سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 02:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاتراك يصفون حزب العمال الكوردستاني الذين يحاربون من اجل حقوقهم الانسانية والشرعية بالارهابيين ويعتقدون ان خطرهم لايقل عن التنظيم الارهابي الاجرامي داعش , ولكن تعامل تركيا مع داعش لا يشبه باي شكل من الأشكال تعاملها مع حزب العمال الكوردستاني , وهذا ما تأكد لنا اكثر بعد محاربة الدولتين العراق وسوريا للتنظيم الارهابي داعش , فتركيا قادرة بإمكانياتها العسكرية وإمتداد حدودها مع سوريا والعراق لدعم القوات الكوردية ومنع عبور الدواعش من اراضيها , إلا انها لعبت دورا كبيراً مغايراً وذلك لمنع حسم الصراع في سوريا والعراق وإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة .
فقد أكدت الصحف والتقارير العالمية على وجود تعاون استخباراتي ولوجستي بين تركيا وتنظيم داعش , وهنالك عدد من شهود العيان الذين أكدوا على عبور الدواعش من الحدود وعلى حجم المساعدة التي تقدمها تركيا في معالجة مرضى وجرحى داعش في المستشفيات التركية وقيام شركات بتصنيع الملابس الخاصة لهذا التنظيم , وقد قدم رئيس بلدية ماردين النائب الكردي أحمد تورك إلى سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا تقريراً مفصلاً وموثقاً ومدعوماً بالأدلة الدامغة يتألف من صور واشرطة فديو توضح طبيعة هذه العلاقة .
ان كل ماحدث من قتل وذبح وسبي وتهجير على ايدي التنظيم الارهابي داعش في سوريا والعراق لم تحرك مخاوف تركيا على امنها القومي ! إلا بعد التفجيرات الاخيرة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الكورد , والى الان لم يتضح هوية من كان وراءها ولا حجم التداعيات التي ستترتب عليها , , ولكن يبدو ان الأتراك انتظروا هذه الفرصة او حتى صنعوها ليغيروا من سياستهم في المنطقة بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني الأخير , أو بعد تغير موازين القوى في الاقليم .
ورجوعاً الى ماطرحناه آنفاً عن تعامل تركيا مع حزب العمال الكوردستاني , وبعد ان قررت تركيا ان تشن الحرب على داعش استكثرت ذلك على الكورد فقامت بمداهمات يومية للبيوت الامنة الكوردية أسفرت عن إلقاء القبض على شبابها بتهمة العمل مع حزب العمال الكوردستاني !!! .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟