محمود شريف
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 22:19
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
لازال سعار دولة الثورة المضادة بقيادة جنرالها عبد الفتاح السيسى مستمرا فى محاولة تصفية ما تبقى من أى أفكار ثورية , تلك التى تشكل خطرا على طبقة رجال الأعمال ليس فى مصر و حسب ولا العالم التالت فقط , بل فى العالم كله . . فقط من أجل تمهيد الأرضية لرجال الأعمال و المستثمرين لتنفيذ أجندة المؤتمر الاقتصادى و البنك الدولى . و اعتقال الرفيق محمود أبو حديد ليس بمنأى عن محور الصراع الطبقى بين ثورات فقراء الشعوب و الثورات المضادة ممثلة فى حكومات و شركات نظام العولمة الجديد . القضية أكبر من مجرد اعتقال للرفيق على خلفية قضية واهية تم الحكم فيها بالبراءة , انها حرب مستعرة بين أفكار الثورات و ما يجب ان تكون عليه من بعد اشتراكى ثورى أممى أمام الوعى الذى تحاول الدول و الطبقات الحاكمة بثه عبر جهاز دعاياها الأول "التليفيزيون" بأن السعادة فى أن تشترى منزلك فى كومباوند أو أن تتابع برامج التوك شو و ما تصدره من تعليمات للجماهير بأن الثورات مؤامرة لهدم الدولة , و أن الاستقرار السياسى -للنظام الرأسمالى المستغل- فيه الخير و دوام العافية .
منذ ما يقارب الخمس سنوات , و بالتحديد فى أكتوبر 2011 .. كان اعتصام طلبة جامعة الأسكندرية أمام مبنى ادارة الجامعة للمطالبة باقالة هند حنفى -حزب وطنى- من منصب رئيس جامعة الاسكندرية . و كان الرفيق أبو حديد أحد أبطال تلك المعركة , و لم يمض العام حتى بدأت محاولات عدة لفصل الرفيق التى استمرت لمدة عامين متتاليين حتى نجحوا فى منالهم . لا أريد أن أجعل من الرفيق أيقونة ليتغنى بها كل متعاطف , بل أطرح سؤال على كل من يقرأ هذا المقال : هل الى هذا الحد تمثل تلك الأفكار التى يؤمن بها الرفيق- و التى أشاطره الايمان بها قلبا و قالبا- خطرا مفزعا يؤرق الثورة المضادة و الطبقات الحاكمة ليلا نهارا ؟ .
للاجابة عن هذا السؤال يجب علينا أن نحدد ملامح تلك الأفكار التى قد يصدم البعض عند سماعها و يظنها ضربا من الجنون و الخرف .. عذرا يا سادتى الكرام هذا واقع يعيشه جميع شعوب العالم التى تعانى يوميا من ماكينة الاستغلال الرأسمالية و لعقود مضت من الزمان و بكافة الأشكال . فمثلا اذا قلنا أن حق العمال فى تنظيم أنفسهم فى لجان داخل مصانعهم و حقهم فى الاضراب ضد صاحب رأس المال و مشروعية هذا الحق انسانيا و ماديا , لا يخرج هذا الحق من اطار الثورة بمفهومها الاشتراكى الواسع ضد السلطة و الطبقة الحاكمة . لكن هل حق الاضراب وحده هو الذى سينصر الثورة ؟ بالطبع لا , ففى أوقات الثورات يصبح على الثوريين مهمة صعبة على عاتقهم و هى كبفية الدعايا و التحريض و التنظيم من أجل تعبئة الجماهير ضد النظام الرأسمالى ,الذى يمر بأزمة طاحنة من 2007 الى الأن لا يعرف لها مفرا . و تصاعد الاحتجاجات العمالية على مستوى العالم و بشكل أدق فيما بعد انطلاق ثورات ال2011 كشفت عرى ذلك النظام العالمى الذى يلقى بالبشرية الى الهاوية . و لعلى أريد الان ان أقتبس فقرة من للرفيق بعنوان " الأزمة الدورية للراسمالية تعنى حتمية الانتفاضة و الثورة " : " افهم جيدا ان شعبنا الفقير يتوق الى المعرفة والقراءة على وجه الخصوص رغم ما يروج عن عشقهم للجهل والامية. انا على العكس تماما من وجهة النظر هذه ، انادي بحق الجدل – خاصة السياسي - على رؤوس الاشهاد تعميقا لصراع الحقيقة ضد تزييف السلطات . اثق تماما بان توق شعبنا المظلوم للحرية والمعرفة سيدعمنا ما حيينا بشرط ان نقول الحقيقة وفقط الحقيقة."
ذلك هو جوهر القضية نفسه بكل وضوح , فالحكومات و الطبقات الحاكمة تخاف بكل ضلوعها من أن تعرف الشعوب حقيقة ما يجرى لهم من استغلال . و بالقياس على مصر , فمن يمتلك أبواق الدعايا الخاصة بالنظام و الثورة المضادة .. من يمتلك قناة صدى البلد التى لا تكل ولا تمل من مهاجمة فكرة الثورة و انتفاضة الشعب الفقير فى يناير , هو محمد أبو العينين رجل الأعمال و عضو الحزب الوطنى المنحل . و ما تفعله صدى البلد يفعله باقى أبواق نظام الثورة المضادة من نشر الزيف و قلب الحقائق المادية الموجودة بشكل ملموس يستشف يوميا .
اذن فالدعايا هى النقطة الأولى لكسب الجماهير الى صفوف الثورة الاشتراكية بشكل قوى , و لكن لن يتم لنا هذا المنال الا اذا "قلنا الحقيقة ولا شئ غيرها. حقيقة أنه لا يوجد فى مصر نظام قضاء عادل بل نظام قضائى طبقى و توريثى بين عائلات القضاة أنفسهم , حقيقة أن حروب ما تسمى "حروب على الارهاب" ما هى الا حروب اقتصادية على البترول و السلاح بهدف وأد أى محاولة للانتفاض والثورة ضد تلك الأنظمة أو النظام , حقيقة أن الحكومات بركنيها المسلح "البوليس و الجيش" و ركنها الادارى البيروقراطى ليست سوى اداة لخدمة مصالح رجال الأعمال و أسرهم و أداة لقمع أى تحرك ثورى حقيقى ضد هؤلاء اللصوص . فدوى الرصاص فى العراق .. سوريا .. اليمن .. مصر.. ليبيا.. أوكرانيا .. لا يساوى شئ سوى زيادة فى الأرصدة البنكية لهذه الطبقات . و ليسجن من يسجن و يقتل من يقتل فالمهم هو استقرارهم المترنح و الذى لا يدركون أنه على حافة السقوط .
تنظيم الجماهير فى المصانع و الأحياء و الجامعات لن يأتى بين ليلة و ضحاها , فهو مهمة شاقة على من يريد تحملها أن يشارك بنفسه فى نشر الوعى و الفكر الثورى الراديكالى للجماهير بأى طريقة كانت , و فضح و اعلان موقف واضح من أركان الدولة البرجوازية التى تخدع الجماهير يوما بعد يوم لجنى الثمار و الربح على حسابهم .. و أن لا سبيل لانتصارهم سوى بتنظيم أنفسهم فى حزب ثورى تنظيما موازيا و مواجها لدولة رأس المال و البيزنيس من أجل تحقيق تعليم متطور و مجانى من أجل تحقيق منظومة علاجية مجانية متطورة لا ترمى بالمرضى على الرصيف .. من أجل القضاء على الاستغلال الرأسمالى ويع الانسان لقوة عمله و وضعها تحت رحمة قط سمين مستغل و لص .
فى النهاية أريد أن أذكر أن رشدى زهران الذى تسبب فى فصل العديد من الطلاب و اعتقال العديد منهم على مدار سنين الثورة الى الان , و الذى طالب الرفيق و الكثير من من طلاب الجامعة باقالته لكونه عضوا سابقا فى الحزب الوطنى المنحل قد صار رئيسا لجامعة الاسكندرية بدون انتخابات بينما يقع الرفيق محمود أبو حديد و محمود الحلواتى "أوزو" و محمد الامام و عبد الرحمن سعيد فى قبضة الثورة المضادة .
الحرية لرفيق درب سنين الثورة .. محمود أبو حديد
الحرية لمحمود الحلواتى "أوزو"
الحرية لمحمد الامام
الحرية لعبد الرحمن سعيد
الحرية لماهينور و يوسف شعبان
الحرية لكل ثائر و طالب معتقل فى سجون الثورة المضادة
يسقط نظام مرسى و نظام السيسى و نظام مبارك
تسقط الطبقات الحاكمة .
"لأجل أولئك الذين سُجنوا و هم يدافعون عن أرضهم عِرضهم قضيتهم"
"
#محمود_شريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟