فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 10:01
المحور:
الادب والفن
( العصفور وقصيدة الغزل )
لثلاثة ايامٍ متتاليةٍ
يمنّ الله علينا بالشمس والنجوم،
النهار منقّط بالأقمشة الشفيفة
والشوارع مباركةٌ بفراشاتٍ ذوات ضفائر.
والليل اثنا عشر أغنيةً في وصف الجمال...
إنه وقت الزهور الفتيّة
وأنا أقلّب أحد اطراف حديقتي لكي اشتل بعضها
وأدمدم بقصيدة غزل
سأشبّه فيها حبيبتي بالعصفور،
أو في الحقيقة أكرّره متعمّداً
فقد سبقني إليه جميع شعراء الغزل.
*
أجرتُ اليوم واحداً
من صقرٍ محترق الامعاء والبصر،
ياللكائن الضعيف.. الدقيق الضعف
الذي كاد أن ينطق من الرعب..
غداً سوف يعود المطر
وسوف أضمّن كلّ هذا في القصيدة.
*
أخذتُ العصفور معي أستأنف تقليب الأرض
قلتُ له حبيبتي يجب أن تشبهك أيها الرقيق
مثلك تأكل قليلاً
ومثلك لا تقوى على الصراخ،
وسوف أضع هذا في قصيدة الغزل الصيفية
التي أدمدم بها منذ ايام.!
*
غرزتُ مسحاتي بالتراب أقلّبه
هجم العصفور يفترس دود الأرض الحائر
تماماً مثل النَمر عندما يفترس ضبياً تائهاً
لا فرق سوى ان المشهد بالغ الصغر،
عين الدودة لا تبين كعين الضبي
والعصفور ليس مخططاً
ولا يزأر كالنمر..!
*
توقّفت عن الدمدمة بمشاعري
بعد أن رأيت هذا،
جلستُ حائراً أفكر بحبيبتي
وبالذي سيحدث في قصيدتي
بين منظر الافتراس والتشبيه،
وأفكّر أيضاً بالمطر القادم غداً
لكي يقلب آثار اليوم
كما تقلب المسحاة التراب.
***
13 6 2015
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟