أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - نووية إيران














المزيد.....

نووية إيران


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن العقل العراقي وحتى العربي بشكل عام بات غير مهيء لمناقشة برنامج التسلح النووي الإيراني بعيدا عن إنحيازات إيجابية أو سلبية مسبقة ومتطرفة من شأنها أن تطغى أو حتى تزيح فكرة مناقشة الحالة على صعيد مبدئي, وهي مناقشة غالبا ما تستوجب , طرح اسئلة بعيدة عن تداعيات الخلاف العربي الفارسي أو تداعيات الوله المقابل , بل لعل التعاطف أو الكراهية السياسية التقليدية لم يعد لها وجود بعد ان حل محلها أما إنحياز مطلق بالضد أو تعاطف عضوي الأمر الذي أدى بالفعل إلى تراجع إمكانية مناقشة الأمر على ضوء طرح اسئلة بسيطة وذات علاقة مباشرة بمصلحة إيران ذاتها أولا ومدى الفائدة السياسية أو العسكرية التي تجنيها من وراء بنامج نووي مكلف وباهض الثمن وقد لا تتناسب مردوداته السياسية او العسكرية مع حجم الخسائر التي يؤدي إليها على صعيد الإضرار الحقيقي بخطط التنمية.
نحن مدعوين بداية إلى تعريف معنى النصر, فبالأمس كان الإتحاد السوفيتي نفسه قد سقط بفعل تأثير سباق التسلح على قدراته الإقتصادية مما جعله عاجزا عن إمتلاك عوامل النصر الإستراتيجي وفي المقدمة منها بناء الداخل بناء متينا بشكل يلبي إحتياجات شعبه الأساسية. وبفعل برامج التسلح العالية الكلفة المصروفة على الروؤس النووية وبرامج غزو الفضاء فقد تم إنهاك الميزانية القومية بما قلل من قدرات التنمية وأخل بالنمو والتوازن الإجتماعي لصالح نمو نظام بيروقراطي تسيدته طبقة حزبية مرفهة خلافا لأعراف الماركسية نفسها. وفي نهاية الأمر فإن الإتحاد السوفيتي لم يسقط بفعل حرب نووية وإنما الذي عجل بإنهياره خوضه لحرب تقليدية في أفغانستان ضد ثوار بدائيين وقبائل متخلفة.
.
لقد بدأ المشروع النووي الإيراني شاهنشاهيا فهو ليس مشروعا من بنات أفكار النظام الإسلامي في إيران, بل لعله كان مرتبطا بأحلام الشاه في خلق دولة إيران العظمى مما يخلق الحاجة إلى إعادة الإقتراب من ذلك المشروع على ضوء اهدافة الإستراتيجية نفسها وفي المقدمة علاقته المزعومة بتحرير فلسطين أو مواجهة العدو الصهيوني المحتل, او على الأقل خلق حالة توازن رعب في المنطقة كفيل بتوفير اساسيات الردع المقابل, ولا يمكن بداية ان ننحي جانبا أو نهمش سعي الشاه من خلال قنبلته النووية إلى جعل إيران دولة إقليمية كبرى وذات شان اسيوي لا يقل شأنا عن المكانة الإقليمية التي حظيت بها كل من الهند وباكستان بعد حصولهما على عضوية النادي النووي. لكن مناقشة الأمر وفق مقارنات تقليدية كهذه قد تعوم خصوصيات الحالة الإيرانية ذاتها بما قد يجعل المقارنة نفسها فخا حقيقيا, فما تواجهه إيران على صعيد محيطها الإقليمي هو غير ما يحكم العلاقة بين الهند والباكستان, وقضية تحرير فلسطين لم تعد ملهاة شعبية وهي قصة قد إستهلكت نفسها, وأي تفجير نووي إيراني سينال الفلسطينيين مثلما ينال من الإسرائليين, وأجزم أنه لا الفلسطينيين ولا الشعب الإيراني على إستعداد للبقاء في مساحة النفاق الثوري, وبعد كارثة تشيرنوبل الروسية فإن أخطار الإشعاع النووي المتسرب هي أشد ضررا من تلك التي قد تصيب العدو, والمراهنة على قيمة الردع الذي توفره القنبلة لإيران عن طريق التذكير بما قد تفعله إيران بالخليج هي سياسة ذات اسس وتوجهات إنتحارية ولا نفع فيها لبلد ممكن أن يحمي نفسه عن طريق المشاركة في دعم السلام وبناء الرفاهية, ومما يمكن الخروج به أن إطالة المفاوضات نفسها ليس دليلا على الإعتراف بدور قوي لإيران أو نتيجة خوف من أدائها وإنما قد تكون سبيلا لجعل إيران ثور ناعور يدور في المساحة ذاتها ولا يخرج منها بعد ذلك إلا وهو منهكا وفاقدا لقواه. والمعنى أن الدخول في سباق التسلح, قد يكون, وسيكون مصيدة فيما لو تصورنا نحن بلدان العالم الثالث أن الجانب التعبوي في الخطاب النووي ما زال ثوريا إلى درجة كافية لضمان التعويض السياسي والإعلامي الذي يغطي العجز عن إنجاز خطط التنمية الحقيقية, وفي النتيجة فإن الشعب الإيراني لن يتأخر طويلا في إكتشاف أن حكاية القنبلة لا تحمل أية قيمة إستراتيجية غير تلك القيمة الدعائية التي يحاول النظام الحصول عليها من خلال تشغيله لخطاب سياسي بات على شفا أن يستهلك نفسه, إن لم يكن قد إستهلكها بالفعل, وهو ذلك الذي يدور حول قضية النضال ضد الشيطان الأكبر.لكن الشيطان الأكبر كان ذكيا بما فيه الكفاية لكي يجعل إيران تحاربه على طريقته وليس على طريقتها وتنسى ان شعبها بملايينه الثمانين, بوجوده في المنطقة الإقتصادية الأخطر في العالم, بركائزه الحضارية المقاومة للصدأ والتآكل هو قنبلة إيران النووية الحقيقية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفوية إيرانيا .. الصفوية عراقيا
- الصفوية .. فارسية المولد عراقية بالتبني
- علي غيدان وتبرئة المالكي من وزر إحتلال نينوى .. (عصفور كفل ز ...
- البحث عن قاتل علي بن أبي طالب
- علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية
- مصطفى الصوفي في رحلتة الى ايران .. قراءة أولى
- دوا كحة
- يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شي ...
- كما في الطبيعة, كذلك في السياسة : الوباء وباء
- ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي
- قراءة في حادثة إختطاف جثمان طارق عزيز
- كذبة إسمها المصالحة الوطنية
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - نووية إيران