|
مَرّةً اُخرى .. الطائرات التركية تقصف الأقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 17:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* الطائرات التُركية ( الصديقة ) تقصف بِشّدة منذ مساء أمس 24/7/2015، قُرى كثيرة في منطقة العُمادية ومن ثم قنديل ، حيثُ يُعتَقَد بتواجُد مُقاتلي حزب العمال الكردستاني في محيطها .. والمدفعية التركية الثقيلة ، تدُكُ بِعُنف ، لتُكمِل التدمير . حتى الآن هنالك عدة جرحى من المدنيين من أهالي تلك القُرى ، بعضهم جراحهم خطيرة . كذلك تَم إلحاق أضرار كبيرة بالحقول والمنتوجات الزراعية وإشتعلتْ حرائق ضخمة . * المدفعية الثقيلة الإيرانية ( الصديقة ) ، ضربتْ عدة قُرى في منطقة بنجوين ، قبل أيام قليلة ، يُعتقَد بأن مُقاتلي حزب العمال الكردستاني ، ينشطون فيها . ثم قامتْ الطائرات الإيرانية بالتحليق فوق المنطقة وقصفت بعض القرى الجبلية . كان هنالك عدة جرحى من فلاحي المنطقة ، وإحترقت مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة . .............................. - الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يطلب من مقاتلي حزب العمال ، بالرحيل من أقليم كردستان العراق .. ويقول بأنهم [ ضيوف ] .. وأن المكان الطبيعي لنضالهم ، يجب ان يكون كردستان تركيا وليس الأقليم . علماً ان للحزب الديمقراطي ، علاقات مُمَيزة ، مع أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا . - الأحزاب الفاعلة الأخرى في الأقليم : الإتحاد / علاقاتهُ متميزة مع إيران ، ويُحاوِل ان يولِد إنطباعاً ، بأنهُ مُؤيِد لحزب العمال " رُبما نكايةً بالحزب الديمقراطي ! " . أدانَ منذ الساعات الأولى ، عملية قصف الطائرات والمدفعية التركية ، لمنطقة العمادية وقنديل . حركة التغيير / لم تُعلِن موقفاً صريحاً ، من تواجُد مقاتلي حزب العمال ، في الأقليم ، علما ان لهم علاقات جيدة مع كُل من إيران وحزب العُمال . طالبَ بالوقف الفوري للقصف الجوي والمدفعي . - حزب العُمال ، يقول ، بأنهم [ أهل الدار ] وليسوا ضيوفاً . ولن يُغادروا قنديل وسنجار ومخمور وغيرها أبداً ! . حزب العمال يقول ، بأن الحدود الحالية مُصطنَعة ، وأن مجال نضالهم يشمل الأجزاء الأربعة من كردستان ! . - هنالك قوات تركية " رمزية " في الأقليم ( وفي مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي خاصةً ) ، منذ أواسط التسعينيات ، وذلك من الإفرازات السيئة ، للإحتراب الداخلي بين الأحزاب الكردستانية : الديمقراطي / الإتحاد / حزب العمال . [[ لم يُطالِب الحزب الديمقراطي ، برحيلها لإنتفاء أسباب وجودها . وحتى الأحزاب الأخرى لم تُطالِب بذلك رسميا من خلال البرلمان ! ]] . ..................... بعد نتائج الإنتخابات التركية الأخيرة ( المُخّيبة لآمال أردوغان وحزب العدالة والتنمية ) . إستجدتْ أمور عديدة ، أدناه بعضها : 1- إفتضاح دعم أردوغان والحكومة التركية ، لتنظيم داعش الإرهابي ، في أكثر من مناسبة . 2- فشل السياسة التركية بالنسبة الى الملف السوري . 3- تخبُط اردوغان وأوغلو ، وتناقُض أقوالهما بِصدد الإستمرار في عملية السلام .. مع أفعالهما في الأيام الاخيرة : إعتقالات واسعة في أوساط المعارضين الكُرد في المدن التركية ، ضرب المتظاهرين والمحتجين الكُرد ، بالعتاد الحَي ، مما ادى الى موت بعضهم وجرح المئات ، وأخيراً الهجوم الأخير بالطائرات والمدفعية ، على جبال متين وكَارا وقنديل . أي ، بإختصار : نسف " عملية السلام " كُلياً ، وإختيار العُنف والحرب . 4- إستماتة أردوغان وحكومته ، في وضع [ حزب العُمال وداعش ، في سّلةٍ واحدة ] ، تحت عنوان ( الإرهاب ) . وفي إعتقادي ، ذلك من أكثر مظاهِر ، نفاق وكذب أردوغان وحزبه الحاكم .. فكيف يجوز ، مساواة أعتى جماعة إرهابية متخلفة فاشية ، مثل داعش ، بحركة ثورية تحررية ، مثل حزب العمال ؟. وزَيف الشعارات الديمقراطية ، التي ترفعها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً ، واضح وضوح الشمس .. فأمريكا نفسها ، مازالت تتناغَم مع الموقف التركي ، ومازالتْ تعتبر حزب العمال إرهابياً .. وما تزال تمتنع عن مُساعدة مقاتلي YPG و YPJ الأبطال ، مُباشرةً ، الواقفين بوجه داعش في سوريا . 5- أردوغان وحزبه ، الذي لن يستطيع تشكيل حكومةٍ مُستقرة ، وفق سياساته التقليدية السابقة ، لجأ الى التصعيد ضد حزب العمال واليسار التركي . ورضخَ أخيرا ، للموافقة على إستخدام قاعدة أنجرليك ، مِنْ قِبَل الطائرات الأمريكية . ويبدو ان هنالك مرونةً من جانب أمريكا ، بالمُقابِل .. لإقامة [ منطقة آمنة ] في شمال سوريا برعاية تركية . مُؤشرات مُقلِقة : إتصال أوباما هاتفياً مع أردوغان ، قبل يومَين / زيارة وزير الدفاع الأمريكي الى أربيل يوم أمس / إتصال رئيس الوزراء التركي داود اوغلو ، هاتفيا مع رئيس الأقليم مسعود البارزاني قبل يومَين ، وتصريحه بأنهما إتفقا على التنسيق في " مُحاربة الإرهاب " . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خُلاصة : - التشرذُم في مواقف الأطراف السياسية في الأقليم واضح ، في كيفية التعامُل مع ، الإعتداءات السافرة ضد أراضي الأقليم . فالحكومة ورئاسة الأقليم ورئاسة البرلمان ، ليست لديها مواقف موحدة . ولا هي أعلنتْ بوضوح إدانتها للإعتداءات التركية والإيرانية . وذلك بسبب ، المواقف المتناقضة لكُل من الحزب الديمقراطي والإتحاد والتغيير . - ضُعف الحركة الجماهيرية الشعبية ، ومنظمات المجتمع المدني ، وعدم خروجها الفوري الى الشارع ، لإظهار إستنكارها للإعتداءات التركية والإيرانية .. والضغط على الحكومة المحلية لإتخاذ مواقف أكثر جدية وتأثيرا . هذه الحركة الشعبية ، إذا كانتْ ضعيفة في السليمانية ، فأنها شُبه معدومة في دهوك ! . - ثبتَ ان [ صداقة ] تُركيا وإيران ، مع الأقليم .. ليستْ قائمة على اُسُسٍ صحيحة ومتينة . كذلك ان الإعتماد [ فقط ] على قُوة وحكمة وعدالة " الماما أمريكا " ، لايجرُ وراءه غير المشاكل والأزمات . - كما لو أن أحزابنا الحاكمة ، بفسادها وتخبُطها ومنافساتها العقيمة ، ليستْ كافية ، لإدامة الأزمات المستفحلة التي تقصم ظهر الشعب .. فأن حزب العمال الكردستاني ، عليهِ أن يكون أكثر حكمةً وأبعد نظراً في سياستهِ .. وأن لايكون مثل ، إيران وتركيا والولايات المتحدة ، التي تتصارع وتُصّفي حساباتها ، على أراضينا ، ونحنُ مَنْ يدفع الثمن .. الأحرى بحزب العُمال ، أن يُصّفي حساباته مع تركيا ، سياسياً وعسكرياً ، هناك .. وليسَ في جبال الأقليم وقُراهُ ... لسببٍ بسيط : ان حزب الشعوب الديمقراطي HDP ، الذي هو واجهة لحزب العمال ، كان صريحا وواضحا ، في حملته وبرنامجه الإنتخابي : يناضل من أجل المواطَنة والديمقراطية والعدالة الإجتماعية في تركيا .. ولم يتطرق الى الإنفصال او الفدرالية او حتى الحُكم الذاتي . فأنا المواطن العادي في أقليم كردستان .. أقولها صريحةً : لستُ مُقتنِعاً بتواجد مقاتلي حزب العُمال ، في جبال قنديل ومتين وكَارا وغيرها .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغسّالة اللعينة
-
ملك طاووس ، يرعاك يا ( آشتي بدل جندي )
-
حَقاً ... مَنْ يدري ؟
-
الإتفاق النووي الإيراني .. عراقياً وكردستانياً
-
( يعجبني الزمانُ حينَ يدور )
-
مُؤتمرٌ ناجحٌ بإمتياز
-
هِجرة الشباب من أقليم كردستان
-
مَنْ سيكون الرئيس ؟
-
رمضانيات 11/ كَلام مَقاهي
-
رمضانِيات 10/ الفِئة الإنتهازية
-
رمضانِيات 9 / كوباني ودهوك
-
رمضانِيات 8 / عَمالة أجنبِية
-
رمضانيات 7 / مرةً أخرى ، كوباني تحتَ النار
-
رمضانيات /6 . ديمقراطية على الطريقة الكردستانية
-
رمضانيات 5 / أوضاع الموصل
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 4
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 3
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 2
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 1
-
أزمة رئاسة الأقليم .. اُم الأزمات
المزيد.....
-
تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ
...
-
6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران
...
-
الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
-
صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
-
وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
-
مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار
...
-
المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية-
...
-
ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا
...
-
الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|