المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 13:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وعلى ميليس استصدار قرار دولي عاجل بالتحقيق في مقتله باعتباره شاهدا أساسيا في قضية اغتيال الحريري
نعى مجلس الوزراء السوري قبل قليل " انتحار وزير الداخلية اللواء غازي كنعان " وفق ما جاء في خبر لوكالة الأنباء السورية " سانا " . وقالت المعلومات الرسمية إن غازي كنعان" انتحر في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم بتوقيت دمشق " . وكان من اللافت أن " الانتحار " المزعوم جاء بعد 45 دقيقة فقط من قراءته تصريحا مكتوبا لإذاعة صوت لبنان الرسمية أعلن في ختامه أنه سيكون " التصريح الأخير له " !؟ إلا أن المعلومات الخاصة المتوفرة لنا حتى الآن تفيد بأنه " أرغم بقوة السلاح على قراءة بيانه المكتوب له " ، وأن ما جرى ليس سوى جزء من عملية القتل المتسلسل الذي بدأ حين قام عملاء غازي كنعان نفسه بتصفية اللواء مصطفى التاجر ، نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية في حينه ، نهاية شهر آب / أغسطس 2003 ، بمعرفة و " تواطؤ " وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي وشت به للنظام السوري بعد أن فتح " قناة خاصة " مع البنتاغون والإدارة الأميركية فيما يتصل بأموال صدام حسين المهربة إلى سورية ولبنان ، وبشكل خاص " بنك المدينة " في بيروت ، وضلوع غازي كنعان ورستم الغزالة بها ، إلى جانب مسؤولين لبنانيين في مقدمتهم إميل إميل لحود ( نجل الرئيس اللبناني ) و اللواء جميلا السيد و كريم بقرادوني زعيم حزب الكتائب . وهو ما كان كشف عنه " المجلس " في تقرير خاص في آب / أغسطس الماضي . [ انظر الهامش 1] . وكان تقرير لصحيفة " الحقيقة " الصادرة عن " المجلس " قد كشف في الثامن من الشهر الجاري عن قيام رجل الأعمال يعرب كنعان ، نجل الوزير غازي كنعان ، بإعادة نقل أمواله من أحد البنوك التركية إلى بنك سويسري بمساعدة أحد رجالاته في لبنان ، نضال بشراوي ، الذي فر من فرنسا إلى مكان لم يزل مجهولا بعد اكتشاف حركته من قبل الجهات الأمنية الفرنسية .
وكانت معلومات خاصة حصل عليها " المجلس " ، ونشرها في تقرير خاص في عدد " الحقيقة " الصادر في الثامن من الشهر الجاري بعنوان " عمق التحقيق في اغتيال الحريري يتناسب عكسا مع عمق التغيير في سورية " ، قد أشارت إلى صفقة بين النظام السوري والإدارة الأميركية تقضي بالتخلص من " بقايا الحرس القديم في سورية ، وبشكل خاص المشبوهين بالتورط في اغتيال الحريري " و " تبرئة المؤسسة الرئاسية السورية وتوابعها [ الحرس الجمهوري ] بالنظر لعدم توفر بديل لرأس النظام في الوقت الراهن " . وذلك كجزء من " عملية انتقالية تمهد على المدى المتوسط للتخلص من النظام ككل " .
إن " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " ، وإذ يذكر بالماضي الإجرامي لغازي كنعان ، سواء على الساحة اللبنانية أو السورية ، يعتبر أن مصداقية التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري باتت تتوقف ، وأكثر من أي وقت آخر ، على التحقيق في ظروف وملابسات "انتحار" غازي كنعان المزعوم . ولذلك فإنه يطالب المحقق الدولي ديتليف ميليس ، وجميع الجهات الدولية المعنية والفاعلة بإجراء تحقيق دولي مستقل في ظروف " انتحار " غازي كنعان باعتباره شاهدا أساسيا ، وربما مشتبها به ، في قضية اغتيال الرئيس الحريري ، أو على الأقل لديه ما يكفي من المعلومات لمعرفة الفاعل الحقيقي . وبغير ذلك ، فإن جميع ما يجري على الأرض لن يعمل سوى على تأكيد وجود صفقة أميركية ـ سورية لتبرئة أعلى هرم النظام مقابل التضحية بكبش أو عدة أكباش من هذا النظام !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=44337
#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟