أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد الحمّار - كفى استخفافا بالتونسيين














المزيد.....


كفى استخفافا بالتونسيين


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 14:35
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في الوقت الذي يظن فيه متاجرون اعتباريون أنّ تونس ستصبح حليفا للولايات المتحدة على حساب ليبيا شرقا والجزائر غربا، سوف يكون هؤلاء المتاجرون أول من يُصدم بمعرفة أن الشعوب الثلاثة شعب واحد وأن المغرب العربي ليس ألمانيا النازية (سابقا) أو الاتحاد السوفياتي (سابقا) حتى يُختار من يتحالف مع الأجنبي ضده فينجح التحالف.الحليف المنشود هذه المرة - تونس- هو من صُلب المتحالف ضده.
للأسف لم تكن المؤسسات الديمقراطية في الموعد لتقول كلمتها في الموضوع الذي أثار حفيظة الناس في الآونة الأخيرة ألا وهو مدى صحة الأخبار التي تتحدث عن إقامة قاعدة عسكرية أو استخبارية أمريكية في تونس. كنا نتمنى لو تحركت هذه المؤسسات حتى تكون الآراء بشأن هذا الموضوع صريحة ومتنوعة ويكون للموقف الذي سيتم الاتفاق حوله مصداقية لدى الشعب. لقد سمعنا عن اتفاق بين تونس والولايات المتحدة ولم يطلعنا أحد على فحواه وتفاصيله. وقرأنا عن نية الولايات المتحدة تنصيب قاعدة استعلاماتية في جهة الهوارية وكيف أنّ سكان جزيرة صقلية الإيطالية كانوا قد رفعوا دعوة قضائية بشأنها باعتبار أنها كانت مقامة هناك وكيف أنهم ربحوا القضية، كل هذا ولم ينبس أحد من المسؤولين في تونس ببنت شفة لتوضيح المسألة، سوى بالنفي غير المقنع.
وما عدا بعض الأصوات المعزولة، ليست هنالك جهة رسمية أو غير رسمية قامت بتحليل الخبر وبشرحه للرأي العام. نفهم من هذا أنّ المجتمع السياسي في إجازة وربما علينا أن ننتظر أسابيع بحالها قبل أن نميز بين الغث والسمين بخصوص مسائل متصلة بعضها ببعض مثل زيارة نيكولا ساركوزي لبلدنا وتصريحه المتطاول على ليبيا والجزائر والمُهين لتونس فضلا عن الدور الذي تعتزم الولايات المتحدة أن تكلف به تونس لِجِهة أنها أصبحت حليفا متميزا من خارج الناتو لهذا البلد ، وعن الإيحاءات التي تحيل على أن هنالك مشروع كبير يستهدف الشقيقة الجزائر.
هذاّ الصمت الذي يخيّم حول هذه القضية المصيرية ذات الروافد المتعددة والمتشعبة، إن دل على شيء فإنما يدل على أنّ السلطة والمعارضة على حدٍّ سواء يستهينان بالمواطن وبالشعب استهانة نكراء. والشيء من مأتاه لا يستغرب، فتحالف الحزب الفائز في الانتخابات (نداء تونس) مع أكبر حزب يفترض أن يكون في المعارضة (حزب حركة النهضة) لا يمكن أن يثمر غير هذا الصمت المخيف. وبمجرد أن الحزب "المعارض" يحاول دوما أن يبقى ملتزما بالتحالف مع الحزب الحاكم تكون النتيجة حزب حاكم لا يحكم ومعارضة لا تعارض. وهذا مما يؤكد أنّ الصمت المتبادل، عندما يكون غير طبيعي مثلما هو الحال إزاء هذه المسألة، فإنه يترجم حالة من الاحتقان التواصلي تخفي هي بدورها إفلاسا معنويا موصوفا. فكيف ستكون الحكومة معطاءً من الناحية السياسية وكيف ستكون المعارضة (المتبقية) ذات مصداقية لدى الشعب؟
كل هذا يسيء للشعب لأنه استبلاه له واستخفاف به. ومن نتائج الاستخفاف أنه عادة ما يستبطن الاستغلال. هكذا، قد نميل إلى الاعتقاد أنّ أطرافا ما، في السلطة أو من خارجها، تستغل عنصر الإرهاب لترهيب الشعب حتى يقبل بتنصيب قواعد أجنبية في البلاد. مع هذا، وحتى في حال تصح هذه الفرضية فلا نشك في أنّ تونس لها ما يكفي من الوطنيين و من ذوي النوايا الحسنة لكي يضعوا نصب أعينهم مهمةَ العمل على تحقيق وحدة المغرب العربي كخيار وحيد لمقاومة الشر أيٍّ كان مأتاه و بالتي هي أحسن، وواجبَ التحلي باليقظة والتسلح بردة الفعل الفكرية والخطابية، وهو أضعف الإيمان لمناهضة أية حملة على تونس وعلى المنطقة.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أصبحت تونس بلدا ديمقراطيا، لَما انتحر أرسطو وقدم ساركوزي
- هل الإسلاميون وحدهم يلعبون لعبة الغرب؟
- جريمة سوسة: لماذا بريطانيا؟
- المسلمون والفهم الضبابي للواقع، داعش نموذجا
- تونس: كفانا مغالطة لأنفسنا !
- الشباب التونسي بين إخلالات الحاضر ورهانات المستقبل
- وكأنّ التوانسة سيموتون غدا...
- تونس: الإصلاح اللغوي والتربوي من أضغاث الأحلام إلى الحلم
- تونس: وهل سيُنجز الإصلاح التربوي بعقل غير صالح؟
- تونس: التجديد الديني بين تطاول المفكرين وتبرير المشايخ
- آفة الدروس الخصوصية وعلاقتها بالعولمة
- الإرهاب الفكري المستدام
- تونس لن تستسلم للإرهاب
- مبادرة من أجل مدرسة المستقبل في تونس
- تونس: أزمة التعليم تتجاوز الوزارة والنقابات
- في مقاومة داعش وسلوكنا الفاحش
- هل الحكومة التونسية قادرة على الردّ الحضاري؟
- تونس: إصلاح الغصن أم الشجرة؟
- تونس: نصيب الجمعيات من حصة تخريب البلاد
- تونس: شهادة حول الخميس الأسود من سنة 1978


المزيد.....




- جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
- غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا ...
- دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
- أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ ...
- حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب ...
- زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال ...
- شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال ...
- مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
- نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد الحمّار - كفى استخفافا بالتونسيين