصَّبْرَ عَلَى الغِشِّ
لاَ العَطَـــشِ،
عَــلَّـــمَهَــا هَضْمَ الحُزْنِ
وَاتّسَـــاعَ الظَّـــنِّ
قالَ: "غَيْظُ الطُّغَــاةِ
مِثْلَ نُقُــوشِ البَــنَــاتِ
لاَ يُمْحَـــى إلاَّ بالبَــتْرِ."
**** يَصْقُـــلُ بالليْمُونِ
بَيْـــدَرَ الأغْــلاَلِ،
يُوغِلُ فِي مِرْآةٍ
تَغْــزُوهُ رَطْبًــا أمُّ البَنِينِ
تُصْغِي السّمْعَ إلَى عِطْرِ
عَــدَن
وصَلِيلَ الغُــزَاةِ،
يَـتَــفَتَّــحُ كالحُلَــلْ
**** وضّاح
كيفَ أُصَــلِّي؟
أأُلاقِي كَــرْبَــلاَء
والحُسَيْنُ فِي كُــلِّ
عِذْقِ؟
أمْ ألاَقِي النَّجفَ
وعلِيٌّ يُضْنِينِي كالفَــأْلِ
بِــلِحَـــاظِ الحَــقِّ؟
أمْ أُلاَقِي القُدْسَ
وَخَرِيفٌ يَنْهَشُــنِي كالطّبْلِ
فِي مَلاَهِي الرِّقِّ؟
وضاح
فِي مُحَيَّـــاكَ البَيتُ
وعَنَــاقِيدُ السَّمَــاء،
فِي مُحيَّــاكَ الفَــرَحُ البَحْتُ
وشُــمُوعٌ تَــمْحُو الخَـــواء،
فِي مُــحيَّــاكَ جُــذُورِي...
*** تَــحْفِــرُ المِرْآةَ
وَتَــسِيلُ
مِثْــلَهُ حُــزْمَــةَ فَــيْــرُوز...
------------------------------------- حاشية:
1- عن ابن سعد قال:" خرج المأمون في جماعة من أصحابه، واتفق أن أصاب بعض حشمه قرنا غريب الشكل؛ فناوله المأمون، فنظر فيه فإذا هو كالمختوم. فعالجه بخنجر من فضة حتى فتحه، فما لبث حتى تطاير منه عهن أزرق ملأ الأجمة عطرا. فقال المأمون: ليس هذا إلا من رفات
العشاق.".
2 - قال ابن سعد:" يُجمع الرواة على أن أم البنين كانت تشير إلى ثديها الأيسر، واختلفوا فيما تشير إليه: أكانت تقصد القلب أم النهد. والحق عندي أنها كانت تشير إلى خريطة التلاقي حفرتها بخنجر من فضة وصهير بعض المعادن؛ والله أعلم".
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس، بوابة العوالم الموازية
-
شُعْلَةُ الكاهنةِ
-
عُرْسُ النّسيان
-
على رَصِيفِ ظِلِّهَا
-
بَيْنَ يَدَيْ أُمِّي مِثل قَلَم الرّصاصِ أوْ أهْون
-
إرهابٌ بالقانون
-
ظاهرة الهجرة السرية بين الواقع والتبرير الإيديولوجي
-
جدال
-
أيْنَ طَمَرُوا الشّراع؟
-
رُبَّ طوْقٍ للنَّجَاةِ يَخْذِلُ
-
جَبَلُ الزُّجَاجِ
-
من مخطوطات جابر بن حيّان: رسالة في التريّث
-
وَقُبَّتُهَا، حَمَّالةَ النَّهْدَيْنِ (هَوَسٌ دِمَشْقِيٌّ)
-
قَرَاصِنَةُ النَّار
-
فُوَّهَةُ القِمَار (على هامش رواية المقامر لديستوفسكي)
-
الرّوحُ، يا حبيبتي، سِجْنُنَا المفتوح!
-
رسالَةٌ فِي بَوْصَلَةِ الآلامِ (من مخطوطات جابر بن حيان)
-
الذِكْرَى خطِيئَتُنَا الأُولَى
-
اللَّيْلُ
-
حَبِيبَتِي، هَوْدَجُ العُطُور !
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|