احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 09:14
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل- الكارفان/ 14
أحمد الحمد المندلاوي
** قال حيدر:كنّا ذات مساء عند الدرويش شيردل ، و قد خيّم الجو سكوت لطيف ننتظر فتح باب من الكلام من حكم و طرائف ؛كي لا نخرج من عنده بلا زاد أو متعة فكرية،هنا قال أحدنا له :
- يا درويشنا العزيز ، سمعنا أن لكم طريفة مع أحد أصدقائكم ،و عالجت الموقف بقصيدة سميتها (القصيدة الكارفانية) ؛ حبذا نسمعها منكم في هذه العصرية.
ابتسم الدرويش شيردل قائلاً:
صحيح ولكن من ذكركم بها يا أعزائي ..حسناً..كان لي صديق عزيز يعمل حارساً في إحدى الشركات،حيث تراه في خفارته مدة اسبوع كامل في الشركة و منامه في كارفانة (غرفة متنقلة) ..ولكن الأكل مجاناً و كذلك كل المستلزمات مع أصدقاء طيبين من كل المحافظات ،وأصابه ضجر و ملل من هذا العمل رغم محاسنه، فاشتكى لي ذات يوم .فقلت له اسمع هذا الشعر:
القصيدة الكارفانية في الرعاية الانسانية
اذا رُمْتَ المعيشةَ في الأمانِ عليكَ الرّكضُ نحوَ الكرفانِ
فأكلٌ ،ثمّ شربٌ،ثمَّ نـومٌ ثلاثي السّعدِ في هذا المكانِ
فلا تدفعْ أجورَ الماءِ يوماً ولا نفـطٌ ،ولا حملُ القنانِي
بعيدٌ أنتَ عن كلِّ الهمـومِ كأنَّك عائشٌ وسطَ الجِنانِ
اذا رُدْتَ الذّهابَ نحوَ سوقٍ لشيءٍ أشْتَري رفضَتْ يَدانِي
هنالـكَ إخوةٌ درَرٌ كرامٌ نَشامى فِي المودّةِ والحنانِ
سعيدٌ قربَكُمْ ،وجهٌ بشوشٌ وقلبٌ طيّبٌ ،حلوُ اللّسانِ
هنا شـيخٌ تراهُ في صلاةٍ وآخرُ همّـهُ شُربُ الدّخانِ
أخٌ لي همّـهُ كرةٌ و لعبٌ سعيد هكذا طولَ الزمانِ
فسبحانَ الذي جمع شتاتاً ديالـى ثمّ ذي قارٍ وميسانِ
لك الحمد إلهِ الكونِ دوماً على طيبِ الصداقة كلَّ آنِ
اذا ضاقتْ بكَ الدّنيا عموماً ولم تشعرْ بلطـفٍ أو أمانِ
تعالَ ها هنا عندي دواءٌ فمُفتاحُ السّعادةِ في الكرفانِ
هنا قهقه صاحبي وقال:
مادام الامر هكذا يا إخوان،هيا الى الكارفان و كل شيء فيه بالمجان.
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]
23/7/2015م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟